وصف الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية انتشار ظاهرة الدعاة المفتين غير المؤهلين للدعوة والفتوى عبر الفضائيات بأنها ظاهرة خطيرة للغاية مؤكدا ان مكمن هذه الخطورة في امرين.الاول: عدم اقتصار هؤلاء الدعاة على القيام بواجب الدعوة والتبليغ فقط بل اقحام انفسهم في مجال الافتاء دون ان يتم تأهليهم لذلك.الثاني: ان جمهور المتلقين في عالمنا الاسلامي والعربي لديهم الثقافة الاسلامية الكافية التي تجعلهم يميزون الغث من السمين وان مايسمعونه من هؤلاء الدعاة هو مجرد اراء تحتاج الى تمحيص وليس فتاوى دينية وشدد مفتي مصر في حديث لـ «اليوم» على اهمية دور الاعلام الهادف في كشف الحقائق للرأي العام الاسلامي والتصدي لمحاولات التشويه التي تتعرض لها المرجعيات الدينية في عالمنا الاسلامي لافتا الى ان انتشار ظاهرة فتاوى الفضائيات ادت الى اهتزاز ثقة الناس في العلماء.الأخبار الصادقة وأعرب مفتي مصر عن امله بان يتحرى الاعلام الصدق والموضوعية في نشر الاخبار الصادقة ونقل المعلومة بامانة لمحاربة الشائعات التي تثير البلبلة في المجتمع الاسلامي.فتاوى الفتنة كما حذر من الاستماع للفتاوى التي تصدر من غير المتخصصين عبر الفضائيات والانتر نت خاصة التي تعمل على اشاعة الفتنة في المجتمع. وتطرق جمعة الى عدد من القضايا المثارة على الساحة الاسلامية حاليا وفيما يلي تفاصيل اللقاء:ظاهرة غير المؤهلين* ما تعليقكم حول ما يحدث من تضارب بين الفتاوى التي تذاع عبر الفضائيات والانترنت وما تأثير ذلك على التوجه العام للمجتمع الاسلامي؟* لاشك ان انتشار ظاهرة الدعاة غير المؤهلين للدعوة والفتوى غبر الفضائيات امر خطير خاصة فيما نلمسه من تضارب في الفتاوى التي تثير البلبلة والشكوك لدى كثير من المسلمين ويا ليت هؤلاء اقتصروا على مجال الدعوة والارشاد الناس بدلا من اقحامهم في مجال الافتاء لان للفتوى رجالها وهناك شروط واضحة ومحدودة لمن يتصدى لعملية الافتاء حتى اننا نرى كثيرا من المؤهلين للافتاء يخافون من المسؤولية امام الله فالفتوى امر حساس وخطير ولكن للاسف وجدنا في ايامنا بعض الدعاة غير المؤهلين يتصدون للإفتاء حبا في الظهور ويساعدهم على ذلك الفضائيات التي تريد احداث فرقعات اعلامية وهنا تحدث البلبة في المجتمع الاسلامي ويكثر الهرج والمرج وتهتز ثقة الناس في العلماء وبالتالي يشيع الجهل والخرافة ويبتعد الناس عن الدين.الثقافة الشاسعة* ما السبيل من وجهة نظركم لمواجهة هذه القضية الخطيرة؟* هناك سماوات مفتوحة ولم يعد امكانية للسيطرة عليها لكن هناك امكانية لانشاء مايسمى بالثقافة الشائعة فليتعاون العلماء جميعا في بناء ثقافة اسلامية شائعة تميز بين الغث والسمين تعلن ان هذه ليست فتاوى وانما هي اراء قد تكون اراء ضالة او خاطئة او تحتاج الى بحث وتمحيص وربما تكون صحيحة حتى نتستطيع ان نعطيها قوة الفتوى فاذا خرجت الفتوى من غير المختصين فهي مجرد اراء وعلينا ان نوجه المسلم الى عدم استماع هذه الاراء وعدم اعتمادها وان يغلق المتلقي وسيلة الاعلام التي تشوش عليه امر دينه وعموما فالمتلقي له الحرية في ان يسمع او لا يسمع المهم ان نبين له الرأي الصواب.دعاة فايف ستار* ماتعليقك على قيام بعض ممن يطلقون على انفسهم «دعاة فايف ستار» وكذلك الفنانات المعتزلات بالاشتغال بالدعوة الاسلامية؟* عموما فإن هؤلاء الدعاة ظاهرة طيبة طالما يسمعون الناس قول الله وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ويوجهون الى فعل الخير وترك المنكر ولكن ننصحهم الا يخوضوا فيما لا علم لهم فيه من جوانب الفتوى وان يتركوا هذا الجانب للمتخصصين لان الكلام في امور الدين يختلف عن الكلام في أي شيء اخر والافتاء في الدين مهمة صعبة لايصل اليها الا من استكمل مقومات الاجتهاد وعرف قواعده لان الفتوى التي تصلح للفرد لا تصلح للامة.للمفتي شروط* هل من حق أي انسان مسلم لديه معرفة والمام بالثقافة الاسلامية والدين ان يفتي في الامور الدينية ام هذا الامر يقتصر على البعض؟* نعم هناك شروط يجب توافرها لمن يفتي الناس لكن للاسف ان هناك اتجاها يسود في بعض وسائل الاعلام المختلفة خاصة القنوات الفضائية من اطلاق لفظ فتوى على أي رأي صحيح او غير صحيح يصدر عن شخص ليس له معرفة بالجوانب الشرعية وهذا يدل على جهل جميع اطراف العملية سواء القائمين على هذه الفضائيات او القائم بالإفتاء وليس متخصصا في العلوم الشرعية هو متخصص كأن يكون احد خريجي الكليات الشرعية ولكن غير مؤهل للإفتاء وكذلك جهل المستفتي الذي لا يذهب الى المتخصصين في العلوم الشرعية.التجديد الديني * يذهب كثير من العلماء والمحللين الى ان الخطاب الديني يعاني قصورا في هذه المرحلة بالذات ولا بد من تجديد هذه الخطاب لمسايرة العصر فما هي ملامح التجديد المقصود في الخطاب الديني برأيكم؟* التجديد في الخطاب الديني هو ادراك الواقع المحيط بالمجتمع وتفهم مشاكل الناس وتناول قضايا تهم الناس مثل كيف تفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا العصر كيف تكون انسانا تقيا وماهي قيم العمل في زمن العولمة؟فهنا لابد من ترتيب الاولويات واتخاذ الاساليب المناسبة لدعوة الناس واظهار الدين وان الاسلام يدعو الى عمارة الارض والى رفع الظلم منها والى عدم الافساد فيها والى العدل والى الحق والى الخير والى عبادة الله.. وهكذا.