إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ .صدق الله العلي العظيم
لقد أراد الله سبحانه وتعالى ان يضع مؤمني شبه الجزيرة العربية من الشيعة الأبطال في سجل المجاهدين الصابرين , وليقيدوا أسمائهم جنباً إلى جنب مع من سبقوهم من أخوانهم من شيعة العراق ولبنان وإيران , ليكونوا بذلك أخواناً متناصرين , أصواتهم كثيرة تعيد صدىً واحداً يتمثل في صرخة الحسين عليه السلام يوم عاشوراء ( هيهات منا الذلة ) .
لقد ثار شيعة المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية على الاستعمار السعودي , وفيهم عزيمة لا تهدأ ولا تلين كما كان أخوانهم في العراق الذين لم يرضخوا لطاغوت عصرهم ولو للحظة , إلى أن جاء النصر .
منذ العشرين من شهر فبراير/شباط الماضي والكيان السعودي الغاصب يحاصر مدينة العوامية البطلة بقوات أبرز ما فيها انهم من ينصبون العداء لأهل بيت الرحمة والنبوة عليهم السلام وهذا ما يجعلهم أحقر مما يطلق عليهم بشر , حيث هم ككواسر البعث وذئاب تكريت , والذين بقدرة الله سبحانه وتعالى جعلهم هباءاً منثورا .ان في نية الكيان السعودي الغاصب هو تغييب وتجاهل مطالب الشعب الشيعي والقضاء عليه أو تغيير هويته الشيعية , ليجعله مجرد رقم يتيم في صحيفة الوهابية اللعينة , إلا ان شعب المنطقة الشرقية الشيعي يأبى أن يكون مرآة تعكس صورة أسلام مشوه أراد بني سعود أن يفرضوه على العالم , فظلوا حسينيون , وكما قال امامهم الحسين عليه السلام مشيراً إلى طاغية العصر , أحمق زمانه يزيد بن ميسون الكلبية : ( ان مثل لا يبايع مثله ) .
لقد أرسل الكيان السعودي يوم الخميس 26 مارس 2009 تعزيزات أمنية جديدة إلى مدينة العوامية البطلة تضمنت العديد من قوات القمع التي تشمل قوات الطوارئ وقوات مكافحة الشغب , والعديد من الشرطة لتعزيز مركز شرطة العوامية . كما قام بوضع نقاط تفتيش أضافية عززها بعناصر أمنية تحمل الأسلحة الرشاشة وترتدي الزي المدني .لقد كان الكيان السعودي يأمل أن تسبب هذه الإجراءات من النيل من عزيمة مواطني العوامية للضعط عليهم من أجل الكف عن قيامهم بمظاهرات واحتجاجات , والى الضغط عليهم لتكون وسيلة جبانة منه القصد منها الضعط على الشيخ المجاهد نمر باقر النمر لتسليم نفسه , وهو الأمر الذي لم يستجب له المواطنون الأبطال الذين تحدوا سلطات الكيان السعودي بالخروج إلى الشوارع والصعود إلى سطوح المنازل يومي الأربعاء والخميس للتكبير في وقت الغروب بصرخات (الله أكبر) التي تزلزل قلوب الطغاة من عناصر القمع السعودي .لقد حاول الكيان السعودي أن يبث الاشاعت بان المواطنين الشيعة في العوامية يعيشون حالة خوف وذعر , وليجعل منهم صورة للخنوع والانكسار أمام أخوانهم في المدن الأخرى , إلا ان مواطني العوامية لا زالوا في أعلى همة , لم يشعروا بالخوف أو الرهبة , كما أنهم يشعرون بأنهم قد بدأوا أول خطوة في عالم التحرر من عبودية بني سعود والتحرر من نير الاستعمار السعودي البغيض الذي دام أكثر من تسعين سنة , كما أنهم أراود لأنفسهم ان يحاكوا أخوانهم الشيعة في العراق الذين صبروا على ما أصابهم من آلام قل نظيرها في هذا الزمان , وعرفوا وبيقين راسخ بأن الحسين عليه السلام هو سفينة نجاتهم , واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعائهم وبارك لجهادهم , فأزال عنهم كابوساً دام أكثر من ثلاثة عقود , وجعل لطاغية العصر صدام جثة كريهة الرائحة معلقة بحبل الشعب المتين ما بين سقف سجنه وأرض قبيلته (البو ناصر) الموحلة بقذارات العالم .
يعاهد أبطال العوامية الله سبحانه وتعالى المضي قدماً في الجهاد حتى نيل استقلالهم , وهم المؤمنون بالله وبرسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين .
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ * إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ *
https://telegram.me/buratha