الصفحة الإسلامية

نبذة مختصرة عن ولادة السيدة زينب الكبرى عقيلة بني هاشم { سلام الله عليهم}،

12851 19:44:02 2014-03-09

بحث وتحقيق: محمد الكوفي/ أبو جـــاسم:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرمنا بسيد أنبيائه . وأشرف أصفيائه ، محمد والنجباء من عترته وأوصيائه ، حجج الله في أرضه وسمائه ، { صلوات الله عليه وعليهم أجمعين}، ما استنارت بحبهم قلوب أحبائه ، وانشرحت بولائهم صدور أوليائه . ألف مبروك وكل عام وأنتم بكل خير بمناسبة مولد حبيبة خير الأنام السيدة زينب الكبرى، الحوراء، العالمة غير المعلمة، بطلة كربلاء.
و بهذه المناسبة نزف بالتهاني إلى مقام رسول الله { صلى الله عليه وآله وسلم }، وإلى أمها وأبيها وأخوتها الطاهرين والتسعة المعصومين { عليهم أفضل الصلاة والسلام }، وإلى مقام مراجعنا العظام والمؤمنين والمؤمنات وإليكم أخوتي وأخواتي الكرام واخص بالذكر الأخوة والأخوات القراء الأعزاء والأخوة الطيبين العاملين في موقع وكالة أنباء براثا. والمسؤول والمشرف والكادر العام المحترمــين جميعاً، وأصحاب المواقع الإسلامية والعلمانية المحترمة،.
************
أقول: زينب، و ما زينب، و ما أدراك ما زينب؟ هي عقيلة بني هاشم و قد حازت من الصفات الحميدة ما لم يجزها بعد أمها أحد، حتى حق أن يقال: هي الصديقة ألصغري، هي في الحجاب و العفاف فريدة، لم ير شخصها أحد من الرجال في زمان أبيها و أخويها إلي يوم ألطف، و هي في الصبر و الثبات و قوة الإيمان و التقوي وحيدة و هي في الفصاحة و البلاغة كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين { عليه السلام }، كما لا يخفي علي من أمعن النظر في خطبتها،

إنها السيدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين وسيّد الموحّدين الإمام علي بن أبي طالب { عليه السلام }، وحفيدة الرسول {صلّى الله عليه وآله}، هي أوّل سيّدة في دنيا الإسلام صنعت التأريخ، وأقامت صروح الحقّ والعدل، ونسفت قلاع الظلم والجور، وسجّلت في مواقفها المشرّفة شرفاً للإسلام وعزاً للمسلمين على امتداد التأريخ.
أمها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين ، الطهر الطاهرة فاطمة الزهراء { سلام الله عليها }، بنت فخر الأمة وسيّدها ونبيّها محمّد رسول الله { صلى الله عليه وآله وسلم }.
أخوتها من أمها وأبيها هما { الحسن والحسين والمحسن وأم كلثوم }، إنها نادرة من نوادر الكون ، وآية إبداع في خلق الله تعالى ، وملتقى آيات العظمة ، ومفخرة التاريخ.
************
وهي الصديقة الكبرى ، عقيلة بني هاشم ، العالِمة غير المعَلّمة ، والفَهمة غير المفهّمة ، عاقلة ، لبيبة ، جزلة ، كانت في فصاحتها وزهدها وعبادتها كأبيها المرتضى و أمها الزهراء {سلام الله عليها }. 
اتصفت { سلام الله عليها}، بمحاسنها الكثيرة ، وأوصافها الجليلة ، وخصالها الحميدة ، وشيمها السعيدة ، ومفاخرها البارزة ، وفضائلها الطاهرة.
****** «1» ******
1} ـ «- في غضون السنة السادسة من الهجرة استقبل البيت العلوي الفاطمي الطاهر ـ بكل فرح وسرور ، وغبطة وحبور ـ الطفل الثالث من أطفالهم ، وهي البنت الأولى للإمام أمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء {عليهاالسلام}. ففي اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى ولدت السيدة زينب ، {} وفتحت عينها في وجه الحياة ، في دار يشرف عليها ثلاثة هم أطهر خلق الله تعالى : سيد المرسبين رسول الله محمد بن عبد الله، وعلي أمير المؤمنين ، وفاطمة سيدة نساء العالمين ،{ صلى الله عليهم أجمعين}. هذا هو القول المشهور بين الشيعة ـ حالياً ـ وهناك أقوال تاريخية أخرى في تحديد يوم وعام ميلادها المبارك. {} رواية ثانية تقول ولدت في {5} من شهر جمادي الأولى من السنة الخامسة للهجرة. » {1}.
****** «2» ******
2} ـ «- ويجدر ـ هنا ـ أن نشير إلى جريمة تاريخية ارتكبها عملاء الأمويين وأعجب بها المنحرفون الذين وجدوا هذه الجريمة ـ أو الأكذوبة التاريخية ـ تلائم شذوذهم الفكري ، وانحرافهم العقائدي.
فقد ذكرت الكاتبة بنت الشاطئ في كتابها « بطلة كربلاء » ما نصه :
« إنها الزهراء بنت النبي ، توشك أن تضع في بيت النبوة مولوداً جديداً ، بعد أن أقرت عيني الرسول بسبطيه الحبيبين : الحسن والحسين ، وثالث لم يقدر الله له أن يعيش ، هو المحسن بن علي ... » {}.
من الثابت أن المحسن بن الإمام علي هو الطفل الخامس لا الثالث ، وهو الذي قتل وهو جنين في بطن أمه بعد أن عصروا السيدة فاطمة الزهراء بين حائط بيتها والباب ، وبسبب الضرب المبرح الذي أصاب جسمها وكان السبب في سقوط الجنبن.
ولكن هذه الكاتبة المصرية تستعمل المغالطة والتزوير ، وتحاول إحقاق الباطل وإبطال الحق وتقول : إن السيدة زينب {عليهاالسلام}: - ولدت بعد المحسن بن علي الذي لم يقدر له أن يعيش! فانظر كيف تحاول بنت الشاطئ تغطية الجنايات التي قام بها بعض الناس بعد وفاة رسول الله { صلىاللهعليهوآلهوسلم }،واقتحامهم بيت السيد فاطمة الزهراء {عليهاالسلام }، لإخراج الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب {عليهالسلام}، ليبايع خليفتهم ، ودفاع السيدة فاطمة عن زوجها ، وعدم سماح لهم باقتحام دارها ، وماجرى عليها من الضرب والركل والضغط ، فكانت النتيجة سقوط جنينها الذي سماه رسول الله { صلىاللهعليهوآلهوسلم}، ـ في حياته ـ محسناً ، وهو ـ يومذاك ـ جنين في بطن أمه!! وقد ذكرنا بعض ما يتعلق بتلك المأساة في كتاب السيد محمد كاظم القز ويني : { فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد. » {2}
****** «3» ******
3} ـ «- كتبوا.. في زَينْب الكبرى : {عليهاالسلام}: زينب الكبرى بنت عليّ بن أبي طالب {عليه السلام}: أُمّها فاطمة الزهراء بنت رسول الله { صلّى الله عليه وآله}، وُلِدت في حياة جَدّها { صلّى الله عليه وآله}، وخرجت [ أي تزوّجت ] إلى عبد الله بن جعفر { الطيّار } فوَلَدت له أولاداً... { إلى أن قال على الصفحة 122: } تُوفّيت زينبُ بنت عليٍّ { عليه السلام }، عشيةَ يوم الأحد لخمسةَ عشر يوماً مضى من رجب سنة 62 من الهجرة. » {3}.
****** «4» ******
4} ـ «- ولمّا جاء موعد ميلاد عقيلة بني هاشم [ السيّدة زينب عليها السلام ] كان البيت النبويّ ينتظر ساعة الوضع في لهفةٍ وترقُّب، فأُذيعت البشرى أنّ الزهراء { عليها السلام }،وَضَعت أُنثى، وكان ذلك في السنة الخامسة للهجرة... وقد عاشت زينب منذ مولدها في روضة النبوّة، فنشأت نشأةً قدسية، ولَقِيت مِن جدّها { صلّى الله عليه وآله}، كلَّ عطفٍ وحنانٍ ومحبّة، كما سقاها نورَ النبوّة والحكم. » {4}.
****** «5» ******
5} ـ «- ولادة السيدة زينب: {عليهاالسلام}: وضعت الصديقة فاطمة الزهراء {عليهاالسلام{، وليدتها المباركة السيدة زينب التي لم تولد مثلها امرأة في الإسلام إيماناً وشرفاً وطهارةً وعفةً وجهاداً،
وذلك قبل وفاة جدّها صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين ،
وقد استقبلها أهل البيت وسائر الصحابة بمزيد من الابتهاج والفرح والسرور،
أخبر النبي الكريم بذلك ، فأتى منزل أبنته فاطمة ، وقال : يا بنية إيتيني ببنتك المولودة.
وأجرى الإمام أمير المؤمنين على وليدته المراسيم الشرعية، فأذّن في أذنها اليمنى، وأقام في اليسرى. لقد كان أول صوت قرع سمعها هو: {الله أكبر، لا إله إلا الله}، وهذه الكلمات أنشودة الأنبياء، وجوهر القيم العظيمة في الأكوان. وانطبعت هذه الأنشودة في أعماق قلب حفيدة الرسول { صلى الله عليه وآله وسلم }، فصارت عنصراً من عناصرها، ومقوماً من مقوماتها.
وهنك قول: ولما ولدت جاءت بها أمها الزهراء {عليها السلام} إلى أمير المؤمنين {عليه السلام} وقالت:سم هذه المولودة , فقال:ما كنت لأسبق رسول الله {صلى الله عليه وآله} ,
وحينما علم النبي {صلى الله عليه وآله وسلم}، بهذه المولودة المباركة سارع إلى بيت بضعته، وهو خائر القوى،
وكان في سفر له , وفيها عاد رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم }، من سفره، وأشرق بيت فاطمة {عليها السلام}، بقدومه،
وسأله علي عن اسمها ؟ فقال : ما كنت لأسبق ربي تعالى , فهبط جبرائيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل وقال له:سم هذه المولودة زينب , فقد اختار الله لها هذا الاسم , ثم أخبر جبرائيل النبي بما يجري عليها من المصائب ,
فلما أحضرتها أخذها النبي وهو حزين النفس فأخذها ودموعه تتبلور على سحنات وجهه الكريم، وضمها إلى صدره الشريف ، وجعل يوسعها تقبيلاً،
وسمّاها زينب و كلمة زينب تعني أصل الشجرة الطيبة.، ثم وضع خده على خد حفيدته فبكى بكاءً شديداً عالياً ، وسالت دموعه على خديه.
وبهرت سيدة النساء فاطمة {عليها السلام }، من بكاء أبيها، فانبرت قائلة: «ما يبكيك يا أبتي، لا أبكى الله لك عيناً أبتاه؟ ؟...». فأجابها بصوت خافت حزين النبرات: «يا فاطمة، اعلمي أنّ هذه البنت بعدي وبعدك ستبلى ببلايا وترد عليها مصائب شتى ورزايا أدهى. يا بضعتي وقرة عيني ،» إن من بكى عليها ، وعلى مصائبها يكون ثوابه كثواب من بكى على أخويها.{1}.
لقد علم النبي {صلى الله عليه وآله وسلم}، ما يجري على حفيدته من الرزايا القاصمة التي تذوب من هولها الجبال، وسوف تمتحن بما لم تمتحن به أيّ سيدة من بنات حواء. ومن الطبيعي أن بضعته،
وباب مدينة علمه قد شاركا النبي {صلى الله عليه وآله }،وسلم في آلامه وأحزانه، وأقبل سلمان الفارسي التابع المخلص للأسرة النبوية، يهنئ الإمام أمير المؤمنين {عليه السلام}، بوليدته المباركة فألفاه حزيناً، واجماً، وهو يتحدث عما تعانيه ابنته من المآسي والخطوب {2}، وشارك سلمان أهل البيت في آلامهم وأحزانهم. {} » {5}.
****** «6» ******
6} ـ «- التسمية: وجاء في هذا المصدر ـ أيضاً ـ : لما ولدت السيدة زينب ، مضى عليها عدة أيام ولم يعين لها إسم. فسالت السيدة فاطمة من الإمام أمير المؤمنين {عليهماالسلام}، عن سبب التأخير في التسمية؟ فأجاب الإمام : أنه ينتظر أن يختار النبي الكريم لها إسماً.
فأقبلت السيدة فاطمة ببنتها إلى النبي { صلىاللهعليهوآلهوسلم }، وأخبرته بذلك.
فهبط الأمين جبرئيل وقال : يا رسول الله إن ربك يقرئك السلام ويقول : يا حبيبي إجعل اسمها زينب. ثم بكى جبرئيل ، فسأله النبي عن سبب بكائه؟ فقال : إن حياة هذه البنت سوف تكون مقرونة بالمصائب والمتاعب ، من بداية عمرها إلى وفاتها. » {6}.
****** «7» ******
7} ـ «- إسمها وكنيتها: إسمها : زينب - إن الأسماء مشتقة من المصادر ، والمصادر ـ طبعاً ـ لها معنىً ومفهوم ، فما هو معنى كلمة « زينب »؟
الجواب : هناك قولان في هذا المجال : الأول : إن « زينب » كلمة مركبة من : « زين » و « أب ». {} الثاني : إن « زينب » كلمة بسيطـة وليست مركبة ، وهي إسم لشجرة أو وردة. {} » {7}.
****** «8» ******
8} ـ «- كما احتمل ذلك الفيروز آبادي في كتابه « القاموس المحيط ». ـ جاء في كتاب { لسان العرب } : « ألزينب شجر حسن المنظر ، طيب الرائحة ، وبه سميت المرأة ». وفي كتاب { لاروس } : « ألزينب : نبات عشبي بصلي معمر ، من فصيلة النرجسيات ، أزهاره جميلة بيضاء اللون فواحة العرف ».
وعلى كل حال .. فلا خلاف في أن هذا الإسم جميل وحسن المعنى .. على كل تقدير.
ألقابها: الصدّيقة الصغرى، العقيلة، عقيلة بني هاشم، عقيلة الطالبيّين، العارفة، الموثَّقة، العالمة، الفاضلة، الكاملة، عابدة آل عليّ عليه وعليها السلام.
كنيتها : « أم كلثوم » و « أم الحسن » {}.
يوجد ـ في كتب التراجم ـ اضطراب شديد حول هذا الإسم وهذه الكنية ، فالمشهور أن السيدتين : زينب وأم كلثوم بنتان للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من السيدة فاطمة الزهراء {عليهماالسلام}، {}. بلا
__________________
وفي كتاب { القاموس } : « . أو من ألزينب [ إسم ] لشجر حسن المنظر طيب الرائحة ، واحدته : زينبة ، قاله ابن الأعرابي. أو أصلها زين أب ، حذفت الألف لكثرة الاستعمال.
المحقق - ـ كتاب { تحفة العالم في شرح خطبته المعالم } للسيد جعفر بحر العلوم ، المتوفى سنة هـ. ـ لقد جاء التعبير عن السيدة ألزينب الكبرى ـ في بعض كتب الحديث والتاريخ ـ بكلمة « أم كلثوم » ، وهنا عدة إحتمالات : الإحتمال الأول : أن هذا التعبير هو كنية لها. الإحتمال الثاني : أنه اسم ثان لها. الإحتمال الثالث : أنه إشتباه وخطأ من بعض المؤرخين ، حيث أنهم عبروا عنها باسم أختها ، أو بكنية أختها. الإحتمال الرابع : وجود سبب آخر خفي علينا ، بسبب ظلم التاريخ لترجمة حياة أهل البيت .. رجالاً ونساءً. وقد جاء التعبير عن السيدة زينب الكبرى ـ في بعض الأقوال التاريخية وعلى لسان بعض الخطباء والمؤلفين ب « العقيلة » ، وهذا وصـف للسيـدة زينب وليس إسٍماً {} ، ونحن نجد في كتب ــــــــــــــــــــــ
ولكل واحدة من هذه الإحتمالات الأربعة قرائن وشواهد تاريخية ، يطول الكلام بذكرها ، وهو خارج عن نطاق وإطار التعليق العامشي ، لكن الذي يتبادر إلى الذهن بعد الدراسة الموضوعية ـ والله العالم ـ هو أن أقوى الإحتمالات : هو الإحتمال الأول ، خاصة وأن شخصية البنت الثانية للإمام أمير المؤمنين أحيطت بسحاب كثيف من الغموض والإبهام والتشويش ، إلى درجة أن بعض المعاصرين أعطى لنفسه الجرأة في أن ينكر وجود بنت ثانية للإمام من زوجته السيدة فاطمة الزهراء .. يكون اسمها أم كلثوم!
وعلى كل حال .. فقد كان السيد المؤلف يطمئن .. بل ويقطع بأن المقصود من « أم كلثوم » ـ في كثير من كتب الحديث والتاريخ ـ هي السيدة زينب الكبرى ، وهذا ما نلاحظه حين الإستماع إلى مجالسه ومحاضراته ، المسجلة على أشرطة الكاسيت ، ونلاحظه ـ أيضاً ـ حين التدقيق في فصل {حياة السيدة زينب في عهد والدها الإمام أمير المؤمنين {عليهماالسلام}، ففي كثير من الفقرات التاريخية المرتبظة بفاجعة مقتل الإمام علي أمير المؤمنين يوجد التعبير بجملة « تقول أم كلثوم » ، وقد فهم المؤلف أن المقصود ـ في أكثر تلك المقطوعات ـ هي السيدة زينب الكبرى فذكر الكلام ونسبه إلى السيدة زينب { سلام الله عليها}. ولعل التتبع في كتب الحديث والتاريخ يوصل الإنسان إلى نتائج دقيقة تزيح كثيراً من ستائر الإبهام والغموض حول هذا الإسم وهذه الكنية.
المحقق : ـ ذكر أبو الفرج الأصفهاني ـ المتوفى سنة هـ في كتابه { مقاتل الطابيين } صفحة طبع النجف الأشرف ، عام هـ ـ في ترجمة عون بن عبد الله بن جعفر ـ ما يلي : « أمه : زينب العقيلة ، والعقيلة : هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في « فدك » فقال : حدثتنا عقيلتنا زينب بنت علي {عليهالسلام}. » {8}.
****** «9» ******
9} ـ «- اللغة معاني عديدة لكلمة « العقيلة » ، فمنها : المرأة الكريمة ، النفيسة ، المخدرة {}.
ومعنى الكريمة : المحترمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ كما في كتاب « لسان العرب » لابن منظور.
وقال ابن منظور ـ أيضاً ـ : « عقيلة القوم : سيدهم ، وعقيلة كل شيء : أكرمه ».
وقال ابن دريد في « جمهرة اللغة » : فلانة عقيلة قومها : أي : كريمتهم.
وقال ابن زكريا في « مجمل اللغة » والجوهري في « صحاح اللغة » : العقيلة : كريمة الحي من النساء ». وجاء في « المعجم الوسيط » : « العقيلة : السيدة المخدرة ».
وجاء في « الموسوعة العربية في الألفاظ الضدية » للسماوي اليماني ما معناه : العقيلة ـ من النساء ـ سيدتهم ، يقال : عقيلة قومها.وقال الخليل بن أحمد في كتابه { العين } : « العقيلة : المرأة المخدرة ، وجمعها : عقائل ».أقول : هذا ما ذكره علماء اللغة ، وقد يتبادر إلى الذهن أن « العقيلة » صيغة مبالغة ، مشتقة من العقل ، بمعنى كثرة العقل والنضج ، وقد ظهر للعالم ـ بكل وضوح ـ أن السيدة زينب الكبرى {عليهاالسلام }، كانت في درجة عالية جداً وجداً من العقل الوافر والحكمة والحنكة ، فبعقلها استطاعت ان تدير « قافلة آل الرسول » من كربلاء إلى الكوفة ، ومن الكوفة إلى الشام ، وأخيراً من الشام إلى المدينة المنورة. وفي المدينة ـ أيضاً ـ قامت بدور كبير بالتنسيق مع الإمام زين العابدين {عليهالسلام}، في إدارة المجالس العزائية ، والحفاظ على حرارة مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين {عليهالسلام }، وكشف الغطاء عن الملف الأسود ل « يزيد » الحاقد ، وبني أمية ومن يدور في فلكهم. » {9}.
****** «10» ******
10} ـ «- وقد رُويَ الحفناوي في مؤلَّفه أنّ السيّدة فاطمة الزهراء {عليها السلام}، كانت تعتزّ اعتزازاً كبيراً باسم زينب؛ تيمّناً بأختها زينب بنت رسول الله { صلّى الله عليه وآله}، ومحبّةً لابنتها السيّدة زينب {عليها السلام}، فلمّا شاء الله أن تَلِد قبل وفاة رسول الله { صلّى الله عليه وآله}، أُنثى أُخرى، أسمَتْها « زينب »، لكنّ جدّها الرسول الكريم كنّاها بـ « أُمّ كلثوم ».
وفي كتابه { تنقيح المقال } تحت العنوان المبارك: زينب بنت علي بن أبي طالب عليه وعليهما الصلاة والسلام، كتب الشيخ المامقاني: عَدّها الصدوق في { المشيخة } من رواة الحديث... وعدّها ابن الأثير في } أُسد الغابة } من الصحابة قائلاً: أُمُّها فاطمة بنت رسول الله { صلّى الله عليه وآله}، أدركَتِ النبيَّ صلّى الله عليه وآله إذ وُلِدت في حياته.. وكانت زينب امرأةً عاقلةً لبيبةً جَزلة، زوّجها أبوها عليٌّ { عليه السلام}، مِن عبد الله بن جعفر فوَلَدت: عليّاً وعوناً الأكبر وعبّاساً ومحمّداً وأُمَّ كلثوم. وكانت مع أخيها الحسين { عليه السلام }، لمّا قُتل.» {10}.
****** «11» ******
11} ـ «- ثمّ أقول { والكلام للمامقاني }: زينب، وما زينب! وما أدراك ما زينب ؟! هي عقيلة بني هاشم، وقد حازت من الصفات الحميدة ما لم يَحُزها بعد أُمّها أحد، حتّى حُقّ أن يقال: هي الصدّيقة الصغرى. هي في الحجاب والعفاف فريدة، لم يَرَ شخصَها أحدٌ من الرجال في زمان أبيها وأخَوَيها { عليهم السلام }، إلى يوم الطفّ،وهي في الصبر والثبات وقوّة الإيمان والتقوى وحيدة، وهي في الفصاحة والبلاغة كأنّها تُفرِغ عن لسان عليٍّ { عليه السلام }، كما لا يخفى على مَن أنعم النظر في خطبتها.
ولو قلنا بعصمتها لم يكن لأحدٍ أن ينكر ـ إن كان عارفاً بأحوالها في ألطف وما بعده ـ كيف ؟! ولولا ذلك لَما حمّلها الإمام الحسين { عليه السلام }، مقداراً مِن ثقل الإمامة أيّامَ مرض الإمام السجّاد { عليه السلام }، وما أوصى إليها بجملةٍِ مِن وصاياه، ولَما أنابها السجّاد { عليه السلام }، نيابةً خاصّةً في بيان الأحكام، وجملة أخرى من آثار الولاية.
وبالجملة، فوثاقتها وعدالتها من الضروريّات، ثمّ إنّ أهل السِّيَر ذكروا أنّها لم تمكث بعد أخيها إلاّ يسيراً. » {11}.
****** «12» ******
12} ـ «- وكتب الإربلّي في { كشف الغمّة في معرفة الأئمّة { عليهم السلام 440:1}، {: قال المفيد رحمه الله: أولاد أمير المؤمنين { عليه السلام }، سبعةٌ وعشرون ولداً ذكراً وأُنثى: الحسن والحسين، وزينب الكبرى وزينب الصغرى المُكنّاة أمَّ كلثوم، أُمّهم فاطمة البتول سيّدة نساء العالمين، بنت سيّد المرسلين، محمّدٍ خاتم النبيّين،{ صلّى الله عليه وآله أجمعين}، وذكر قومٌ آخَرون ـ زيادةً على ذلك ـ ذكروا فيهم « مُحسناً » شقيقاً للحسن والحسين { عليهما السلام }، كان سقطاً.
وكتب الخوارزمي الحنفي في { المناقب:397 }: ذكر أصحاب التواريخ أنّ أمير المؤمنين { عليه السلام }، قُبِض عن تسعةٍ وعشرين وَلَداً لصُلبه: أربعة عشر ذكراً وخمس عشرة أُنثى، خمسةٌ منهم لفاطمة بنت رسول الله { صلّى الله عليه وآله } : الحسن والحسين ومحسن، وزينب الكبرى وأمّ كلثوم الكبرى، وسائرهم من أُمّهاتٍ شتّى { سَلام الله عليهم أجمعين }.» {12}.
****** «13» ******
13} ـ «- وكتب سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه { تذكرة خواص الأمّة ص 54 }: كان لأمير المؤمنين { عليه السلام }، من الوُلد { 33{ ذكراً و {19} أنثى: الحسنُ والحسين وزينب الكبرى وأمّ كلثوم الكبرى، أُمّهم فاطمة بنت رسول الله{ صلّى الله عليه وآله}.
وذكر الزبير بن بكّار ولداً آخَرَ من فاطمة اسمه « محسن » مات طفلاً.
وقال أيضاً في ذكر أولاد فاطمة الزهراء { عليها السلام }، على الصفحة {321}: كان لها من الوُلد: الحسن والحسين، وزينب وأمّ كلثوم، وَلَدت حسناً أوّلاً ثمّ حسيناً، ثمّ زينبَ ثمّ أمّ كلثوم. وقال:... وقد زاد ابن إسحاق في أولاد فاطمة وعليٍّ { عليهما السلام }، « محسناً » مات صغيراً.
وكتب السيّد الهاشمي عبد الله بن عبد العزيز في كتابه { فاطمة الزهراء { عليها السلام }، مِن قبل الميلاد إلى بعد الاستشهاد ص 46 }: وُلِدت السيّدة زينب زينب الكبرى في السنة الخامسة من الهجرة.. وهي المولود الثالث للبيت النبويّ العلويّ الشريف. والسيّدة زينب في غِنىً عن التعريف والوصف... فهي حصيلة الفضائل، ونتيجة العظمة، مُحاطةٌ بِهالةٍ من الشرف الرفيع من جميع جوانبها.» {13}.
****** «14» ******
14} ـ «- وقال المسعودي المؤرّخ المعروف في كتابه الشهير { مروج الذهب 63:3 { في ذكر أسماء وُلد عليّ بن أبي طالب { عليه السلام }، وأُمّهاتهم: الحسن والحسين، ومحسّن، وأمّ كلثوم الكبرى وزينب الكبرى، أمُّهم فاطمة الزهراء { عليه السلام }، بنت رسول الله { صلّى الله عليه وآله}.
وفي { إعلام الورى بأعلام الهدى:203 ـ الباب الخامس } كتب الشيخ الطبرسيّ: أمّا زينب الكبرى بنت فاطمة { عليه السلام }، بنت رسول الله { صلّى الله عليه وآله }، فقد تزوّجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فوُلِد له منها: عليٌّ وجعفر، وعون الأكبر، وأمّ كلثوم ـ أولاد عبد الله بن جعفر. وقد رَوَت زينب عن أُمّها فاطمة { عليه السلام }، أخباراً.
وفي موسوعته { أعلام النساء } كتب علي محمّد علي دخيّل في الجزء المتعلّق بالعقلية المكرَّمة زينب { صلَواتُ الله عليها}: جَدّها لأمّها: رسول الله { صلّى الله عليه وآله }، جَدّتها لأمّها: خديجة بنت خُوَيلد أمّ المؤمنين { عليه السلام }، جَدّها لأبيها: أبو طالب { عليه السلام }، جدّتها لأبيها: فاطمة بنت أسد { عليه السلام }، أبوها: عليٌّ أمير المؤمنين { عليه السلام }، أُمّها: فاطمة بنت رسول الله { صلّى الله عليه وآله }، أخَواها: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، أختها: أمّ كلثوم.» {14}.
****** «15» ******
15} ـ «- زوجها: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، أولادها: علي، عون، محمّد، عبّاس. بنتها: أُمّ كلثوم..
شهِدَت مأساة كربلاء، وكانت { عليها السلام }، هي التي تدير شؤون العائلة بعد شهادة أخيها الحسين { عليه السلام }.
تُوفّيت في 15 رجب سنة 65 هجريّة، قبرها في ضواحي دمشق، يتوافد عليه المسلمون من مختلف أقطار العالم للتبرّك به والدعاء عنده.
وفي { الرسالة الزينبيّة } كتب الحافظ السيوطي الشافعي: وُلدَت زينب في حياة جَدّها رسول الله { صلّى الله عليه وآله }، وكانت لبيبةً جَزْلةً عاقلة، لها قوّة جَنان؛ فإنّ الحسن { عليه السلام }، وُلِد قبل وفاة جدّه بثمان سنين، والحسين بسبع، وزينب الكبرى بخمس سنين.
وفي موسوعته التاريخيّة { ناسخ التواريخ ـ مجلد الطراز المُذهَب في أحوال سيّدتنا زينب ج 1 : ص 56 } كتب الميرزا محمّد تقي سِِهْر: المستفاد والمشاهد من بعض الأخبار والآثار أنّ زينب { عليها السلام }، رشيدة، ونورٌ وضياء في جبهتها، ولها وقارٌ وسكينة كوقار وسكينة خديجة الكبرى { عليها السلام }، ولها فصاحةٌ وبلاغة كأبيها عليِّ المرتضى { عليه السلام }، ولها حِلمٌ وثباتٌ كحِلم أخيها الحسن المجتبى { عليه السلام }، ولها شجاعةٌ وقوّةُ جَنانٍ كأخيها الحسين سيّد الشهداء { عليه السلام}، قالوا في شأنها ومكانتها أنّها في فضائلها وخصالها وجلالها وعلمها وعصمتها وعفّتها ونورها وشرفها وبهائها، تاليةُ أُمّها فاطمة { صلوات الله عليها}.
فسلامٌ على زينب الكبرى في العالمين،
وسلامٌ على حفيدة سيّد المرسلين، وابنةِ
سيّد الوصيّين، وبَضعةِ سيّدةِ نساء العالمين..
صلوات الله وسلامه عليها وعليهم أجمعين. » {15}
****** «16» ******
16} ـ «- ومن نظر في كتاب أسرار الشهادة رأى فيه من الأدلة والتحقيقات في حق زينب { صلوات الله عليها} ما هو أكثر مما ذكرناه. وفي {الطراز المذهب} أن شؤنات زينب الباطنية ومقاماتها المعنوية كما قيل فيها أن فضائلها وفواضلها، وخصالها، وجلالها، وعلمها، وعملها، وعصمتها، وعفتها، ونورها، وضياءها، وشرفها، وبهاءها، تالية أمها وثانيتها، وقال ابن عنبة في { أنساب الطالبين } زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين {ع} كنيتها أم الحسن، تروي عن أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله { ص } وقد أمتازت بمحاسنها الكثيرة وأوصافها الجليلة وخصالها الحميدة وشيمها السعيدة ومفاخرها البارزة وفضائلها الطاهرة. وقال العلامة الفاضل السيد نور الدين الجزائري في كتابه الفارسي المسمى ب { الخصائص الزينبية } ما ترجمته عن بعض الكتب: أن زينب كان لها مجلس في بيتها أيام إقامة أبيها {ع} في الكوفة، وكانت تفسر القرآن للنساء، ففي بعض الأيام كانت تفسر { كهيعص } للنساء إذ دخل أمير المؤمنين {ع}، فقال لها: يا نور عيني سمعتك تفسيرين { كهيعص } للنساء، فقالت: نعم فقال {ع}: هذا رمز لمصيبة تصيبكم عترة رسول الله { ص } ثم شرح لها المصائب فبكت بكاء عاليا { صلوات الله عليها}. وفي كتاب { بلاغات النساء} لابي الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور قال: حدثني أحمد بن جعفر سليمان الهاشمي، قال: كانت زينب بنت علي {ع} تقول: من أراد أن لا يكون الخلق شفعاؤه إلى الله فليحمده، ألم تسمع إلى قولهم سمع الله لمن حمده فخف الله لقدرته عليك واستح منه لقربه منك. وقال الطبرسي أن زينب روت أخبارا كثيرة عن أمها الزهراء {ع}. وعن عماد المحدثين أن زينب الكبرى كانت تروي عن أمها وأبيها وخدمه، وحشمه يوم ذاك كانت تخدمها العبيد والاماء والأحرار، ويطوف حول بيتها الهلاك من ذوي الحوائج وطالبي الاستجداء، وكان بيتها الرفيع وحرمها المنيع لا يضاهيه في العز والشرف وبعد الصيت إلا بيوت الخلفاء والملوك. وقد ولدت لعبد الله بن جعفر كما في الجزء الثاني من تاريخ الخميس عليا وعونا الأكبر وعباسا وأم كلثوم، وذكر ألنوري في تهذيب الأسماء واللغات جعفرا الأكبر، وذكر السبط بن الجوزي في تذكرة الخواص محمدا، فأما العباس وجعفر ومحمد فلم نقف لهم على أثر ولا ذكرهم النسابة من المعقبين، وأما علي وهو المعروف بالزينبي ففيه الكثرة والعدد، وفي ذريته الذيل الطويل والسلالة الباقية. وأما عون الأكبر فهو من شهداء ألطف، قتل في جملة آل أبي طالب، وهو مدفون مع آل أبي طالب في الحفيرة مما يلي رجلي الحسين {ع}، وتوفي عبد الله بن جعفر { رضي الله عنه}، في المدينة المنورة سنة ثمانين من الهجرة النبوية عام الحجاف - وهو سيل كان ببطن مكة حجف بالناس فذهب بالحاج والجمال بأحمالها وذلك في خلافة عبد الله بن عبد الملك بن مروان - وصلى عليه السجاد أو الباقر {ع} كان أمير المدينة يومئذ أبان بن عثمان، وخرجت الولائد خلف سريره قد شققن الجيوب والناس يزدحمون على سريره، وممن حمل السرير أبان بن عثمان وما فارقه حتى وضعه بالبقيع ودموعه تسيل وهو يقول: كنت والله شريفا واصلا برا، قال هشام المخزومي: أجمع أهل الحجاز وأهل البصرة وأهل الكوفة على أنهم لم يسمعوا ببيتين أحسن من بيتين رأوهما على قبر عبد الله بن جعفر وهما: [ مقيم إلى أن يبعث الله خلقه * لقاؤك لا يرجى وأنت قريب ] [ تزيد بلى في كل يوم وليلة * وتنسى كما تبلى وأنت حبيب ] » {16}.
****** «17» ******
17} ـ «- في شرفها ، وعلمها ، وعبادتها ، وزهدها أما شرفها { ع } : فهو الشرف الباذخ الذي لا يفوقه شرف ، فإنها من ذرية سيد الكائنات وأشرف المخلوقات محمد بن عبد الله { ص } ، قال رسول الله { ص } : كل بني أم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم ،
وعنه { ص } : أن الله عزوجل جعل ذرية كل نبي في صلبه ، وأن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب { ع }. فهذا الشرف الحاصل لزينب { ع } شرف لا مزيد عليه ، فإذا ضممنا إلى ذلك أن أباها علي المرتضى وأمها فاطمة
الزهراء ، وجدتها خديجة الكبرى ، وعمها جعفر الطيار في الجنة وعمتها أم هانئ بنت أبي طالب ، وأخواها سيدا شباب أهل الجنة ، وأخوالها وخالاتها أبناء رسول الله { ص } وبناته ، فماذا يكون هذا الشرف وإلى أين ينتهي شأوه ويبلغ مداه ، وإذا
ضممنا إلى ذلك أيضا علمها وفضلها وتقواها وكمالها وزهدها وورعها وكثرة عبادتها ومعرفتها بالله تعالى ، كان شرفها شرفا خاصا بها وبأمثالها من أهل بيتها ومما زاد في شرفها ومجدها أن الخمسة الأطهار أهل العباء { ع } كانوا يحبونها حبا شديدا » {17}.
****** «18» ******
هي زينب بنت النبي المؤتمن هي زينب أم المصائب والمحن

هي بنت حيدرة الوصي وفاطم وهي الشقيقة للحسين وللحسن {1}

ثم .. أليس النسب الرفيع من أسباب العظمة ؟! أو ليس العلم الغزير ـ بما فيه الفصاحة والبلاغة ـ من موجبات الشرف ؟! أو ليس الصبر على المكارة والفجائع الدامية والحوادث المذهلة فضيلة ؟!
أو ليست الشجاعة ومواجهة العدو شرس ، المتجبر الطاغي السفاك تدل على قوة القلب ، وثبات القدم ، والإيمان الصادق ، والعقيدة الراسخة ؟! أو ليست صفة الوفاء والعاطفة والشفقة والحياء والعفة ، في طليعة الفضائل ؟! فما تقول لو أن هذه الصفات وغيرها من مكارم الأخلاق اجتمعت ـ بصورة وافرة ـ في سيدة ؟! الا تعتبر تلك السيدة نادرة الكون ومفخرة التاريخ ؟! بعد هذه اللمحة الخاطفة عن بعض جوانب العظمة في السيدة زينب الكبرى نقول كيف يمكن لنا الإحاطة بحياة سيدة قضت معظم حياتها في الخدر ، ووراء الستر ، ولم يطلع على حياتها العائلية إلا أهلها وذووها ؟ 
والرزية كل الرزية : أن التأريخ قد ظلمها كما ظلمها الناس. التاريخ ظلمها كما ظلم أباها وإخوتها وأسرتها الطاهرة ، ولم يعبأ المؤرخون بترجمة حياتها كما ينبغي ، وكما تتطلبه هذه الشخصية. 
ورغم كل ذلك ، رأينا نجمع بعض ما وصل إلينا من معلومات وعينات تاريخية حولها ، ونسلط الأضواء على بعض جوانب حياتها الشريفة ، ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لتحقيق هذا الهدف ، إنه ولي التوفيق. :
----------------------------------------
ـ ننبه القارئ الكريم إلى أن هذين البيتين هي من نظم السيد المؤلف {} رحمة الله عليه }.
ـــــــــــ 
هذه الأحاديث مأخوذة من الكتب العربية و الفارسية الشيعية والسنية ومن مكاتب مواقع الانترنت:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
1}ــــ « - من المهد إلى اللحد المؤلف: السيد محمد كاظم القز ويني. »{1}.
2}ــــ « كتاب أسرار الشهادة رأى فيه من الأدلة والتحقيقات في حق زينب { صلوات الله عليها} ما هو أكثر مما ذكرناه.»{2}.
3}ــــ « -ابن الأثير، أسد الغابة 469/5 مساوي عنه: المامقاني،»{3}.
الأمين، أعيان الشيعة، 137/7 مساوي عنه: البحراني، العوالم {المستدرك}، 949/11؛ دخيل، أعلام النساء، /82 81
4}ــــ «- ناسخ التواريخ ، المجلد الخاص بحياة السيدة زينب ، المسمى بـ { الطراز المذهب في أحوال سيدتنا زينب.} »{4}. 
ابن عساكر، تاريخ دمشق، 130/73، {تراجم النساء}، /119 »«ابن حجر، الإصابة، 315/4 5}ــــ « -مساوي عنه: النقدي، زينب ألكبري، /27؛ موسي محمد علي، السيدة ألزينب، /65»{5}.
6}ــــ «- كتبوا في زينب الكبرى شبكة الإمام الرضا .»{6}. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
1} ـ «- المصدر : زينب الكبرى ، للعلامة الشيخ جعفر النقدي ـ رضوان الله عليه ، المتوفى سنة 1370 هـ ـ ص 17 ، باب أسمها وتاريخ ولادتها.» {1}.
2} ـ «- 1 ـ لمعرفة تفاصيل ذلك يمكن لك مراجعة كتاب { زينب الكبرى } للنقدي ص 17 ، وكتاب { رياحين الشريعة } للمحلاتي ج 3 ص 33. المحقق 
2 ـ كتاب { بطلة كريلاء } لعائشة بنت الشاطئ ، ص 16. » {2}.
3} ـ «- «- كتب العُبيدلي في { أخبار الزينبات ص 111 » {3}.
4} ـ «- وكتب الحفناوي في مؤلَّفه { فاطمة الزهراء { عليها السلام }: ص 41 ـ في ذكر ولادات أولاد الزهراء { عليها وعليهم السلام ْْْْ}: » {4}.
5} ـ «- ـ ناسخ التواريخ ، المجلد الخاص بحياة السيدة زينب ، المسمى بـ { الطراز المذهب في أحوال سيدتنا زينب }. زينب الكبرى: ص16 ــ 17. » {5}.
6} ـ «- زينب الكبرى {ع} من المهد إلى اللحد » {6}.
7} ـ «- 1 ـ كما احتمل ذلك الفيروز آبادي في كتابه « القاموس المحيط ». 
2 ـ جاء في كتاب { لسان العرب } : « الزينب شجر حسن المنظر ، طيب الرائحة ، وبه سميت المرأة ». وفي كتاب { لاروس } : « الزينب : نبات عشبي بصلي معمر ، من فصيلة النرجسيات ، أزهاره جميلة بيضاء اللون فواحة العرف.» {7}. 
8} ـ «- ـ ذكر أبو الفرج الأصفهاني ـ المتوفى سنة هـ في كتابه { مقاتل الطابيين } صفحة طبع النجف الأشرف ، عام هـ ـ » {8}.
9} ـ«- كتاب« لسان العرب» لابن منظور.« مجمل اللغة »والجوهري في « صحاح اللغة»{9}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
{{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فأنها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}}
وَربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا،
abo_jasim_alkufi@hotmail.com. 
محمد الكوفي/ أبو جاسم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك