الصفحة الإسلامية

الحسين يقحم القوم بالدليل على تامرهم ضده

1260 17:11:00 2013-11-06

سامي جواد كاظم

الحاقا بما كتبنا عن الحسين عليه السلام وبما ادعى المخالفون بان الحسين رمى بنفسه الى التهلكة ومع تعقيبنا على هذا الادعاء بعيدا عن التعقيد والفلسفة والغيبيات فان مسيرة الحسين باتجاه كربلاء والمحطات التي وقف فيها وما رافقها من مواقف تاتي دليلا قويا على يقينية الامام الحسين عليه السلام بما تنبا به ، فعندما يؤكد الحسين بانه سيقتل في كربلاء وستسبى النساء والاطفال جاء خطابه مغايرا تماما لتوقعه عندما التقى بجيش الحر في منطقة " ذو خشب" فقد خطب وقال بعد الحمد والثناء :«أيها الناس ، إنّها معذرة إلى الله عزّ وجل إليكم .. إنّي لم آتكم حتى أتتني كتبكم ، وقدمت بها عليَّ رسلكم ، أن أقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام ، ولعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى ، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم ، فأعطوني ما اطمئن به من عهودكم ومواثيقكم ، وإن كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم ..»فقال الحر انا والله ما ادري عن ماذا تتحدث، ومن خلال ترجمة حياة الحر ثبت صدقه بعدم علمهالاختلاف جذري فهو القائل بانه سيقتل في كربلاء كما اشرنا في مقالنا السابق هنا يقول وان كنتم كارهين لمقدمي انصرفت عنكم الى المكان الذي جئت منه اليكم أي يعود الى المدينة ، فالذي يقول بان الحسين رمى بنفسه الى التهلكة فهل هذا الخطاب يدل على ذلك ؟ هذا الخطاب يؤكد اولا تخطيط الحسين عليه السلام السليم والمبني على اسس سليمة بين الايمان وقوة الثورة ونهوضه لم يكن اعتباطيا بل وفق معطيات وارضية صلبة وثانيا تامر القوم على قتله وفي نفس الوقت يثبت الى أي مدى يقينه واعتقاده وايمانه بما اخبر به عن الله عز وجل وقوله هذا هو حجة على القتلة الذين قتلوه ليؤكد بانه لم يرم نفسه الى التهلكة بل هنالك من يتامر من اجل قتله والا لتركوه يعود الى المدينة ولايحدث ما حدث ، فنية السوء والتامر مبيتة اصلا .هنالك التفاتة جميلة اخرى في الخطاب الا وهي عبارة " اقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام ، ولعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى" لم يقلوا او يقل ليس علينا حاكم او والي او خليفة ، فالحاكم موجود ولكنه لا يعمل بامر الله ، ومن خلال الامام ياملون ان يجعلهم الله على الهدى ، والمعلوم المقصود من اصول الدين هي المعتقدات التي يعمل عليها العبد ايمانا وعملا يكون من الفائزين واحد اصول الدين هي الامامة التي تعتبر نقطة خلاف مع العامة فتكون هنا كلمة امام هي مصداق لهذا الاصل الذي يرجونه ممن راسل الحسين لكي يفوزوا بالهدى بجوار الامام الحسين عليه السلام

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك