سامي جواد كاظم
الزمان: الساعة الثانية عشرة منتصف ليلة الحادي والثلاثين من ديسمبر 2008المكان: مطعم خمس نجوم بأحد فنادق الكويت المناسبة: عشاء عائلي بمناسبة السنة الجديدةالوضع العام بالمطعم: هادئ، راق، عائلات محترمة، الكل مبتسم وسعيد بقدوم سنة جديدة متطلعين بقدومها إلى تحقيق كل الاماني التي يطمحون إليها، ولكن وجود بعض «الدمامل» التي تظهر فجأة وتكون مزعجة وتؤدي الى تعكير صفو المكان والمزاج وكل شيء حال دون اتمام هذه الليلة حسب المخطط لها. فما ان دقت عقارب الساعة الثانية عشرة وبمجرد بدء الناس بتبادل التهاني بقدوم 2009 على ضوء الموسيقى الهادئة التي تهدئ الاعصاب والابتسامات الصافية والا بغزو ارهابي لثلاثة ملتحين للمطعم، الشر يتطاير من اعينهم التي اخذت بالتحرك يمينا وشمالا وكانها رادار يحاول ان يصطاد اي شيء، فهؤلاء الجحافل الثلاثة أو بالاصح الارهابيون الثلاثة لان اشكالهم وهم يعكرون صفو المكان على الناس وكأنهم عناتر زمانهم لا يدل الا على روح الترهيب والتوعد بالويل والثبور.
فاول واحد من هؤلاء الملتحين المرعبين كان يرتدي دشداشة «ميدي» وغترة بيضاء وبيده عصا حاطها تحت ابطيه «الله يعين العصا»، والثاني نفس الشيء دشداشة «ميدي» تظهر ساقيه التي يتحدى بها سيقان «هند رستم بزمانها»، ولحيته غير المهندمة التي تتقدم وجهه الطوالي وكانه «جحا» ويمسك مسواكا بيده اقتداء بسنة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام، فياليت تقتدون بالرسول بكل شيء جزاكم الله خير مو بس اللي تبون تقتدون فيه تسوونه واللي ما تبونه ما تسوونه فبعض الملتحين اكثر شيء يعرفونه من القرآن الكريم وسنة الرسول هو تعدد الزوجات وان الدين حلل لهم اربع زوجات طبعا هذا الشيء هم بارعون فيه محد يقدر يغلبهم وطبعا هم يعزفون على الوتر الحساس في هذه الناحية بان الدين حلل اربع والرسول صلى الله عليه وسلم كذلك كان يتزوج بس لما ننظر مدى تطبيقهم واقتدائهم بالرسول بالامور الاخرى ننصدم، فالرسول يا بولحية انت وياه ما كان يرهب الناس ولا كان يخرع الناس ويدخل عليهم كانه عزرائيل مثل ما انتو قاعدين تسوون بالناس وتكرهونهم بالدين الرسول كان يحبب الناس بالدين لان الحمد لله والشكر ديننا الحنيف دين يسر وليس عسرا دين رحمة ومسامحة وسلام وليس دين ارهاب وعصا واوامر على الفاضي والمليان.
اما السنفور الثالث فالله اعلم انه القائد كان كاشخ ولابس بشت وغترة حمراء ويقف وراءهم يعطيهم الاوامر التي ما ان تلقوها من ابوبشت حتى دخلوا علينا وبدأوا يبحلقون باعينهم بوجوه الناس ويمرون بجانب الطاولات لعل وعسى يجدون شيئا علشان يصرخون باعلى صوتهم بانهم وجدوا منكرا ويكبرون ويهللون بذهبون به لرئيسهم علشان يعطيه عضو مجلس الامة المحسوب عليهم علشان يهدد فيه الوزير المختص اذا ما قام بتمرير معاملاتهم وتوظيف اقربائهم، ولكن الحمد لله ربي خيب ظنونهم وخرجوا بخفي حنين، ودخلوا المطعم المجاور ليمارسوا فيه المشهد الارهابي نفسه الذي مارسوه معنا.
فان عندي سؤالا انت يا بولحية منتفة ويا بومسواك ويا بوبشت مقصمل مو المفروض انتو بهالوقت المتأخر داخلين جحوركم وخامدين شمقعدكم ليمن نص الليل؟ بعدين هذا للي قدركم ربكم عليه انكم تروحون الفنادق وتفتشون على الناس وهي قاعدة تتعشى، اذا فيكم خير وتقولون احنا نبي نصلح وما ترضون بالغلط ما تروحون صوب الشقق والفلل وتمنعون البلاوي الزرقا اللي تصير فيها ولا امي ما تقدر إلا على ابوي؟ لانكم اذا وطوطتوا اهناك راح تنحش لحاياكم قبل ريولكم.
واخيرا لدي عدة اسئلة ابحث لها عن اجابة:
1- هل زحف الملتحين وتدخلهم بحريات الناس بداية فعلية لنشاط هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالكويت؟
2- لماذا لا يقوم هذا السنفور ورفقاؤه بالتفتيش والتبحلق على تجمعات واستقبالات الحركات الاسلامية وانتقاد ما يحدث فيها وليش ما قاموا بقطع يد رئيس الحركة الدستورية الاسلامية «حدس» عندما صافح باليد السفيرة الاميركية عندما زارتهم بمقر الحركة ولا حلال المصافحة باليد في تلك اللحظة.
3- لماذا تحاولون تكرهون الناس بالدين؟ ولماذا تحاولون جاهدين بان تبرهنوا للناس بان ديننا الاسلامي دين ارهاب وخوف ووعيد من الله لماذا. ترى ذبحتونا والله العظيم ان الدين بريء منكم ومن فعايلكم الله ملينا منها، كل يوم طالع لنا واحد رباله جم شعره بويهه وقصر دشداشته وفلع يبهته بالطوفة وقال هذا حرام ويا ويلكم اذا سويتوا جذي يبا خلو الناس بحالها، خلو الناس تعيش بسلام، لان ديننا الاسلامي دين تسامح ورحمة ومغفرة مو مثل ما انتو قاعدين تسوون.
آخر الكلام:اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، انك سميع مجيب الدعاء، يا رب لا تدع سنفور حاط لحية يخرع فيها الناس ويترس جيبه فلوس إلا وسخطته وفكيتنا منه ومن شره يا رب.. الله امين.
https://telegram.me/buratha