بحفل تأبيني وتحت شعار (إحياء الصوت الحسيني الهادر) استذكرت الأمانتان العامّتان للعتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية متمثّلةً بقسم ما بين الحرمين الشريفين (وحدة الإعلام) الذكرى السنوية لرحيل خادم المنبر الحسيني الرّادود حمزة الزغير (رحمه الله) والذي يقام سنويا تخليداً لهذه الشخصية التي أثرت الساحة الحسينية من خلال ما جادت به حنجرته من أشعار او لطميات وردات حسينية، مازالت صداها تتردد في أذهان المحبين والموالين في مشارق الأرض ومغاربها، وهي تأسر جوارحهم فيما بثته من حزن وأسى على مصاب أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
ومن هذا المنطلق، جاء هذا الحفل والذي استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وشهد حضور شخصياتٍ دينية وعلمية وأدبية في الساحة الكربلائية، إضافةً إلى جمعٍ من الزائرين، ووفد مثل العتبة العباسية المقدسة.
بعد ذلك، كانت هناك كلمة لأهالي كربلاء، ألقاها نيابة عنهم رئيس قسم الشعائر والمواكب والهيات الحسينية في العتبتين المقدستين الحاج رياض نعمة السلمان والتي جاء فيها:
“من منطقة بين الحرمين الشريفين من مدينة كربلاء المقدسة، يقام هذا الحفل التأبيني السنوي الذي يقيمه اعلام قسم ما بين الحرمين الشريفين لاستذكار خادم الامام الحسين (عليه السلام) الملا حمزة الزغير (رحمه الله) قال الامام الصادق (عليه السلام): (من مات على حب آل محمد مات شهيدا) وفقيدنا الغالي خدم وردد ومات على حب آل محمد.. فهنيئاً له هذه المنزلة، ولا ينالها إلا ذو حظ عظيم”.
وأضاف: “لُقّب (رحمه الله) بالزغيّر للتمييز بينه وبين الشاعر المرحوم حمزة السماك، حيث ولد في مدينة كربلاء في محلة باب الطاق سنة 1339هـ المصادف 1921م ترعرع في اسرة ميسورة الحال، عاش يتيم الاب، وكان وحيدا لوالديه، فبدأ يتعلم القراءة والكتابة عند الكتاتيب آنذاك، وحفظ القرآن الكريم، وعمل بعد ذلك في الاعمال الحرة لطلب المعيشة لعائلته، وتأمين الراحة لهم”.
وتابع قائلاً: “ارتقى المرحوم حمزة الزغير المنبر الحسيني في منتصف أربعينيات القرن الماضي، واستطاع وهو في سن الشباب ان يشغل مكانا متميزا بين اقرانه؛ لما كان يمتاز به نبوغ واوتار صوتية قل نظيرها.. وقد تميز (رحمه الله) بحفظه للقصائد الحسينية والاوزان، مما أهله لأن يكون من الرواديد الحسينيين الذين انجبتهم كربلاء المقدسة والعراق بصورة عامة، ومازالت اشهر قصائده تقرأ الى الآن في المجالس الحسينية.. رحمك الله يا ابا احمد وحشرك الله تعالى مع اسيادك اهل البيت (عليهم السلام) وسوف تبقى ذكراك في وجداننا ونفوسنا خالدة”.
وشهد الحفل القاء العديد من القصائد والموشحات الشعرية، تناوب عليها كل من الشاعر مهدي هلال الكربلائي، وفرقة انشاد العتبة الحسينية المقدسة، بعدها الشاعر فلاح البارودي، والرادود الحسيني حسين الصغير.