17 يناير 2009
في 15 يناير 2009 قامت سلطات الكيان السعودي الأمنية بمهاجمة أحد العروض التمثيلية التي أقامها أهالي مدينة صفوى من أحرار الشيعة بمحافظة القطيف بإحدى الساحات العامة والتي تمثل واقعة الطف في كربلاء والتي اعتاد المواطنون الشيعة الشرفاء بإقامتها في أيام عاشوراء والتي تعتبر من الشعائر الدينية الإسلامية التي حث عليها الإسلام وذلك لتثبيت الوقائع التي مرت في التأريخ الإسلامي والتي حاول بنو أمية محوها وذلك من أجل إضفاء شرعية على الحكم الأموي والذي أدين من قبل المسلمين وكما جاء في أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام بان بني أمية ملعونون إلى يوم القيامة وكما هو مثبت في زيارة عاشوراء والتي جاء فيها : (اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الاَْكبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي كُلِّ مَوْطِن وَمَوْقِف وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَبا سُفْيانَ وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ ابْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِياد وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْه ِ، اَللّـهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ الاَْليمَ ...)
وحسب مصادر موثوقة فان الأعداد الكبيرة من عناصر الأمن والبحث الجنائي لآل سعود هاجمت ساحة العرض وحطمت المجسمات والديكور واعتقلت (السيد صالح السادة) المشرف على اللجنة المنظمة للعرض والمعروفة بـ "داحي الباب" .
وفي جانب آخر قامت سلطات الكيان السعودي بإغلاق (صالة القلعة للأفراح) التي كانت تقيم فيه إحدى الفرق المسرحية المحلية عرض مسرحي حول واقعة الطف والذي حضره المئات من النساء والأطفال وقامت باحتجاز مالك الصالة (السيد يوسف الشبيب) وأجبرته على توقيع تعهد خطي بعدم فتح الصالة التي أغلقت بالشمع الأحمر وأطلقت سراحه بعد 24 ساعة من الاحتجاز.
وفي تطور آخر , قامت السلطات السعودية القائمة بالاعتقال بمنع الزيارة عن المعتقلين الشيعة في سجن الظهران المركزي والبالغ عددهم 23 مواطن من شيعة أهل البيت عليهم السلام من الذين اشتركوا في المظاهرات التي خرجت في القطيف يومي 19 ديسمبر 2008 و29 يناير 2009 , يذكر ان تسعة من المعتقلين الشيعة قاموا بالإضراب عن الطعام احتجاجاً على عدم شرعية اعتقالهم من قبل سلطات بني سعود وتعرضهم للتعذيب على يد جلاوزة النظام مما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم ( أحمد حسن طاهر النمر , 17 سنة , حسن علي حسن الغضبان , 23 سنة , و زهير عبد الجليل حسن الجنبي , 23 سنة ) بحالات إغماء شديدة وسوء الحالة الصحية مما تطلب نقلهم إلى المستشفى . كما وردت أخبار عن نقل المعتقلين الى سجن (الخبر) السئ الصيت والذي يسميه البعض بباستيل بني سعود بسبب التعذيب المريع التي يتعرض له المعتقلون الشيعة ممن علقوا في شبكة النظام القضائي السعودي . يذكر أن كيان بني سعود يقوم بالتعتيم على المعتقلين الشيعة سواء مواطنو المنطقة الشرقية أو المعتقلين العراقيين من الشيعة من الذين جرى اختطافهم من قبل حرس حدود الكيان السعودي في عرعر أو على حدود السماوة والحكم على البعض منهم بالإعدام ظلماً وعدواناً . ان ما يعانيه أتباع أهل البيت عليهم السلام في شبه الجزيرة العربية هو نتاج ما أفرزته مساوئ بيعة السقيفة والتي مهدت لحكم بني أمية والذين قال عنهم سبحانه وتعالى بأنهم الشجرة الملعونة , حيث جاء في تفسير هذة الآية المباركة من سورة الإسراء آية (60) { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } في (الدر المنثور للسيوطي ج4 ص231 , سيرة الحلبي ج1 ص337 , الشوكاني في تفسيره ج3 ص231 , الالوسي في تفسيره ج15 ص107 وفي تفسير القرطبي ج10 ص286 ) عن عائشة بنت أبي بكر أنها قالت لمروان : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لأبيك وجدك (أبي العاص بن أمية) إنكم الشجرة الملعونة في القران .
وفي (تفسير الطبري ج15 ص 77 , تاريخ الطبري ج11 ص 356 , تفسير القرطبي ج10 ص283-286) عن طريق سهل بن سعد قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وآله بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات وانزل الله تعالى : وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ... الآية.
ولكن الله سبحانه وتعالى مقابل ذلك قد بشر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وهذه الفئة المجاهدة من شيعة الإمام علي عليه السلام بالدرجات العليا من الجنة مع الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام , حيث روى الخوارزمي في كتاب مقتل الحسين ج1 ص40، وفي المناقب الفصل السادس ص32 بإسناده عن محمّد بن علي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها وعمها الحسن بن علي عليهم السلام قالا : أخبرنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ( لما دخلت الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي والحلل أسفلها خيل بلق ، وأوسطها حور العين ، وفي أعلاها الرضوان ، فقلت: يا جبرائيل لمن هذه الشجرة ؟ قال : هذه لابن عمك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إذا أمر الله الخليقة بالدخول إلى الجنة ، يؤتى بشيعة علي عليه السلام حتى ينتهى بهم إلى هذه الشجرة فيلبسون الحلي والحلل ويركبون الخيل البلق وينادي مناد : هؤلاء شيعة علي عليه السلام ، صبروا في الدنيا على الأذى، فحبوا اليوم) .
ان أعداء أهل البيت عليهم السلام ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ) من خلال منع الشعائر الحسينية , وهناك من يناغمهم من الشيعة وللأسف الشديد بالقول , فمنهم من يشكك ومنهم من يدين , ومنهم يمنع , ولكن ( َاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) .
https://telegram.me/buratha