يبدو إن الظلامة على أهل البيت ( عليهم السلام ) لم تنته عند إستشهادهم، بل تعدت ذلك وحتى بعد شهادتهم، جرت كثير من المحاولات اليائسة لإقتلاع حب الناس لأهل بيت الرسول محمد ( صلواته تعالة عليه وعلى آله ) من قلوبهم، وذلك بإطماس ذكرهم وإخماد ثورتهم، الضلالة التي أصابت القوم وما هم عليه من عمي بصيرة، أدّى بهم ولنتيجة حقد مسبقة ونصب عداء بغيض للأئمة الشرعيين للمسلمين، لتهديم قبور الأئمة وجميع الآثار الإسلامية .
لم تكن هناك أي رواية صحيحة ذات سند معتبر، يستند عليه العلماء النواصب على تهديم القبور، بل إنهم تجاهلوا كثيرا من المرويات المستندة التي تحث على زيارتها بين فترة وأخرى، الفكر التيمي التكفيري جعل من هؤلاء الأوباش يتطاولون على أقدس المقدسات الإسلامية، إن طمس هذه المعالم الشريفة هو بالأساس جاء ليقصي المذهب الشيعي من الوجود، لأن الشيعة كثيروا التواصل مع قبور أهل البيت (عليهم السلام)، مما يجعلهم أكثر ألفة ووحدة وتعاضد، فهم وعند زيارتهم لها، ينسون إنتمائاتهم الثانوية، وتتعلق قلوبهم وتتآلف حول أئمتهم المعصومين، مما يجعل النواصب وما هم عليه من مكانة في خطر دائم، فقوة المذهب الشيعي الإثني عشري يعني تمدده أكثر فإتساع رقعته الجغرافية يعني إستبصار كثير من الناس وإنتمائهم لهذا المذهب، وبالتالي إنحسار النواصب وخسارتهم لكثيرا من الموارد التي تساعدهم بالبقاء .
البقيع قدسنا؛ أجل، هو أقدس المقدسات لدينا، ولا يمكن وبأي حال من الأحوال التنازل عنه أو غض النظر عما يجري، بإمكان الشيعة أن يدفعوا أغلى ما يملكون ألا وهي أنفسهم للذود عنها وإسترجاعها، وما جرى في إنتفاضة العراقيين ضد تنظيم داعش الإرهابي الناصبي خير برهان ودليل، وفي السيدة زينب والسيدة رقية (عليهما السلام ) دليل آخر في التضحية والإستبسال من أجل مراقد أهل البيت (صلوات الله عليهم)، نعم، إنهم مجانين وأي جنون هذا الذي يدفعهم لكل هذه التضحية، هو جنون الحب والعشق والوفاء لهم والطاعة، فالبقيع المظلوم الذي تطاول عليه أئمة العهر والضلال على تهديمه، سيلاقون حتفهم وجزاءهم العادل .
كل سنة والشيعة مستميتين بإحياء هذه الظلامة، فجعلوه يوما سنويا يستذكرون ما جرى فيه، ويبينون للعالم ما فعله الأعراب الهمج من تطاول سافر، وسيستمر الموالون المرجعيون بإحياءه دائما حتى نرى قبب البقيع الخمس المصقولة بالذهب شامخة وعالية، يأتيها المحبون من كل حدب وصوب .
لا أدري ولا أعلم، لم هذا الخجل والسكوت في رفع ظلامة البقيع والتنديد بها، من قبل بعض الشيعة وأقولها بأسف كثيرا، هل نحن نبحث عن رضا الله تعالى ورضا صاحب الزمان (عجل تعالى فرجه) أم على رضا الناس الذين ما أن يرون أموال كثيرة تعطى عليهم أكثر من أموالنا، يبغون عليها ويقومون بقتلنا، وما مسألة الإنتحاريين الفلسطيين ببعيد، ألا يعتبر هذا تخاذل واضح لإمام زماننا، البقيع من أبرز ما سنثأر له حينما يظهر إمامنا المهدي، هل وإن أستمر تخاذلنا هذا وصمتنا عن أقدس المقدسات سنضمن إننا لن نخذله وسننصره .
إن قضية البقيع هي أسمى بكثير من قضية القدس، فالقدس هو صراع من أجل الوجود والحفاظ على منطقة النفوذ هكذا بدأت ولن تنته مالم ينتفض أهل القدس أنفسهم ويطالبون بقدسهم، أما بقيعنا الغرقد، الذي ومنذ 90 سنة عجفاء، ينشد قصيدة الهدم، وتقاعس أهله على المطالبة به، وإرجاع بناءه، في يوم القدس نرى كثير من المسلمين يتظاهرون في آخر جمعة، رغم الصيام وإرتفاع درجة الحرارة في بعض المناطق، وهو حق مشروع فالقدس أولى القبلتين، ونحن كمسليمن لابد من الإنتصار له، وتخرج التيارات الحزبية مستعرضا بتنظيماتها وأفرادها وقت التظاهرة، رغم إن القدس لا يرجع لأحد من علماء المسلمين أو لأحد من الأحزاب، فلماذا يوم البقيع العالمي نرى التنديدات الخجولة، وإنكفاء الناس على الحسينيات والجوامع هذا إن حضروا إحياءها أصلاً، كفانا خجلا وتقاعسا ولنتظاهر ونري العالم حقيقة ما جرى وندد ونستنكر ونخرج بأسلحتنا وملابسنا العسكرية، ليرى النواصب حقيقتنا، والسلام .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha