قالت مصادر دبلوماسية إن حكومة كوريا الشمالية سلمت الصين اليوم الخميس تقريرا طال انتظاره يحتوي على تفاصيل برنامجها النووي. ومن المتوقع ان يبين التقرير، الذي تأخر تسليمه زهاء ستة شهور، بالتفصيل الجهود التي بذلتها بيونجيانج في مجال تخصيب البلوتونيوم.
الا ان المحللين يقولون إنه من المستبعد ان يتطرق التقرير بالتفصيل الى برنامج كوريا الشمالية المزعوم لتخصيب اليورانيوم او الى اية تفاصيل اخرى عن ترسانتها النووية. وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد رحب بحذر بالخطوة الكورية الاخيرة، وقال إن الولايات المتحدة ما زالت لديها "شكوك جدية" حول نوايا بيونجيانج. وقال الرئيس الامريكي إنه ينوي احاطة الكونجرس علما بنيته حذف اسم كوريا الشمالية من لائحة الدول الراعية للارهاب خلال مدة اقصاها 45 يوما شريطة ان يكون الاعلان الكوري كاملا. وقال الرئيس بوش في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في واشنطن إن "الولايات المتحدة ليست لديها اوهام حول طبيعة النظام الحاكم في بيونجيانج." ومضى للقول: "فنحن ما زلنا نشعر بالقلق الشديد ازاء انتهاك حكومة كوريا الشمالية لحقوق الانسان، ونشاطاتها فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم والتجارب النووية والانتشار النووي وبرامج تطوير الصواريخ البالستية." ويأتي تسليم الاعلان الكوري في سياق الجهود التي تبذلها الاطراف الدولية الستة المنخرطة في ايجاد حل للازمة النووية الكورية (الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية واليابان وكوريا الشمالية) من خلال منح بيونجيانج حوافز دبلوماسية واقتصادية لتشجيعها على نزع سلاحها النووي. من جانبه، قال وزير خارجية كوريا الجنوبية يو ميونج هوان إنه سيكون "من المؤسف" اذا خلا الاعلان من اي ذكر لتفاصيل ترسانة بيونجيانج النووية. وفي كوريا الشمالية، دعت الحكومة دبلوماسيا امريكيا وممثلي الاعلام لحضور عملية تدمير برج التبريد الرئيسي في مفاعل يونجبون يوم غد الجمعة فيما يبدو انه محاولة لاثبات التزامها بتعهداتها. وكانت كوريا الشمالية قد اغلقت مفاعل يونجبون بعد موافقتها في فبراير/شباط 2007 على وضع حد لكافة نشاطاتها النووية. الا ان التوصل الى اتفاق مع كوريا الشمالية حول المرحلة التالية من صفقة نزع التسلح - التي تتلخص في تسليم الاعلان - كان صعبا جدا. ويقول المحللون إن اصعب جزء من المفاوضات مع الكوريين الشماليين هو ذلك الذي سيركز على مصير الاسلحة النووية والمواد المشعة التي تحتفظ بها بيونجيانج. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس امام مؤتمر لمجموعة الدول الثماني يعقد في اليابان إنه ما زال يتوجب بذل الجهد للتأكد من ان بيونجيانج قد تخلت عن سعيها لحيازة الاسلحة النووية. ولا يتوقع ان يتطرق الاعلان الذي سلمه الكوريون الشماليون للصينيين اليوم الى الادعاءات القائلة إن بيونجيانج ساعدت دمشق في بناء ما وصفه الامريكيون بأنه مفاعل نووي جاهز. ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية جوناثان ماركوس إن المنشأة السورية التي دمرها الطيران الحربي الاسرائيلي في شهر سبتمبر/ايلول الماضي كانت مشابهة الى حد بعيد لمنشأة يونجبون الكورية. ويقول مراسلنا ايضا إن الكونجرس الامريكي قد يعارض بشدة نية البيت الابيض حذف اسم كوريا الشمالية من لائحة الدول الراعية للارهاب، خاصة وان ثمة مشاعر قوية معادية لبيونجيانج في اوساط النواب والشيوخ الامريكيين. من ناحيتها، يساور اليابان قلق من ان اخراج كوريا الشمالية من دائرة الدول الراعية للارهاب قد يعقد جهودها الخاصة بالعثور على المواطنين اليابانيين الذين اختطفهم الكوريون الشماليون منذ اكثر من عشرين عاما.
https://telegram.me/buratha