فاد الخبير الاقتصادي عبد الكريم جابر شنجار أن محافظة النجف الأشرف تعد من أكثر المناطق جذبا للزائرين باستيعابها الملايين من سياح الداخل والخارج وانها تمتلك مطارا دوليا ونحو 190 فندقاً على الأقل والعشرات من المطاعم وعدداً كبيراً من الصناعات والأسواق التي تخدم السياح، وبحسب التقديرات فان نحو 50 بالمئة من القوى العاملة يستقطبها هذا القطاع على الرغم من أن عنصر الجذب الفعال في المحافظة هو السياحة الدينية لما يمتلكه من عوامل تحقق المردودات المالية الكبيرة وحجم المبالغ التي تدخل الى المحافظة إذا استغل هذا القطاع استغلالا مثاليا.
واضاف شنجار ،على الرغم من وجود هذه الأعداد من الفنادق والمطاعم الا انها تفتقد الى عوامل الجذب السياحي فيما يتعلق بالحاجة الى فنادق الدرجة الاولى من حيث تصنيفها السياحي الى الملاكات المهنية التي تعمل في هذا القطاع ما ينعكس سلبا على تقديم الخدمات للسائحين.
وتابع ولكون غالبية المنشآت السياحية تعود للقطاع الخاص فقد بادر مجلس محافظة النجف الأشرف في إنشاء اكثر من خمسة فنادق سياحية من الدرجة الاول وعن طريق الاستثمار لتكون هناك مساهمة من الجهات الرسمية في النهوض بهذا القطاع الحيوي في المحافظة وعدم تركه للقطاع الخاص الذي قد لا تلبي نشاطاته هذا المجال الطموح.
وأكد شنجار ان الدخل المتأتي من السياحة الدينية هو ليس فقط مايدفعه السائح من اجل السكن او الطعام بل مصروفاته داخل اسواق المحافظة ومن هذا يمكن قياس او معرفة او تقدير كمية الاموال في دعم الاقتصاد الوطني، مبينا حاجة المحافظة الى وجود منشآت قادرة على استيعاب الاعداد الكبيرة من الزائرين التي تفوق المليون في العديد من المناسبات فضلا عن الزوار من الدول الاسلامية الاخرى.
وأوضح ان المشاريع المطلوبة للسياحة الدينية تتمثل بالفنادق السياحية ذات السبع او خمس نجوم او حتى اربع الى جانب مجمعات تجارية ضخمة وسلسلة مطاعم من الدرجة الاولى والثانية واسطول نقل بري وجوي قادر على استيعاب الاعداد الكبيرة الوافدة فضلا عن الصناعات التراثية لتلبي حاجة الزائرين التذكارية.
واستطرد شنجار بالقول أن الشق الثاني من السياحة هو السياحة الترفيهية التي لا تقل أهمية عن الدينية اذ توجد في المحافظة مدينتي المناذرة والحيرة التاريخيتين فضلا عن الأهوار ومنها هور ابو نجم الذي يمكن استغلاله كمنتجع سياحي على غرار مدينة الحبانية السياحية، الى جانب ما يكسب مرور نهر الفرات بمدينة الكوفة الذي يمكن استغلاله كافضل مكان سياحي، موضحا اهمية اقامة مدن العاب وحدائق حيوانات وسلسلة مطاعم على غرار مطاعم احدى الدول المجاورة.
وخلص شنجار في ختام حديثه الى القول: أن محافظة النجف الاشرف لديها النفط الدائم الذي لا ينضب وهو القطاع الحيوي والفعال المتمثل بالسياحة الدينية التي لابد من دعم تنميتها وتطويرها للنهوض بجزء كبير من الاقتصاد الوطني بما يرفد الموازنة العامة بالاموال اللازمة لتغطية نسبة من العجز او تقليله وهذا لا يتم الا بتضافر الجهود وعلى جميع المستويات لادامة زخم هذا القطاع في رفده للعملية التنموية في العراق.