لقد أبهر شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام العالم بما قدموه من تفاني وإخلاص لقضيتهم الكبرى , ألا وهي ثورة الحسين عليه السلام وشهادته وأهل بيته وأصحابه في كربلاء , حيث أظهر شيعة العراق المنتشرين في أصقاع الأرض للعالم المأساة التي رافقت تأريخهم منذ استشهاد سبط النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ولحد هذه اللحظة مما جعل العالم بجميع أديانه وطوائفه يتعاطف مع مظلومية الإمام الحسين عليه السلام ومن بعده مظلومية الشيعة التي قال عنهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مخاطباً الإمام علي عليه السلام : ( يا علي ، أنت وشيعتُك على الحوض ، تَسقُونَ مَن أحبَبْتُم ، وتَمنَعُون من كرهتم ، وأنتم الآمِنون يوم الفزع الأكبر ، في ظل العرش يفزع الناس ولا تفزعون ، ويحزن الناس ولا تحزنون . فيكم نزلت هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) .ولقد أدى الشيعة جزاهم الله خير الجزاء ما عليهم من عرفان بالجميل لإمامهم الحسين عليه السلام والذي ظهر من خلال تواجدهم المليوني في كربلاء والذي أسر الصديق وأغاض العدو , مما جعل الأفواه والأقلام الحاقدة تثير زوبعة جوفاء متخذة من شعائر الحسين عليه السلام والتي أكد عليها معظم مراجع الشيعة , وبالخصوص شعيرة التطبير والتي أصبحت ميزاناً حقيقياً للحسينيين حفظهم الله , كما أصبحت مثاراً للسخرية والتندر في أحيان أخرى من قبل أعداء الدين من الطوائف الأخرى وبالخصوص شيعة أبي سفيان الوهابيين , ومن بعض المحسوبين على المذهب وللأسف الشديد , من الذين كانوا ولا زالوا يعزفون على نفس الوتر الطائفي وبتناغم مع أعداء أهل البيت عليهم السلام .
لقد أعجبني بيت شعر قرأته يجسد ما اختلف فيه عقلائهم , يقول:لا تسل يا لائما عن شج رأس العاشقين أصدرت فتواه زينب مذ رأت رأس الحسين
وأبيات أخرى تقول: تلطم الناس صدورا بالكفوف و أنا الطم رأسي بالسيوفكي أواسي بالدماء الجاريات جسدا ملقاً على أرض الطفوفهذه الأسياف مرأى كـل عين أنها بـيضاء تـزهوا كاللجينوغدا تكسي بثوب الاحمرار من دماءٍ آمنت باسم الحسين
فلم لا يفرح شيعة علي عليه السلام وعندهم مثل فخر المخدرات زينب عليها السلام والتي قرعت فيها ابن آكلة الاكباد يزيد لعنة الله عليه في خطبتها الشهيرة في مجلسه في الشام عندما خاطبته :( أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والإحن والأضغان....... وتهتف بأشياخك زعمت انك تناديهم فلتردن وشيكاً موردهم ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.......فو الله ما فريت الا جلدك، ولا حززت الا لحمك، ولتردن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم، ويلم شعثهم، يأخذ بحقهم " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " .)
فأي عربي هذا الذي تفتخر به العرب على الأمم الأخرى , ويقولوا عنه خليفة المسلمين , وأي تأريخ مخزي هذا الذي يفتخرون به أمام الامم المتحضرة , وخلفائهم يقطعون رأس ابن بنت نبيهم ويحملونه على الرمح ويسوقون نساءه أسارى من بلد الى بلد , وأي تأريخ مخزي هذا الذي يفتخرون به وخليفتهم يتم تقريعه وتعنيفه وأمام وزرائه وقادته من أمرأة امها بنت نبيهم , والقوم قد أخرسهم هيبتها وحسن بيانها , وهم ينظرون إلى ملكهم وقد تصاغر في عرشه وأصبح أصغر من قرده الذي يلعب معه .
ما أعظمها زينب عليها السلام , وهنيئاً لشيعة علي عليه السلام على هذه الأنوار التي تشرفوا بالانتماء إليها , وتعساً لشيعة أبي سفيان من أيتام محمد بن عبد الوهاب وأرجاس الكفر من ذراري قتلة الإمام الحسين عليه السلام , سلاطين بني سعود الذين ناصبوا العداء لأهل البيت عليهم السلام ولشيعتهم وبالخصوص شيعة القطيف والاحساء , الذين منعوا من تأدية شعائر الله في يوم عاشوراء .
لقد قام الكيان السعودي باعتقال العديد من شيعة القطيف والاحساء ونقلهم الى سجن الظهران المركزي , وعلى أثر أزمة قلبية مفاجئة , قامت سلطات السجن الامنية بنقل المواطن زهير عبد الجليل الجنبي , 26 عاماً , الذي اعتقل بسبب اشتراكه في المظاهرة التي خرجت في القطيف يوم 29 ديسمبر 2008 إلى مستشفى الخبر التعليمي ، يذكر ان جميع المعتقلين في مركز الاعتقال بالظهران من الذين اعتقلوا على خلفية اشتراكهم في مظاهرة القطيف هم من المواطنين الشيعة من أهالي المنطقة الشرقية والذين سجلوا الحضور الوحيد في أرض الجزيرة العربية في إدانة العدوان الصهيوني على غزة والذي حمل عصابة الكيان السعودي إلى استنفار جميع الأجهزة الأمنية لقمع أي تحرك شعبي من المحتمل أن يظهر من قبل مواطني المنطقة الشرقية من الشيعة والذين يعانون من التهميش والتمييز الطائفي . وعلى صعيد آخر تم إطلاق سراح معتقل شيعي آخر وهو المواطن عبد علي آل بدوح , 75 عاماً , والذي تدهورت صحته في السجن بسبب التعذيب ولكبر سنه مما أدى الى نقله إلى المستشفى مرتين .وقد وردت أخبار عن تعرض المعتقلين الشيعة الآخرين إلى تعذيب رهيب على يد جلادي الكيان السعودي يدفعهم الحقد والكراهية الطائفية بإنزال العذاب الجسدي والنفسي بأتباع أهل البيت عليهم السلام .كما تم إطلاق سراح المواطن الشيعي محمد صالح آل غريب من مدينة صفوى , 16 عاماً , الذي لم يشترك في المظاهرة ولكنه اعتقل بسبب حيازته لصورة السيد حسن نصر الله في سيارته والتي تشكل بحد ذاتها جريمة لا تغتفر في نظر الكيان السعودي الذي تثيره الرموز الشيعية , وهو السبب ذاته الذي جعل من مؤسسة الكيان السعودي (الدينية) أن تصدر فتاوى تحرم فيه التظاهر لنصرة عرب غزة واعتبار مظاهر الاحتجاج هي " أعمال غوغائية وضوضاء لا خير منها " حسب تعبير مفتي عائلة بني سعود ورئيس ما تسمى بهيئة كبار العلماء الدعي ( عبد العزيز آل الشيخ ) . ولقد سبق وان صرح رئيس ما يسمى بـ ( مجلس القضاء الأعلى ) الدعي ( صالح اللحيدان ) في الأسبوع الماضي بان التظاهرات هي "استنكار غوغائي".
رحم الله الشيعة أينما كانوا , ولعن الله أعدائهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين .
https://telegram.me/buratha