يخوض عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي، هيلاري كلينتون، وباراك أوباما، جولة جديدة، قد تكون الحاسمة، في إطار الصراع المحتدم بينهما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة نهاية العام الجاري.ووصفت الجولة التي تجري بين الغريمين الثلاثاء، في ولايات أوهايو، وتكساس، وفيرمونت، ورود آيلاند، بأنها "ثلاثاء كبير" آخر، بعد "الثلاثاء الكبير" الأول في الخامس من / شباط الماضي.
وتُعد هذه الجولة الأكثر أهمية في السباق إلى البيت الأبيض، لحسم تفوق أي من المرشحين الديمقراطيين على منافسه، بعد التقارب الكبير بينهما، سواء في عدد الولايات أو عدد المندوبين الذين حصلا عليهما في الجولات السابقة.كما لا تقل جولة الثلاثاء أهمية لدى السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا، جون ماكين، حيث يتوقع أن يمنحه الناخبون في تلك الولايات الأربعة، المزيد من المندوبين، للفوز بترشيح الحزب الجمهوري منفرداً.وتحتدم المنافسة بين أوباما، السيناتور عن ولاية إلينوي، الذي يطمح في أن يصبح أول رئيس أمريكي أسود، وهيلاري كلينتون "سيدة أمريكا الأولى السابقة"، والسيناتور عن ولاية نيويورك، والتي تصبو لأن تكون أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة.ويخوض أوباما جولة الرابع من / آذار الجاري، مدعوماً بالفوز على غريمته في 11 ولاية على التوالي، مما رفع رصيده إلى 1369 مندوباً انتخابياً، بفارق نحو مائة مندوب عن كلينتون، التي حصلت على 1267 مندوباً حتى هذه الجولة.ويحتاج كل من المتنافسين للحصول على تأييد 2025 مندوباً، للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في / تشرين الثاني من العام 2008 الجاري.والسؤال المهم الذي تواجهه كلينتون حالياً هو: كم عدد الولايات التي ينبغي عليها الفوز بها لاستكمال مشوارها في هذا السباق؟.. وجاء الرد على لسان زوجها، الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي قال إن زوجته يمكنها الاستمرار في السباق إذا ما فازت بولايتي أوهايو وتكساس.ولكن السؤال الأهم الآن هو: إذا فشلت كلينتون في تحقيق الفوز في هاتين الولايتين الكبيرتين، فهل تنهي مشاركتها في هذا السباق المحتدم، أم أنها ستنتظر لاستكمال باقي الجولات الانتخابية التمهيدية الربيع المقبل؟وعندما تم طرح هذا السؤال "الصعب" على كلينتون نفسها، من قبل العديد من الأشخاص سواء كانوا أعضاءً بحملتها الانتخابية أو من غيرهم، فأجابت بقولها: "لا يمكنني أن أتنبأ بما سيحدث في المستقبل"ولكن المحلل السياسي بشبكة CNN بيل سكنيدر، قال، في إطار الإجابة على السؤال ذاته: "إذا حقق أوباما الفوز في أوهايو وتكساس، فإن ذلك يعني أنها خرجت من اللعبة"، ولكنه استدرك قائلاً: "أما إذا ما فازت كلينتون، فإنها ستبقى داخل اللعبة، إلى أن يحسم أحدهما أغلبية المندوبين لصالحه."وأضاف سكنيدر قوله: "ربما لن يحدث هذا (فوز أحد المرشحين بغالبية المندوبين) قبل المؤتمر العام للحزب الديمقراطي أواخر الصيف المقبل"، وتابع قائلاً: أما إذا تقاسم الاثنان الأصوات في أوهايو وتكساس، فإن ذلك سيكون بمثابة لعبة أخرى."وتمتلك ولاية تكساس 193 مندوباً انتخابياً للحزب الديمقراطي، بينما تمتلك ولاية أوهايو 141 مندوباً، وهو عدد كبير من المندوبين قد يحسم الفوز بهم الصراع مبكراً لصالح أي من المرشحين.ويشير آخر استطلاع أجرته CNN قبل بدء التصويت الثلاثاء، إلى أن أوباما يتقدم بفارق نقطتين على كلينتون في تكساس، بينما تتفوق الأخيرة بفارق خمس نقاط على منافسها في أوهايو.كما تمتلك ولاية رود آيلاند 21 مندوباً انتخابياً للحزب الديمقراطي، وتُعد نموذحاً مصغراً لولاية أوهايو، حيث يتوقع أن يدلي الناخبون فيهما لمصلحة كلينتون، بعكس تكساس التي تضم نسبة كبيرة من الأمريكيين من أصول أفريقية.
https://telegram.me/buratha