3 كانون الثاني 2009
قامت قوات الأمن التابعة للكيان السعودي بتطويق مدينة القطيف وبالخصوص حي القلعة وذلك تحسباً لخروج مظاهرات مناوئة للكيان السعودي على خلفية قمعه للمواطنين الشيعة في القطيف الذين خرجوا في مظاهرتين أدانوا فيها العدوان الإسرائيلي على المواطنين العرب في غزة وتواطئ الأنظمة العربية وبالخصوص النظام المصري الذي يتربع على عرشه حسني مبارك منذ إزاحة أنور السادات من الحكم باغتيال كانت تشير فيه أصابع الاتهام الى قيامه بالتحريض عليه , كما أدان المتظاهرون أيضاً الكيان السعودي والنظام الأردني لاشتراكهم في التخطيط والإعداد لهجوم غزة . يذكر ان قوات الكيان السعودي قد تصدت وبشراسة للمتظاهرين الشيعة الذي كانوا سباقين للتظاهر من اجل فلسطينيي غزة , مما جعل مثقفي وإصلاحيي المناطق الأخرى من الاخوان السنة من شبه الجزيرة العربية يقعون في إحراج كبير ترجمه العديد منهم بالهجوم على الشيعة وعلى حزب الله , متهميهم بالعمالة إلى أنظمة خارجية .
ولقد قام الكيان السعودي بإرسال العديد من القوات إلى القطيف حيث طوقت الشاحنات العسكرية مداخل المدينة في هذا اليوم . ومن المعروف بان الكيان السعودي قد اعتاد على استنفار قواته الأمنية في أيام عاشوراء من كل عام خوفاً من خروج مظاهرات احتجاجية على الكيان السعودي بسبب سياسة التمييز الطائفي التي يتعرض لها المواطنون الشيعة الشرفاء الذين يستمدون قوتهم وشجاعتهم من إمامهم الحسين عليه السلام الذي هو رمز الثورة على الظلم والطغيان والذي تجلّت صورة الثائر بأبهى صورها وأكملها في إبائه (عليه السلام) ورفضه للصبر على الحيف والسكوت على الظلم ، فسنّ بذلك للأجيال اللاحقة سنّة الإباء والتضحية من أجل العقيدة وفي سبيلها، حين وقف ذلك الموقف الرسالي العظيم يهزّ الاُمّة ويشجّعها أن لا تموت هواناً وذلاًّ، رافضاً بيعة الطليق ابن الطليق يزيد بن معاوية قائلاً: (إنّ مثلي لا يبايع مثله).
ان الكيان السعودي الغاصب لأرض الأشراف الشيعة في المنطقة الشرقية يعرف بان إباء الشيعة وعدم خنوعهم وخضوعهم لطاغية العصر الطليق ابن الطليق عبد الله بن عبد العزيز هو واقع ملموس حيث سبق وان ثار شرفاء الشيعة في المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية عام 1979 وفي مثل هذه الأيام من أيام محرم الحرام حيث قام الكيان السعودي بقمعها في زمان حكم المقبور خالد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سليل بني أمية الذي يعود نسبهم إلى الدعي أبو سفيان وخليلته هند بنت عتبة آكلة الأكباد , والذي تسلم مقاليد الحكم بعد هلاك المقبور فيصل بعملية اغتيال مدبرة من قبله في عام 1975 .
ولقد حاول الكيان السعودي وعلى مدى سنوات حكمه البغيضة ان ينال من المواطنين الشيعة الاشراف وذلك بالايعاز الى مؤسسته الدينية التي يرأسها رجال أجلاف سيئي الخلق من أيتام محمد بن عبد الوهاب من أمثال الوهابي بن جبرين والبراك الذين ما تركوا من مناسبة الا ونالوا بها من شيعة أهل البيت عليهم السلام ونعتهم بـ ( الرافضة ) ذلك الاسم الذي كانوا يعتقدون بانه منقصة لهم , الا انه شرف لهم شرفهم به الله سبحانه وتعالى , حيث ورد في تاريخ الطبري الجزء ( 5 ) صفحة ( 498 ) عن محمد بن القاسم بن عبيد ، عن الحسن بن جعفر ، عن الحسين ، عن محمد يعني إبن عبد الله الحنظلي ، عن وكيع ، عن سليمان الاعمش قال : دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهم السلام) قلت : جعلت فداك إن الناس يسمونا روافض ، وما الروافض ؟ فقال : والله ما هم سمو كموه ، ولكن الله سماكم به في التوراة الانجيل على لسان موسى ولسان عيسى (عليهم السلام) وذلك أن سبعين رجلا من قوم فرعون رفضوا فرعون ودخلوا في دين موسى فسماهم الله تعالى الرافضة ، وأوحى إلى موسى أن أثبت لهم في التوراة حتى يملكوه على لسان محمد (صلى الله عليه وآله) . ففرقهم الله فرقا كثيرة وتشعبوا شعبا كثيرة ، فرفضوا الخير فرفضتم الشر واستقمتم مع أهل بيت نبيكم (عليهم السلام) فذهبتم حيث ذهب نبيكم ، واخترتم من اختار الله ورسوله ، فأبشروا ثم أبشروا فأنتم المرحومون ، المتقبل من محسنهم والمتجاوز عن مسيئهم ، ومن لم يلق الله بمثل ما لقيتم لم تقبل حسناته ولم يتجاوز عن سيئاته .يا سليمان هل سررتك ؟ فقلت : زدني جعلت فداك ، فقال : إن لله عز وجل ملائكة المحاسن يستغفرون لكم ، حتى تتساقط ذنوبكم ، كما تتساقط ورق الشجر في يوم ريح ، و ذلك قول الله تعالى (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون للذين آمنوا) هم شيعتنا وهي والله لهم يا سليمان ، هل سررتك ؟ فقلت : جعلت فداك زدني ! قال : ما على ملة إبراهيم (عليهم السلام) إلا نحن وشيعتنا ، وسائر الناس منها برئ . (انتهى الحديث)
ولقد قام عدد من أفراد الأمن السعودي برفع اللافتات والأعلام والشعارات الحسينية المعلقة على جدران مسجد الوارش الذي يعد من أقدم وأبرز المساجد القديمة في القطيف .كما منعت السلطات منذ مطلع عاشوراء أصحاب المآتم من نصب السرادق والخيم التي تنصب لإقامة المجالس الحسينية وحذرت أصحاب المحلات الذين يقومون بتأجير الخيم للمناسبات الدينية من تأجيرها لأصحاب المآتم والمجالس .
https://telegram.me/buratha