الصفحة الإسلامية

في ذكرى زينب الكبرى

1498 17:12:00 2013-05-25

ابو حيدر الحلفي

بأبي التي ورثت مصائب أمها ............. فغدت تقابلها بصبر أبيهاهناك بعض النسوة حفرن اسمائهن بقوة على مسلة التاريخ فأصبحن حالة فريدة وعلم من الاعلام ورمزا من رموز الاقتداء والأسوة .وهناك الكثير من الرجال عاشوا وذهبوا كما تذهب الحشرات ولم يعد لهم اثر يذكر على الرغم من ان البعض قد تجبر وطغى .زينب الكبرى بنت امير المؤمنين عليهم السلام واحدة من اللواتي تركن على صفحات التاريخ مواقف الخلود والولوج من اوسع ابوابه الى الانسانية ، فأصبحت رمزا من الرموز في الثبات والإيمان والتضحية والإيثار والصبر واستخدام المظلومة من اجل انتصار الدم على السيف وفضح الطغاة وقتلة اخيها الحسين عليه السلام .هي الطفل الثالث لهذا البيت المبارك والأولى من البنات لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام ، ولما ولدت سنة 5 للهجرة ( وهناك قول سنة 6 للهجرة ) اتى الرسول الى بيت فاطمة وقال : ناوليني ابنتك المولودة . فلما احضرتها اخذها النبي وضمها الى صدره الشريف ووضع خده على خدها وبكى بكاء شديدا عاليا وسالت دموعه على خديه . فقالت فاطمة : مم بكاؤك لا ابكى الله عينك يا ابتاه ؟ فقال : يا بنتاه فاطمة ان هذه البنت ستبتلى ببلايا وترد عليها مصائب شتى ورزايا ادهى . يا بضعتي وقرة عيني ان من بكى عليها وعلى مصائبها يكون ثوابه كثواب من بكى على اخويها. ثم سماها زينب .عاشت بضع سنين مع جدها الرسول محمد (ص) , من سنة ولادتها 6 هجرية الى وفاة الرسول 10 هجرية . عاشت وترعرعت في كنف ثلاث ائمة معصومين فنهلت من العلم والإيمان والنبوغ وبلاغة القرآن وفصاحة ابيها امير المؤمنين ، و نحن عندما نقف عند تاريخ نشأة هذه ( المرأة) نرى انها قد اعدت لكربلاء وعلى الرغم من انها اخت لإمامين معصومين الا ان البيت العلوي حاول ان يربطها بكربلاء الحسين اكثر من بقيع الحسن بالرغم من ان كلاهما انتكاسة دينية وأخلاقية وعقائدية في التاريخ الاسلامي لأمة قد انقلبت على اعقابها بعد الرحيل الملكوتي لرسول الله ( ص ) .ففي العلم كانت عليها السلام ( عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة ) كما وصفها الامام زين العابدين ليلة الحادي عشر من محرم الحرام سنة 60 للهجرة .وقد اعربت عن ارتباطها ببلاغة علي بن ابي طالب عليه السلام مرتان ، الاولى في الكوفة عندما أومأت الى الناس ان أسكتوا فارتدت الانفاس وسكنت الأجراس ، ثم قالت :(( الحمد لله والصلاة على ابي محمد واله الطيبين الاخيار .: اما بعد : يا اهل الكوفة يا اهل الختل والغدر ، اتبكون ؟ فلا رفأت الدمعة ولا هدأت الرنة . انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا ، تتخذون ايمانكم دخلا بينكم . الا وهل فيكم الا الصلف النطف ؟ والصدر الشنف ؟ وملق الاماء ؟ وغمز الاعداء ؟ ......... )) وأخذت تتحدث كالسيل المنهمر من البلاغة والمعاني التي تنم عن معرفة بالعقيدة وكيفية فضح الاكذوبة الاموية .وفي المرة الثانية عندما وقفت لبوة علي في ديوان الطاغية يزيد بن معاوية عندما رأته يضرب بمخصرته ثنايا الحسين التي طالما اشبعها رسول الله لثما وتقبيلا ، انتفضت ووقفت شامخة .... (( أضننت يا يزيد حين اخذت علينا اقطار الارض وضيقت علينا افاق السماء فأصبحنا لك في اسار نساق اليك سوقا في قطار وأنت علينا ذو اقتدار.......... امن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن ......... )) وفي الصبر ، فهي ام الصبر وام المصائب التي عجز عن حملها الرجال ، امرأة فقدت اعزتها من الاخوة والأبناء وأبناء العمومة تخرج في الليل لجسد اخيها الحسين فترفعه قليلا وتقول : (( يا رب تقبل منا هذا القربان !!! )) . لقد اصبحت زينب عليها السلام اسوة وقدوة ليس للنساء فقط وإنما لمعاشر الرجال كذلك فسلام الله عليها يوم ولادتها والسلام عليها يوم ذهبت مظلومة مهضومةوالسلام عليها يوم تبعث شاهدة على من ظلمها .واللعن الدائم على اعداء بيت النبوة من يوم السقيفة الى يوم الدين ....... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألبصرة ابو حيدر الحلفي 14 رجب 1434 هجرية

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك