الأسلامية ـ براثا نيوز
التقى سماحة المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (مدظله) في مكتبه في النجف الأشرف وفدًا من المستبصرين السوريين ضمَّ قرابة 15 مستبصرًا من مدينة اللاذقية يوم الثلاثاء 30 / جمادى الآخرة /1433هجرية.
وبعد الترحيب بهم هنأهم سماحة السيد على ركوبهم سفينة النجاة، بموالاتهم لمحمد وآل بيته الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ثم توجَّه سماحته للوفد بكلمة أشار فيها إلى الميزان الذي يُبنى عليه ديننا الإسلامي الحنيف وهو ميزان الحق والعدالة، وأوضح أن الإمام عليًّا (عليه السلام) الذي نتشرف بموالاته إنما يقتبسُ إشعاعَ نوره ويشتقّه هو وسائر أئمتنا المعصومين عليهم السلام، من النور الأول الذي خلقه اللهُ تعالى من نوره المطلق، وهو سيدنا وسيد الكائنات محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم.
وعقد سماحة السيد الحكيم مقارنة بين الأديان التي تحاول إبعاد أتباعها عن التدخل بتفاصيل الدين والاكتفاء بعناوينه البارزة، وبين الإسلام الذي يقبل التحدي العلمي، ويحث الناس على البحث والتقصي والتمحيص والتدقيق حتى يهتدوا إلى الحق بعقولهم. ثم توجَّه سماحته إلى مستبصري اللاذقية بالقول : ((وهذا ما فعلتموه أنتم حيث أعملتم الفكر أولًا، ثم نهجتم به منهاجًا صحيحًا، وقارنتم بين الأديان والمذاهب، إلى أن استطعتم التمييز بين ماينفعُ الناسَ وبين الزبد الذي يذهب جفاءً)).
وطالبهم سماحته بالصبر على الشدائد والاستعداد لخوض امتحانات عسيرة، بفضل الابتلاءات التي سيجود بها المولى عز وجل عليهم، خاصة وهم يعيشون في بيئة يتكاثر فيها أهلُ الباطل من المخالفين الذين ((سجلتم عليهم انتصارًا بعقولكم ))
ومضى سماحته بتزويد المستبصرين بالتوجيهات الحاثة على ممارسة الدعوة إلى الله ورسوله وآل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، بالنصيحة والموعظة الحسنة وبالكلام الطيب بعيدًا عن العنف والانفعال والتعصب، بل بالحوار مع أصحاب العقول من المخالفين، الذين جارت عليهم ظروفهم، وتاهوا في شبهات واهية لا تصمد أمام الحق، ومع التزام الرفق واللين معهم ، ومحاورتهم بالتي هي أحسن، وبمراعاة الأخلاق الإسلامية واحترام حسن الجوار.
وطالب سماحة المرجع الديني الكبير (مد ظله) وفد المستبصرين السوريين بالمزيد من البحث والتدقيق في الدين، والتزود بالمعرفة أكثر وأكثر، مع التركيز على المطالعة في العقائد، وإقامة شعائر أهل البيت (عليهم السلام) التي هي فرصة للاجتماع والموعظة والثواب والقوة التي كسرت طوق الجهل بالمعرفة، وحررت العقول من ظلام عبادة الله بالوهم، إلى نور الولاية ويقين التوحيد.
وفي نهاية اللقاء خاطب سماحته الوفد بقوله : نبارك لكم هذه الزيارة، ونسأل الله أن يسددَ أعمالكم، ثم عطَّر سماحتُه كلامَه بمسك الختام مرددًا الآية القرآنية الكريمة:
{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
موقع الحكمة
4/5/525
https://telegram.me/buratha