دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة:البرنامج القرآني في الأربعين.. جهد دؤوب لترسيخ الثقافة القرآنية لدى الزائرين

تضافرت جهود شعب ووحدات قسم دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة مع بداية توافد الزائرين لمرقد السبط الشهيد بذكرى الأربعين؛ عبر برنامجها القرآني لهذا العام، والذي ضم العديد من الأنشطة القرآنية والخدمية. الدار تسعى عبر إحيائها للمناسبات الدينية؛ إلى توجيه وتنشئة أجيال قرآنية قادرة على حمل القرآن الكريم  كمنهج حياة. كما وتهدف أيضا إلى إظهارها بصبغة قرآنية عبر تلك البرامج التي تطلقها في هذه المناسبات، وبالتحديد في زيارة الأربعين التي لفتت أنظار الكثير من الزائرين بشمولها وتنوعها، ابتداءً من مشروع لا تهجروا القرآن الإعلامي ونشر البوسترات القرآنية، مروراً بحملة تصحيح قراءة سورة الفاتحة للزائرين والزائرات التي انتشرت مواقعها على مداخل كربلاء كافة، وفي الصحن الحسيني الشريف، وانتهاءً بالمواكب الخدمية التي لم تخلوا أيضا من تقديم العديد من النشاطات الثقافية والقرآنية التي ترمي إلى تغذية الزائرين بالغذاء الروحي والمعنوي. مراقبون ومهتمون بالشأن القرآني ثمنوا الجهود التي بذلتها دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة من خلال متابعاتهم للحركة القرآنية التي أظهرها البرنامج القرآني في زيارة الأربعين لهذا العام، معتبرين تلك الجهود نتاج للشعور العالي بالمسؤولية تجاه المجتمع، وهذا ما جاء في تصريح الشيخ عبد الجليل أحمد المكراني، المشرف العام في دار السيدة رقية، عليها السلام، للقرآن الكريم في مدينة قم المقدسة، والذي تحدث قائلا: " تبنّت دار القرآن في العتبة الحسينية المقدّسة العمل وفق المنظومة العلمية المحمدية الحصينة؛ مقدّمةً أمامها تحقيق وتطبيق كلّ الموروثات الإيمانية والنهج الفكري الرائد في العقيدة الإنسانية المتجسّد بفكر الرسول وأهل بيته عليه وعليهم السلام. لذا نجد هذه الدار المباركة قد أخذت على عاتقها تلبية تطلعات المجتمع في عقيدته وأفكاره". وتابع قائلا: " نثمن الجهود المبذولة من قبل دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة خلال المسيرة المليونية الكبرى التي أحدثها زوّار الإمام الحسين، عليه السلام، في زيارة الأربعين، وذلك العمل الدؤوب المتواصل الذي بدا واضحاً وملموساً تاركاً الأثر البارز والبصمات التي لا يمكن محوها. رئيس قسم دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة الشيخ حسن المنصوري، بيّن وعبر حديثه لنا؛ المساعي التي بذلها العاملون في دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة لاستثمار هذه الزيارة المليونية لتقديم التوجيه اللازم للزائرين قائلاً: "سعت دار القران الكريم في العتبة الحسينية المقدسة بكل جهودها لاستثمار الزيارة المليونية لأربعين الإمام الحسين عليه السلام لتقديم أقصى ما يمكن من إمكانات لتوجيه الزائرين" متابعاً بالقول " إن البرنامج القرآني لدار القرآن الكريم في الأربعين تمحور هذا العام حول تعليم الزائر الكريم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم عبر حملة تصحيح قراءة الفاتحة لأكثر من 19,000 زائر وزائرة من 28 دولة ومن جميع المحافظات العراقية أيضا عبر مواقع الحملة المنتشرة على مداخل كربلاء وفي الصحن الحسيني الشريف في موكبي الموهوبين وطلبة الجامعات". وأردف الشيخ المنصوري قائلاً "كما تم توزيع 1500 قرص ليزري وشريط صوتي قرآني على المواكب والهيئات الحسينية  في كربلاء المقدسة بغية خلق أجواء قرآنية إيمانية ممزوجة بالحزن على مصاب الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه عليهم السلام" إلى ذلك قال مسؤول المكتبة القرآنية التخصصية التابعة لشعبة الإعلام في دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة الأستاذ صفاء السيلاوي "للسنة الرابعة وبالتزامن مع زيارة الأربعين تقوم دار القرآن الكريم وعبر المكتبة القرآنية التخصصية بتوزيع آلاف النسخ من الأقراص الليزرية والأشرطة الصوتية القرآنية على المواكب والهيئات الحسينية في كربلاء". موضحاً أن "الهدف من هذه المبادرة هو نشر الثقافة القرآنية على المواكب والهيئات الحسينية من خلال توجيه الزائرين لاستماع آيات القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت في المواكب والهيئات في مدينة كربلاء المقدسة". أما عن موكب طلبة الجامعات العراقية الذي أقامته دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة خلال زيارة الأربعين في مدينة كربلاء بالقرب من مقام الإمام المهدي، عجل الله تعالى فرجه، والذي ضم أكثر من 100 طالب من 10 جامعات عراقية؛ فقد تحدث لنا مسؤول شعبة التبليغ القرآني الدولي وعضو لجنة المشروع القرآني في الجامعات، الحافظ منتظر المنصوري قائلاً: " إن مبادرة موكب طلبة الجامعات جاءت بهدف تفعيل دور الطلبة في الجامعات العراقية عبر مساهمتهم في خدمة زوار الإمام الحسين عليه السلام، وتبصيرهم ببصائر القرآن الكريم وثقافته الإلهية من خلال النشاطات التي تقام في الموكب". لافتاً إلى أن "الموكب يشمل توزيع  ما يقارب  400 وجبة طعام  في الصباح ومثلها عند الظهر والمساء" . وعن دور الموكب في حملة "تصحيح قراءة سورة الفاتحة للزائرين" التي أطلقتها دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية خلال زيارة الأربعين؛ أكد الحافظ منتظر المنصوري "لقد كان لمعلمي دار القرآن الكريم مشاركة طيبة في موكب طلبة الجامعات من خلال تصحيح قراءة سورة الفاتحة المباركة للزائرين".

 

 

31/5/131229 تحرير علي عبد سلمان

--