’المسجد الذهبي’ من أجمل التُحف المعمارية في العالم
شوهت بعض الاتجاهات الفكرية المتطرفة والمتطفلة على الإسلام التراث الذي تركته لنا الحضارة الإسلامية، من علمٍ، أدب، فنٍّ وجمال . بيد أن هذا التشويه لم يستطع أن يمحو هذا التراث العظيم، المتجذر في النفوس والمنتشر في أصقاع الأرض، وكنموذج عن هذا التراث الأصيل " المسجد الذهبي" في باكستان .
"سونهري مسجد"، أو كما يعرفه السائحون "المسجد الذهبي " يقع في "البازار الكشميري " في قلب عاصمة "التصوف" بالقارة الهندية، في مدينة لاهور التاريخية.
يتميز المسجد بثلاث قباب ذهبية كبيرة، ولعله لذلك يُعرف "بالمسجد الذهبي"، كما أن الجدران الداخلية للمسجد والأسقف مزركشة بزركشات نباتية، وللمسجد أربعة مآذن بيضاء كبيرة، كانت تستخدم في الحروب كمنصات مراقبة، نظراً لعلوها.
وقد بنى المسجد والي المدينة الصوفي "نواب مير سيد خان" المعروف بتدينه وعشقه للفن والأدب في زمن الملك " مير معين إعجاز " سنة 1749 ميلادي .
خلال حكم "السيخ" للبنجاب قامت الحكومة بالاستيلاء على المسجد وحوَّلته إلى معبد سيخي، كما صادرت المحلات التجارية التي تقع قرب المسجد في " البازار الكشميري "، ما أثار حفيظة المسلمين وأصحاب المحلات التجارية، وبدأ المسلمون بالتحرك لإسقاط حكم "المهراجا " (الحاكم السيخي) ، فقام بعض الوجهاء بنصيحة المهراجا برد " المسجد الذهبي" دون المحلات التجارية ، وحقاً فعل المهراجا ذلك لكنه أشترط على المسلمين عدم رفع الأذان على المآذن والاكتفاء به داخل المسجد، فقبل المسلمون بذلك.
بعد إندثار حكم المهراجا واحتلال بريطانيا للقارة الهندية، حاول الاحتلال الإنكليزي التقرب من مسلمي البنجاب عبر مختلف الوسائل، فما كان منه إلا أن أعاد المحال التجارية الملاصقة للمسجد للمسلمين وسمح برفع الآذان، لكن كل ذلك لم يغير شيئا من رأي المسلمين بالإنكليز، وبقي مسلمو القارة الهندية رافضين الإحتلال الإنكليزي حتى آخر عسكري واستقلال باكستان عن الهند.
ويُعتبر "المسجد الذهبي" اليوم واحدًا من أجمل التُحف في الفن المعماري في العالم ويقصده الزوار والسُياح من مختلف المناطق، خصوصاً في المناسبات الصوفية، حيث تُقام فيه طقوسٌ خاصة لمختلف الطرائق الصوفية الموجودة في مدينة لاهور الباكستانية .
العهد - اسلام آباد
https://telegram.me/buratha