وفي مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر السبت لعرض موقف بلاده من الغارات الاسرائيلية على غزة سئل وزير الخارجية المصري احمد ابو اغليط عن تصريح ادلت به وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني وقالت فيه ان الدولة العبرية ابلغت مصر سلفا بالهجوم على غزة فامتنع عن التاكيد او النفى واكتفى بالقول "لقد ابلغوا العالم اجمع وابلغوكم انتم (الصحفيين) ومن حضر المؤتمر الصحفي لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني سمع منها هذا الكلام".
لكن الوزير المصري اكد ان الهدف من دعوة مصر الى ليفني لزيارتها كان العمل على منع الهجوم الاسرائيلي على غزة. وقال "كنا نسعى (من خلال زيارة ليفني) الى اجهاض هذه العملية العسكرية". واضاف "ليلة وصول وزيرة الخارجية الاسرائيلية الى مصر تم اطلاق 60 صاروخا من قطاع غزة" معتبرا ان اطلاق هذه الصواريخ في هذا التوقيت كان الهدف منه توصيل "رسالة معينة مفادها افشال الجهد المصري". وتابع انه كانت "هناك محاولات لافشال المصالحة ومحاولات لافشال التهدئة ولافشال التسوية الفلسطينية وهذا لا يجب ألا يغيب عن أحد".
وتوعدت ليفني الخميس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ابو الغيط بضرب حماس المسيطرة على غزة وب"تغيير الوضع" في القطاع. وكان اتفاق للتهدئة بين الطرفين ابرم برعاية مصرية انتهى في 19 كانون الاول/ديسمبر بعد ان ظل ساريا لمدة ستة اشهر.
وشدد الوزير المصري على ان "الهدف الملح والحالي هو وقف قتل الفلسطينيين" خصوصا على ضوء التصريحات الصادرة عن المسؤولين العسكريين الاسرائيليين بان العملية في غزة ليست الا في بدايتها. وقال "إننا وفي ضوء ذلك نتحرك ونتحرك بسرعة على مستوى الجامعة العربية والأمم المتحدة وكافة المستويات والقوى ذات التأثير فى العالم لكى ننهى هذا الوضع".
وقال ابو الغيط انه تم استدعاء سفير اسرائيل في القاهرة شالوم كوهين "للاعراب عن رفض مصر الكامل للعدوان الإسرائيلى والمطالبة بوقفه بشكل فورى". واضاف أنه "تم تكليف سفير مصر لدى إسرائيل بنقل ذات الرسالة إلى الخارجية الإسرائيلية". واكد انه وجه رسائل الى امين عام الأمم المتحدة بان كى مون والى رئيس مجلس الأمن "من أجل وقف هذا العدوان بشكل فورى".
ووجهت انتقادات لمصر في وسائل الاعلام العربية خصوصا بسبب استقبالها ليفني قبل 48 ساعة من الهجوم على غزة. كما انتقد المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين مهدي عاكف موقف النظام المصري والمح الى "تواطئه" في الهجوم على غزة. وقال عاكف في بيان اصدره بعد ظهر السبت "بكل الاسف والحزن تضمن الانظمة العربية والاسلامية بل يتآمر بعضها ويتواطأ مع الصهاينة في هذه المأساة الدامية بعد ان خرجت التصريحات الهيونية والارهابية من القاهرة وعلى مسمع ومرأى وبمباركة من المسؤولين" في اشارة الى تصريحات ليفني في القاهرة.
وفي بيروت تظاهر المئات احتجاجا على الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة قرب السفارة المصرية فيما دان مسؤولون من حزب الله "التواطؤ العربي الذي فتح الباب" لهذه العملية العسكرية.
وكانت الرئاسة المصرية دانت في بيان "الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة" وحملت اسرائيل "مسؤولية ما اسفرت عنه من الشهداء والمصابين" وطلبت من اسرائيل "وقفها فورا". ولكن الرئاسة المصرية لم تعف في بيانها الفصائل الفلسطينية من المسؤولية عما يحدث.
وقال البيان الذي بثته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان "اسرائيل استمرت فى التلويح بالتصعيد العسكرى فى غزة خلال الأسابيع الماضية وأن مصر حذرت من هذا التصعيد وتداعياته على الاوضاع الانسانية بالقطاع وعلى استقرار الشرق الاوسط كما دعت مصر الفصائل الفلسطينية للتجاوب مع جهودها لتمديد التهدئة والامتناع عما يتيح الذرائع لاسرائيل للعدوان على غزة".
ومن جهة اخرى اصدر الرئيس المصري حسنى مبارك تعليمات باستقبال كافة ضحايا العدوان الاسرائيلى من المصابين عبر معبر رفح وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم بالمستشفيات المصرية حسب ما ذكر بيان رئاسة الجمهورية.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان "عشرات الجرحي عبروا بالفعل معبر رفح بعد ظهر السبت". واضافت انه من المتوقع وصول حوالي 200 جريح الى مصر خلال الساعات المقبلة. واعلن محافظ شمال سيناء محمد عبد الحفيظ شوسة انه "تم رفع درجة الاستعداد في مستشفيات العريش والشيخ زويد ورفح (ثلاث مدن في شمال سيناء) لاستقبال المصابين من قطاع غزة".
واكدت مصادر امنية مصرية ان اجهزة الامن دفعت بنحو 500 شرطي الى خط الحدود بين مصر ورفح تحسبا لاي حوادث قد تقع بعد القصف الاسرائيلي على غزة الذي اوقع عشرات القتلي.
واعلنت الجامعة العربية ان اجتماعا عاجلا لوزراء الخارجية العرب سيعقد مساء الاحد في القاهرة لبحث "العدوان الاسرائيلي على غزة" بناء على طلب الاردن. وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه طلب من سفير ليبيا في الامم المتحدة التقدم بطلب لعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي لبحث الوضع في غزة. يذكر ان ليبيا هي العضو العربي الوحيد في مجلس الامن في الوقت الراهن.
https://telegram.me/buratha