عدّ مهدي فضائلي عضو مكتب قائد الثورة الاسلامية في ايران سماحة السيد علي الخامنئي، اليوم الأربعاء (15 كانون الثاني 2025)، أن التفاوض مع الولايات المتحدة يمثل خيانة للعالم أجمع، مشيراً إلى أن إيران تعلم جيداً أن مواجهة أمريكا ستكون لها تكاليف بالتأكيد.
وقال فضائلي في حديث صحفي "نعلم أن التفاوض مع أمريكا بعد 46 عامًا من المقاومة المشرفة، وخاصة في هذه الظروف ومع قوة الدعاية الأمريكية، لن يحل أيًا من مشاكلنا فحسب، بل سيدمر أيضًا كل أصولنا وقيمنا".
وأشار إلى أن "الدول التي ترتبط بعلاقات سياسية وصداقة وثيقة مع الولايات المتحدة مثل إيران في عهد البهلوي ومصر والعراق والاردن وافغانستان وغيرها لم تحل مشاكل تلك الدول بما في ذلك الاقتصادية، ولا تزال شعوبها تعاني من الفقر وصعوبات المعيشة".
واعتبر فضائلي إن "فكرة أن المشاكل سوف تختفي فجأة بمجرد مصافحة أمريكا والابتسام لها هي فكرة خيالية وغير واقعية ولا تمت للواقع بصلة".
وتابع "إن تكاليف التسوية والثمن الذي تدفعه دول مثل بعض دول الخليج لتجميل مظهرها ليست واضحة للغاية؛ لكن الافتقار إلى الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي والوقوع في أسر السياسات الأمريكية واضح لديهم، وما نحتاج إليه فقط هو النظر إلى القواعد العسكرية الأمريكية في هذه البلدان".
ووجه فضائلي انتقادات إلى بعض المسؤولين في إيران الذي أعلنوا في الأيام الأخيرة استعداد حكومة بزشكيان للتفاوض مع ترامب "ألا يؤدي إظهار الحماس للتفاوض في ظل هذه الظروف إلى تعزيز فكرة أن القادة الأمريكيين لديهم اليد العليا؟ هل يوجد شخص في موقع رئيس الولايات المتحدة، ناهيك عن ترامب الذي يقال عنه أنه رجل أعمال، لا يسعى للحصول على تنازلات في مثل هذه الظروف، حتى ولو عن طريق الابتزاز؟ فهل من الممكن تأمين المصالح الوطنية لإيران الحبيبة في مثل هذا السيناريو؟ ونظراً للمشاعر التي تشعر بها أمريكا تجاه نفسها وتجاهنا اليوم، والرغبة التي يعرب عنها البعض في التفاوض، فهل أمريكا مستعدة لمنح إيران تنازلاً ثميناً وفعالاً في حل مشاكلها؟ فكرة خاطئة".
وختم قوله "لذلك فإننا نقول بحزم وصوت عال أن المفاوضات مع أمريكا لا تخدم مصالحنا الوطنية، وعندما نصل إلى حالة تصبح فيها مصالحنا الوطنية تخدمها المفاوضات فلن يتجاهلها أي إنسان عاقل".
https://telegram.me/buratha