الصفحة الدولية

كاتبة أمريكية تشبه نظام الحكم في السعودية بنظام الفصل العنصري "الأبارثيد"

2406 19:38:00 2007-12-22

واشنطن- أحمد عاطف – خاص

أعربت الكاتبة الأمريكية آن أبلبوم عن دهشتها من الحكم الصادر على المرأة السعودية التي تعرضت الى الاغتصاب "فتاة القطيف" وقالت إنه على الرغم من ضعف الفعل الدولي إلا أنه كان كافيا لإصدار العفو الملكي عنها، وانتقدت الكاتبة تجاهل نساء العالم ومنظماتهن للمعاناة التي تحيط بالمرأة السعودية والمسلمه بصورة عامة. ودعت أبلبوم في مقال نشرته لها الواشنطن بوست الى تنظيم حملة عامية للتضامن مع المرأة السعودية تماثل في القوة والتأثير حملة مناهضة العنصرية والأبارثيد في الستينات من القرن الفائت.

وقالت إن ما تعانية المرأة السعودية ليس بسبب الإسلام بل بسبب ما تفرضه "ثقافة الطبقه الحاكمة السعودية". وقد حمل المقال عنوان (A Stanton for the Saudis) في إشارة الى الحاجة الى إعادة بعث الدور الريادي لاليزابيث كادي ستانتون (Elizabeth Cady Stanton) في الحركة النسائية العالمية الأمريكية في القرن التاسع عشر. .

وفيما يلي الترجمة الكاملة للمقال:

"قامت محكمة في البلد (س) بالحكم على رجل أسود بالسجن 6 أشهر و200 جلدة لتعرضه للضرب المبرح من قبل رجال بيض ".  كيف سيكون رد فعلك لو قرأت هذا الخبر في الصحيفة؟ دون شك ستشعر بالصدمة، بالرعب، بالغضب ضد حكومة البلد (س)، وسيتضاعف غضبك عندما تعلم أن تعذيب السود في ذلك البلد هو أمر عادي روتيني، وستطالب بمقاطعة ذلك البلد وستصر على أن يحرم من المشاركه في الألعاب الأولمبية وستطالب معاملته نفس معاملة نظام الفصل العنصري (الأبارثيد) في جنوب أفريقيا.

في الحقيقة أن حكم المحكمة المذكور هو حقيقي وكانت الحكاية التي نشرت في موقع أخبار (سي بي اس) الشهر الماضي تتعلق بقصة أمرأة وليس رجلا أسود وكان البلد (س) هو المملكة العربية السعودية.

جاء في الخبر: " حكمت محكمة سعودية بالسجن لمدة 6 أشهر مع 200 جلدة على أمرأة اغتصبها مجموعة من الرجال". حقيقة هذه قضية غير عادية يصدر حكم فيها على امرأة تعرضت للاغتصاب لخروجها مع رجل ليس من أقاربها ويلاقي ذلك الحكم صدى عالميا ضئيل.

لقد قادت هيلاري كلينتون مجموعة الديمقراطيين التي أدانت ذلك الحكم الذي أدانته أيضا عدد من افتتاحيات الصحف الأمريكية. وكان ذلك التحرك على قلته موثرا: فبفعل الضغط الدولي أصدر ملك السعودية عفوا لصالح المرأة. ولكن ما العمل الأن؟ مازالت المرأة في السعودية محرومة من حق التصويت والانتخاب، ولا تستطيع قيادة السيارة، ولا يحق لها مغادرة بيتها بدون أن يصطحبها رجل من أقاربها. ولم تظهربعد أي حملات - مثل تلك التي أقيمت ضد حكم الأبارثيد في جنوب أفريقيا - للدفاع عن المرأة السعودية.

إن مقارنة السعودية بأبارثيد جنوب أفريقيا واختلاف مواقف الغرب إزاء كل منهما قد جرى تداوله من قبل.  فمؤخرا أشارت الصحفية منى الطحاوي الى أن السبب الحقيقي في عدم المطالبة بطرد الفريق السعودي من الأولمبياد يرجع بالإضافة الى النفط الى "نجاح السعوديين في إقناع العالم بأن دينهم هو السبب وراء معاملتهم السيئة للمرأة"، وكتبت موضحة أن للإسلام صور أخرى في تركيا والمغرب وأندونيسيا وغيرها من البلدان.

ولكن الدعاية السعودية يضاف اليها خجلنا من الخوض في عادات وتقاليد الآخرين قد أعمتنا عن حقيقة أن ما تتعرض له المرأة في السعودية من اضطهاد شمولي ومبرمج لا يأمر به الدين مطلقا بل تفرضه ثقافة الطبقة الحاكمة السعودية. وأعتقد أن هناك تفسيرا آخر أيضا. فنحن كأمة نتفاعل مع القضايا التي تبدو مألوفه لنا وقصة أبارثيد جنوب أفريقيا لها أصداؤها في حركة الحقوق المدنية، فلم يكن عسيرا على جيسي جاكسون دعم الحركة المناهضة للأبارثيد وهي في أوجها في الثمانينات كما لم يكن الأمر صعبا بالنسبة لطلبة الجامعات القيام بذلك أيضا حينها: لقد جرى تدريسنا حول العنصرية المؤسساتيه في المدارس.

ومقابل ذلك فإن المرأة المعاصرة في السعودية بحاجة الى ثورة أكثر جذرية من تلك التي قامت بها المرأه الأمريكية في الستينات وهي الثورة التي نجد صعوبة في فهمها.  فالمرأه الأمريكية لم تحتاج الى مواجهة قضايا واجهها الأمريكان السود لفترات طويلة مثل حق التعليم أو الانتخاب، بل لحسن الحظ كان على المرأة الأمريكية النضال من أجل حقوق أقل جذرية في العقود الحديثة ولكن لسوء الحظ قامت المجموعات النسوية الأمريكية بالتركيز على قضايا هامشية، فأشهر الحملات التي قامت بها منظمات المجلس الوطني للمرأة كانت ضد نادي اوجوستا الوطني للجولف.

كما أن الموقع الإليكتروني للمجلس الوطني لمنظمات المرأة (إنني أكره التركيز على هذه المنظمة دون سواها رغم أنها تعطي أسهل الأمثلة) قد خصصت مساحة لقضايا مثل شركات تأمين السيارات الصديقة للمرأة وشبكات الاتصال الحيادية، ولكنها تجاهلت المناقشات حول الحقوق الأساسية للمرأة في السعودية أو العالم الإسلامي. وحتى نرى تغييرات في ذلك الوضع سيكون من الصعب إطلاق حملة مشابهة لحركة مناهضة الأبارثيد لفرض عقوبات أو قوانين أخلاقية ضد الذين يتعاملون مع السعودية.

وبكلمات أخرى لا نحتاج كنموذج الى دروس الحركة النسوية في الستينات التي مازلنا نتذكرها، بل نحتاج الى النموذج العالمي للحركة النسوية في القرن التاسع عشر التي نسيناها تقريبا. هل هناك مرشحات لدور اليزابيث كادي ستانتون (Elizabeth Cady Stanton)؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك