القاهرة، مصر (CNN)-- بدأ وزير الأوقاف المصري، الدكتور محمد مختار جمعة، بنفسه تنفيذ قراره الأخير بقراءة الأئمة خطبة صلاة الجمعة من ورقة مكتوبة موحدة بكافة المساجد، وذلك خلال أدائه لصلاة الجمعة بمسجد عمرو بن العاص، وهو أحد أقدم المساجد في مصر، بحضور رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وعدد من المسؤولين.
وفى الوقت الذي تفهم فيه عدد من الشيوخ والدعاة قرار الوزير بشأن الخطبة المكتوبة، لأسباب تتعلق بمعالجة خروج بعض الأئمة عن موضوع الخطبة والحديث في الشؤون السياسية التي تثير خلافاً بين المصلين، إلا أن انهم انتقدوا القرار، مطالبين الوزير بإلغائه وتشديد التفتيش على الأئمة.
واتخذ وزير الأوقاف مطلع الأسبوع الجاري قرارا بتشكيل لجنة علمية لإعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة، بما يتوافق مع روح العصر من قضايا إيمانية وأخلاقية وإنسانية وحياتية وواقعية، مع الاستمرار في توحيدها وتعميمها مكتوبة.
وذكرت وزارة الأوقاف، أن بعض الخطباء لا يملكون أنفسهم على المنبر سواء بالإطالة التي تخالف سنة النبي، أو بالخروج عن الموضوع إلى موضوعات أو جزئيات متناثرة لا علاقة لها بالموضوع بما يربك المستمع ويشتت ذهنه، ويضيع المعنى المقصود من وراء الموضوع، أو بالدخول في أمور سياسية أو حزبية لا علاقة لها بمضمون خطبة الجمعة.
وقال الداعية الإسلامي أحمد عمر هاشم، إنه من الأفضل عدم تطبيق قراءة الإمام الخطبة المكتوبة بصلاة الجمعة، موضحا أن السبب الذي دعا وزير الأوقاف لاتخاذ هذا الاتجاه بينه في بعض الصحف أن بعض الخطباء يطيلون الخطبة ويخرجون عن الموضوع لانتماءات سياسية.
وأضاف هاشم، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن "هذه الأمور يمكن تلافيها بالتحذير على الأئمة بعدم الخروج عن موضوع الخطبة أو الدعوة لانتماءات حزبية أو الإطالة عن الوقت المحدد، على أن يراقب مفتشى وزارة الأوقاف أداء كل خطيب ومن يخرج عن ذلك يتم التنبيه عليه أو التحقيق معه".
وأوضح هاشم وهو عضو بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن إلزام الخطباء والأئمة بورقة مكتوبة، يجعله مثل أي إنسان عادى ليس عالما، كما يعد الأمر تجفيفا لروافد الدعوة وأيضاً تجميدا للدعوة الخاصة بتجديد الخطاب الديني"، ودعا هاشم وزارة الأوقاف الرجوع عن القرار السابق، على أن يطبق فقط على الذين لا يجيدون الأداء ارتجالا أو الخريجين الجدد.
من جانبه، قال عمر حمروش عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب في تصريح لـCNN بالعربية، أن محتوى الخطبة يجب أن تناقش موضوعات معاصرة لها طابع عام، دون أن توظف لأغراض سياسية أو حزبية، موضحا أن قرار وزارة الأوقاف لم يعرض على مجلس النواب ولكن حتى الآن لا يوجد اعتراض عليه.
وأشار الى استخدام بعض المنابر لتوظيف الخطب لأغراض سياسية وإطالة الخطبة عن الوقت المحدد، مشيرا إلى أن قرار الخطبة المكتوبة مطبق في عدد من الدول الإسلامية ومنها المملكة العربية السعودية.
أما عبد الغنى هندي المتحدث باسم نقابة الأئمة والدعاة، فقد طالب وزارة الأوقاف بضرورة عمل دارسة تحليلية لمعالجة هذا الأمر بدلا من الكلام الارتجالي حتى لا تتسبب الخطبة النصية الموحدة بمشاكل مع الجمهور من عدم تقديم جديد من استخدام نفس الخطب والمصطلحات.
وأضاف في تصريحات، لـCNN بالعربية، أن غالبية الأئمة قد لا تكون غير مؤيدة للقرار فتحديد الإحصائيات والأحاديث والتزام بخطية نصية يبعدهم عن الإبداع، متسائلا الأهم حاليا هل سيكون محتوى الخطبة علميا أم مجرد طريقة إنشائية.