الصفحة الإسلامية

بيان أساتذة و فضلاء مدرسة أستاذ الفقهاء و المجتهدين الميرزا جواد التبريزي (ره) بمناسبة أستشهاد الشيخ الدكتور حسن شحاته وثلة من المؤمنين من أتباع أهل البيت عليهم السلام بمصر

1577 11:19:00 2013-06-26

أصدر اليوم أساتذة و فضلاء مدرسة أستاذ الفقهاء و المجتهدين الميرزا جواد التبريزي (ره) بمناسبة أستشهاد الشيخ الدكتور حسن شحاته وثلة من المؤمنين من أتباع أهل البيت عليهم السلام بمصر، وفيما يلي نص البيان الذي وردت الى وكالة أنباء براثا نسخة منه. 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله باسط العدل، ومقيم القسط، وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على رسول السلام، وآله أهل بيت الرحمة والعفو والصفح، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين وبعد :

فقد تلقينا نبأ الجريمة النكراء، والاعتداء الآثم، والاغتيال الغادر، الذي وقع بحق كوكبة من شيعة أهل البيت - عليهم السلام - في مصر الكنانة، وعلى رأسهم المستبصر بنور الهداية والولاية، الشيخ الشهيد حسن شحاتة، من قبل زمرة ظلامية، و طغمة إرهابية، بكل أسى و ذهول في آن معا، وذلك لما اتسم به هذا الحادث المأساوي، والحدث المفجع، من انتهاك صارخ لكل شريعة سماوية، و قوانين دنيوية، وأخلاق إنسانية، بل ولكل غرائز فطرية سوية، يمكن أن يتصف بها أي كائن حي على وجه المعمورة، ومن هنا أحببت أن أصوب وجهة خطابي في هذه المرحلة الشائكة، نحو جهة التركيز والتأكيد على مضامين أربعة

1- المضمون الأول :

وجوب الأخذ بهدي النبي الخاتم - صلى الله عليه وآله - ونهج أهل بيته الطاهرين - عليهم السلام - في تعريف الإسلام؛ عقيدة،ً وخلقاً، وفكراً، فالإسلام هو السلام واحترام حقوق الإنسان - أي إنسان -، حتى المخالف لنا في المعتقد، والديانة، والرأي، بكل تجليات هذا الاحترام الممكنة والمتصورة في الأذهان الكاملة، والعقول الفاضلة ، وعلى هذا أجمع المسلمون واتفقوا فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - :

( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )  - صحيح البخاري 18 وصحيح مسلم 148 -.

 وروي عن أمير المؤمنين - عليه السلام - لما بعث مالكاً الأشتر، وولاه على مصر وأهلها، ما نصه :

(الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ) - نهج البلاغة 384 -.       

فإذا عرفنا أن الإسلام هو كف الأذى، وقبض اليد عن أي ظلم وجور تصل نوبته للآخر، علمنا فداحة ما جرى على هؤلاء المظلومين والأبرياء، وعظم المظلومية التي اكتنفت هذا المصاب الأليم من جهة، ومن جهة أخرى؛ علمنا إعراض أطراف الجريمة عن أصول الإسلام، بل ومخالفتهم لبديهيات الدين، التي لا يختلف عليها اثنان من أهل الدين والعقل

2- المضمون الثاني

أهمية التذكير بخطر الفكر السلفي الذي يقوم على دعامة الإقصاء، لكل من يخالفه في الرأي والطرح، وتكميم أفواهه، وإخماد صوته، علما أن هذا الإقصاء لا ينحصر فقط بالشيعة، بل يمتد خطاه ليشمل حتى الآخر السني، ودونك موقفهم من الأشاعرة، والصوفية، وغيرهم، دليلًا دامغاً، و علامةً بينةً على نزعتهم التكفيرية التدميرية، لكيان الأمة و مكوناتها، وأطيافها، وشعوبها، فالحذر الحذر من انتشار هذا الفكر، وتسرب هذه الثقافة إلى صفوف الأمة و جماهيرها، حفاظاً على هوية الدين، وتقارب المسلمين وتعايشهم، بكل أمان، واستقرار، و احترام، جنباً إلى جنب في أوطانهم العزيزة .

3- المضمون الثالث :

إننا نرفع الصوت عاليا، لكل المؤسسات الدينية الكبرى، والمراكز العلمية العظمى، في عموم العالم الإسلامي، بما فيه مصر الحضارة العريقة، والتأريخ الضارب في جذور الأرض، الحاوية للأزهر الشريف، بما يختزل من رمزية و موقعية أساسية في المشهد الديني الإسلامي العام، طامحين منهم التصدي لأصوات الفتنة، وأبواق الفرقة بين المسلمين، والمجابهة لهم بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، وذلك لمحاصرة هذه القيم الهدامة، الطارئة على مجتمعاتنا و أوطاننا، ولعزل هذا التيار الشاذ، وبيان تخلفه عن ركب الأمة وآمالها، و آلامها، وأخيراً؛ للحفاظ على لحمة الشعوب و مصالحها، بما يحقق المقاصد والنتائج التي يطمح إليها كل جماعة صالحة، تنشد التقدم والتنمية في كل مفاصل حياتها .

4- المضمون الرابع :

أملنا من الشيعة الأبرار، الذين كانوا - ولا يزالون - يتعالون على الجراح ويعضون عليها، هو التجسيد العملي لما وجهونا له، وأمرونا به، أئمة أهل البيت - عليهم السلام - في أوقات الفتن، والأزمات والمحن، من صبر عليها، و وأدٍ لها، و تغلب عليها، بمكارم الأخلاق، وروائع الصبر، مع الآخر، وهذا ما أضاءت عليه أكثر من رواية عنهم - عليهم السلام - منها :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد - صلوات الله عليه - أنه قال لبعض شيعته يوصيهم: ( وخالقوا الناس بأحسن أخلاقهم، صَلُّوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا، فإنكم إذا فعلتم ذلك؛ قال الناس : هؤلاء الفلانية رحم الله فلاناً ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه ) - جامع أحاديث الشيعة 15 509 -.

ومنها ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( كن في الفتنة كابن اللبون، لا ظهر فيركب، ولا ضرع فيحلب )  - بحار الأنوار 66408 -.

وفي عصرنا الحاضر لا يوجد حبل ينتهي بنا إلى بقية آل محمد - عليه السلام -، إلا المراجع العظام، فإنهم أصول اليقين، وحماة شريعة سيد المرسلين، فاللازم التمسك بكلمتهم، و التوحد تحت رايتهم، والاجتماع على ضوء بياناتهم، و مواقفهم الرشيدة، لتحصيل رضا ولي الله الأعظم - عجل الله تعالى فرجه الشريف - الذي قال في حقهم : ( وأما الحوادث الواقعة ، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله ) . - وسائل الشيعة 27140 -.

وفي الختام : نسأل الله العلي القدير للشهداء السعداء، لا سيما الشيخ حسن شحاتة - رحمه الله -؛ رفعة الدرجات، واللحوق بالصديقة الشهيدة - عليها السلام -، وأبيها، وبعلها، وبنيها، حافظي أسرار الرسالات، والتفضل على أهل الشهداء وذويهم بالصبر والسلون، إنه خير ناصر ومعين، وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين .      

               أساتذة و فضلاء

 مدرسة أستاذ الفقهاء و المجتهدين

       الميرزا جواد التبريزي (ره)  

         16 شعبان المعظم1434

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك