بعد يوم صوم طويل في السويد، عند العاشرة مساء، تهم شمس ستوكهولم بالغروب، فيجتمع عدد من المسلمين في مسجد المدينة، استعدادا لصلاة المغرب والإفطار، ملقين على بعضهم البعض تحيات مختصرة.
ويقول إمام أحد المساجد واسمه "اعتصام" مع ابتسامة دمثة "المسلمون الأكثر إيمانا هم الذين يكونون الأكثر استرخاء" في هذا الشهر. وحل شهر رمضان لهذا العام في وقت الانقلاب الصيفي، حين يصبح الليل قصيرا جدا في المناطق القطبية، وتكتسي السماء في الليل لونا أزرق يوحي بأن الفجر يوشك أن يحل بعيد الغروب.
ويعيش في السويد 525 ألف مسلم، أي ما يشكل 5,5 % من السكان، بحسب مركز ''بيو'' الأمريكي للإحصاء.
ويروي بعض من المسلمين في البلاد أن الصوم في الأيام الثلاثة الأولى من شهر رمضان يصيب المرء بالتعب والنعاس، لكن النشاط والطاقة يعودان ويصبح المرء أكثر إنتاجا ما أن يعتاد الجسم على الصوم. ورغم أن ساعات العمل في السويد لا تخفض في شهر رمضان، ورغم ساعات الصوم الطويلة، فإنهم يقومون بنشاطاتهم وعملهم كالمعتاد.
ويقول أحدهم "أنا أعمل وأمارس الرياضة، وأذهب إلى المسجد، وأمارس مختلف أنواع النشاطات الاجتماعية والدينية...ولدي أصدقاء كثيرون مثلي، لكن بالتأكيد هناك آخرون يعانون من نقص النوم".
وفي المسجد، يفطر الحاضرون على بضع تمرات وبعض الماء، ثم يقيمون صلاة المغرب ويعودون بعدها إلى متابعة طعام الإفطار. ويقدم المسجد وجبة الإفطار مجانا، لكن العادات تقضي بأن يحضر رواد المسجد معهم بعض الطعام أو المال لشرائه.
وقبيل بدء شهر رمضان، أصدر المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث إرشاداته للمسلمين الصائمين في بلدان ذات فترات نهار طويلة. وقال متحدث باسم المجلس "بما أن الشمس لا تغرب بشكل كامل، ولا يوجد فجر واضح للعيان، يؤدي ذلك إلى مشكلة في تحديد موعد صلاة الفجر".
وحدد المجلس مواقيت جديدة لساعات الصلاة ولوقت الإفطار ووقت السحور. لكن هذه المواقيت لا تحظى بموافقة الكل، بل تثير نقاشا بين المسلمين في العاصمة السويدية.
ويبدو الشيخ اعتصام لا يلقي لها بالا، ويقول "بضع دقائق لن تؤثر، لا أحد هنا غير المواقيت، نحن نتبع القرآن وليس الفتاوى، ونحن أقوياء ونفضل ألا نخاطر.
https://telegram.me/buratha