الصفحة الإسلامية

الإمام الحسن (ع) الكريم ومعاوية الطليق

1539 19:46:00 2013-07-23

خضير العواد

لقد ولد الإمام الحسن (ع) في ليلة النصف من شهر رمضان عام 2 هجرية ، وهو أول مولود يفرح به بيت النبوة والرسالة صلوات الله عليهم أجمعين ، وهو من أهل البيت الذين نزلت بحقهم آية التطهير إذا يقول الله سبحانه وتعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)..(1) وهو ممن إختاره سيد المرسلين (ص) لمباهلة أهالي نجران حيث يقول الله سبحانه تعالى (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالو ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين).. (2) حيث نعته الله سبحانه وتعالى وأخاه الحسين (ع) بأبناء رسول الله (ص) ، وهو من ضمن الذين أطعموا اليتيم والمسكين والأسير وأنزل الله فيهم ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا ).... (3) وهو من ضمن الذين أوجب الله سبحانه وتعالى مودتهم في كتابه المجيد حيث قال ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ...(4) وهو من ضمن آل محمد (ع) الذين سلم عليهم الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد ( السلام على إل ياسين).... ( 5 ) حيث لم يسلم الله سبحانه وتعالى على أهل نبي أو رسول إلا على آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين . وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بإتباع رسول الله (ص) وتنفيذ أوامره لأنها من الله سبحانه وتعالى حيث قال الله سبحانه وتعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)... (6) وقال ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا ) ....(7) وقال (قل أطيعوا الله والرسول فأن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين )... (8) ، فقد بين رسول الله (ص) مكانة الإمام الحسن (ع) للأمة وأمرها بحبه وكذلك أخيه الإمام الحسين (ع) ووالديه سلام الله عليهم حيث قال (من أحب هؤلاء فقد أحبني ومن أبغض هؤلاء فقد أبغضني)...(9) وقال ( الحسن والحسين عليهما السلام سيدا شباب أهل الجنة ) ....(10) وقال ( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا )....(11) وقال (الحسن والحسين ريحانتاي ).... (12)، ومن الأيات الكريمة والأحاديث الشريفة يمكننا أن نقيم مستوى الأمة التي أنكرت إمامة الإمام الحسن (ع) ورفعت عليه السيف وخانت عهوده وأدارت بظهرها إليه وتوجهت الى معاوية الملعون على لسان رسول الله (ص) حيث قال رسول الله (ص) ( اللهم إلعن الراكب والقائد والسائق )...(13) حيث كان الراكب أبو سفيان والقائد معاوية والسائق يزيد ، فأي امة هذه التي تترك من أحبه الله ورسوله وأمرا بحبه والإقتداء به وتقتدي بمن لعنه الله ورسوله (ص) وأمرا ببغضه وقد اشارة الله سبحانه وتعالى لمعاوية وبني أمية في القران الكريم على أنهم الشجرة الملعونة وهذا ما ذهب إليه أغلب المفسرين وعلماء الحديث من جميع الطوائف الإسلامية حيث يقول الله سبحانه وتعالى (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا)..(14)، أي عندما تركت الأمة الإمام الحسن (ع) وألتحقت بمعاوية في حقيقة الأمر إن الأمة قد تركت ركب الله وطريقه المستقيم الذي أمرنا بإتباعه والإقتداء به وتوجهة الى طريق الشيطان الذي كان يمثله معاوية حيث يقول الله سبحانه وتعالى (فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون )....( 15) . ومن كراماته سلام الله عليه روي عن الإمام الصادق (ع) ( قال خرج الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير وكان يقول بإمامته قال فنزلوا في منهل ( عين ماء) من تلك المناهل تحت نخل يابس قال : ففرش للحسن (ع) تحت نخلة وللزبيري بحذائه تحت نخلة أخرى فقال الزبيري ورفع رأسه لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه ، قال: فقال الحسن (ع) وإنك لتشتهي الرطب ؟ قال نعم ، فرفع الحسن (ع) يده الى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري فأخضرت النخلة ثم صارت الى حالها فأورقت وحملت رطباً فقال له الجمال سحر والله فقال له الحسن (ع) ويلك ليس بسحر ولكن دعوة أبن نبي مجابة )...(16) ، وعن الإمام الصادق (ع) قال لما صالح الحسن بن علي (ع) معاوية جلسا بالنخيلة فقال معاوية : يا أبا محمد بلغني أن رسول الله (ص) كان يخرص النخل فهل عندك من ذلك علم ؟ فأن شيعتكم يزعمون أنه لا يعزب عنكم علم شئ في الأرض ولا في السماء ؟ فقال الحسن (ع) إن رسول الله (ص) كان يخرص كيلاً وأنا اخرص عدداً ، فقال معاوية كم في هذه النخلة ؟ فقال الحسن (ع) أربعة ألاف بسرة وأربع بسرات ، فامر معاوية بها فصرمت وعُدت فجاءت أربعة ألاف وثلاث بسرات ، فقال الحسن (ع) والله ما كذب ولا كذبت فإذا في يد عبد الله بن عامر بن كريز بسرة كان قد سرقها من التمر فجاء العدد مطابقاً لما أخبر به الإمام الحسن (ع)...(17) ، وأما كرمه فقد ضرب به المثل حتى لقب بكريم آل البيت (عليهم السلام ) فقد جاءه رجل يوماً فقال له يا بن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه بل إنعاماً منه عليك إلا ما أنصفتني من خصمي فإنه ظلوم لا يوقر الشيخ الكبير ولا يرحم الطفل الصغير وكان متكئاً فأستوى جالساً وقال له : من خصمك حتى أنتصف لك منه ؟ فقال له الفقر ؟ فأطرق عليه السلام ثم رفع راسه الى خادمه وقال له : أحضر ما عندك من موجود فأحضر خمسة ألاف درهم فقال : إدفعها إليه ثم قال له بحق الاقسام التي أقسمت بها عليّ متى أتاك خصمك جائراً إلا ما أتيتني منه متظلماً.. (18)، فكان كله سخاءً وعطاءً وعطفاً بالفقراء ورحيماً بالضعفاء ، فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم مات مسموماً ويوم يبعث حياً.(1) سورة الأحزاب أية 33 (2) سورة آل عمران أية 61(3) سورة الأنسان أية 8 (4) سورة الشورى آية 23(5) سورة الصافات أية 130(6) سورة النجم أية 3،4 (7) سورة الحشر أية 7(8) سورة آل عمران أية 32 (9) تاريخ مدينة دمشق - إبن عساكر ج14 ص154(10) تاريخ مدينة دمشق - إبن عساكرج30ص171 ، صحيح الترمذي ج5ص656 ح3768(11) مناقب آل أبي طالب ج3ص367 ، كفاية الاثر ص38و117، دعائم الإسلام ج1ص37(12) مسند أحمد ج3ص85،93،114- حلية الأولياء ج2ص35(13) شرح الأخبار - القاضي النعماني المغربي ج2ص147- الغدير-الشيخ الأميني ج10ص139(14) سورة الإسراء اية 60(15) سورة يونس أية 32(16) البحار ج43ص323(17) البحار ج43ص329(18) مطالب السؤول لأبن طلحة الشافعي ج2ص23

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك