الصفحة الإسلامية

السيدة زينب عليها السلام ودورها الاعلامي

3464 08:44:00 2013-09-23

بقلم : نور الموسوي

شدني اليوم في دورة الاعلام اسم زينب لكثرت النساء المشاركات الاتي يحملن اسم زينب ....فأحببت ان اكتب مقال عن هذا الاسم وأستذكرت السيدة التي هي قدوة لكل النساء هي اخت الامام الحسين عليهما السلام والتي اعطت دور في الاعلام ليس له نظير لنصرت اخيها ...زينب اسم يحمل في طياته الكثير من المعاني منها الزينب: شجر حسن المنظر طيب الرائحة واصله: زين اب وبه سميت المرأة زينب وزينب ابنت امير المؤمنين علي عليهما السلام. وهي التي قادت الحملة الاعلامية ﻷخيها بعد استشهاده ع لأظهار الحق ﻷن الاعلام المرتكز الاساسي لأي ثورة وأن نجاحها يتوقف على قوة الاعلام في الاقناع بأهداف الثورة , وما لم يكن هناك غطاء إعلامي لهذه الثورة فأنها لا تستطيع أن تحقق الاهداف المرجوة منها . إن أحد أسباب خلود الثورة الحسينية وبقائها شعلة لا تنطفئ على مر العصور يعود لنجاح الدور الاعلامي الذي قاما به الحسين وأخته زينب عليهما السلام في توضيح معالم الثورة , والاسلوب الذي قاما به في إثارة مشاعر المخاطبين وأوضاعهم النفسية وإختيارهم للكلمات المعبرة والمؤثرة التي تتناسب وطبيعة الظرف والمرحلة . فقد لعبت السيدة زينب عليها السلام ذلك الدور الجهادي والاعلامي قبل وأثناء وبعد المعركة . قبل المعركة ليلة العاشر من محرم الحرام من خلال شحذ همم أنصار الحسين عليه السلام وإثارة مشاعرهم وعواطفهم حينما وقف حبيب بن مظاهر الاسدي وانصارة أمام خيمة زينب عليها السلام وهم يرتجزون ويضعون أيديهم على سيوفهم تعبيراً منهم لنصرة الحسين عليه السلام. كذلك لعبت نفس الدور خلال المعركة حينما وقفت على رأس الحسين عليه السلام وهو يجود بنفسه وقد دنا منه عمر بن سعد مع أصحابه فصاحت: (يا عمر، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟ فدمعت عيناه حتى سالت دموعه على لحيته وصرف وجهه عنها) فقد أثار كلامها (عليها السلام) هذا القلب القاسي، الذي عبَر عن تأثره العاطفي بالبكاء. ثم خطابها يوم الحادي عشر عندما أرادت توديع الحسين (عليه السلام)،بعد انتهاء المعركة نادت عليها السلام جدها وقالت (يا رسول الله صلى عليك ملائكة السماء هذا الحسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، مسلوب العمامة والرداء, وبناتك سبايا.. فأبكت كل عدو وصديق...). ان كلامها وإن كان موجهاً لجدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا انها أرادت أن توقض الضمائر وتثير المشاعر والعواطف في نفوس أولئك الناس الذين ماتت فيهم مشاعر الرحمة والعطف. كذلك خطابها عليها السلام في الكوفة، حيث كان أهل الكوفة موالين ومتعاطفين مع آل البيت عليهم السلام , إضافة إلى ذلك فإنَّ أهل الكوفة قدَّموا المواثيق والعهود لنصرة الإمام الحسين (عليه السلام)، وكانت قلوبهم معه لكنهم تخاذلوا عنه في اللحظةالأخيرة. فالعقيلة زينب (عليه السلام) حينما خاطبت أهل الكوفة، كان حديثها يرتكز على التأنيب، لنكثهم العهود، ونقضهم المواثيق، وخذلانهم لابن بنت رسول الله مما جعل الكثير منهم يتأثر بخطابها، ويبكي بشدة ويندم على ما قام به، وبدأوا يتحركون فوراً للتعبير عن ذلك وأطلقت على حركتهم التوابين. أما حديثها مع أهل الشام مع الأعداء التقليديين الشامتين، وأحاديثها وخطاباتها السابقة، وإن كانت - أيضاً - مع الأعداء، ولكن عموم المستمعين منهم كان ممن يوالي أهل البيت (عليهم السلام)، ولذا كانت الظاهرة العامة في الكوفة - بعد مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) - ظاهرة حزن وبكاء ونحيب، ولكن الأمر كان مختلفاً مع أهل الشام، فالشاميّون كان موقفهم عدائياً من أهل البيت (عليهم السلام)، وكانت الظاهرة الاجتماعية العامة هي: ظاهرة سرور وفرح، بحيث زُينت الشام استبشاراً بقتل الحسين(عليه السلام) حتى أعتبروا ذلك اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام عيداً. ولذا تغيّر مضمون الحديث وأسلوبه، فأصبح عبارة عن كشف الحقائق من ناحية، وإبراز شجاعة أهل البيت (عليهم السلام)وصمودهم وثباتهم واستمرارهم في هذا الطريق والوقوف إلى جانب الحق من ناحية أخرى، والحديث عن المستقبل الذي لابد أن يتحقق فيه النصر للمؤمنين من ناحية ثالثة . ومن ثم ما بعد الأسر، عندما استقرت (عليها السلام) في المدينة، ثم نُفيت منها قهراً، نجد أن خطابها (عليها السلام) في المدينة قد تغير، وأصبح لعموم المسلمين، ولم يختص بالأنصار والموالين، كما في الكوفة، كما لم يكن خطاباً مع الأعداء كما في الشام، وإنما هو خطاب مع عامة الناس، الذين كانوا يريدون أن يعرفوا الحقائق والحوادث التي جرت في كربلاء. هكذا كان الدور الاعلامي للسيدة زينب عليها السلام بحيث اصبحت ثورة الحسين عليه السلام خالدة تتجدد مع مرور الزمن..وهنا اقول ان المراة في هذا الزمن يجب ان تحمل هذه الرسالة وتقتدي بالسيدة زينب عليها السلام في مصداقية عملها كأعلامية تنقل الحقيقة وتتحدى الزمن والمصاعب التي تواجهها

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك