بقلم ..... السيد محمد الطالقاني
تمر علينا ذكرى وفاة مرجع الطائفة الامام الراحل المحقق السيد ابو القاسم الخوئي (قدس) , المرجع الذي عد من اساطين العلماء في القرن العشرين .
نال المرجع الديني اية الله السيد الخوئي(قدس) درجة الاجتهاد في فترة مبكرة من عمره الشريف ,حيث تتلمذ على يد علماء عصره مثل(آية الله الشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة)و(آية الله الشيخ مهدي المازندراني)و(آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي) وغيرهم.
وبعده نيل سماحته (قدس) درجة الاجتهاد اعتلى منبر التدريس لفترة تمتد إلى أكثر من سبعين عاماً حيث امتاز بحثه بالمنهج العلمي المتميز وأسلوبه الخاص في البحث والتدريس.
واختير السيد الخوئي(قدس)مرجعا اعلى للطائفة الشيعة بعد وفاة المرجع الاعلى الامام السيد محسن الحكيم(قدس) عام1970
كان مرجعنا السيد الخوئي (قدس) يطرح في أبحاثه الفقهية والأصولية العليا موضوعاً، ويجمع كل ما قيل من الأدلة حوله، ثم يناقشها دليلاً دليلاً، وما أن يوشك الطالب على الوصول الى قناعة خاصة، حتى يعود الامام فيقيم الأدلة القطعية المتقنة على قوة بعض من تلك الأدلة وقدرتها على الاستنباط، فيخرج بالنتيجة التي يرتضيها، وقد سلك معه الطالب مسالك بعيدة الغور في الاستدلال والبحث، كما هو شأنه في تأليفاته القيمة، بما يجد المطالع فيها من تسلسل للأفكار وبيان جميل مع الدقة في التحقيق والبحث.
لقد تتلمذ بين يدي سماحته (قدس) عدد كبير من أفاضل العلماء المنتشرين في المراكز والحوزات العلمية الدينية الشيعية في أنحاء العالم، والذين يعدون من أبرز المجتهدين من بعده حتى لقب بـ "أستاذ العلماء والمجتهدين"
لقد استطاع الامام الخوئي (قدس) من المحافظة على وجود واستمرار استقلالية الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ومواجهة جميع الضغوط الشديدة التي تعرضت لهامن قبل الانظمة الحاكمة وخصوصا النظام البعثي المقبور.
وقد تمكن السيد الخوئي (قدس) من تاسيس الكثير من المؤسسات الخيرية في الكثير من دول العالـم، التي أخذت على عاتقها نشر الثقافة الإسلامية، والاهتمام بتوفير الأجواء الإسلامية للمسلمين في تلك البلاد.
كما شارك الامام الخوئي (قدس) في دعم الانتفاضة الشعبانية التي حدثت في العراق سنة 1411هـ، واعتقلته السلطات البعثية بعد إخماد الانتفاضة واطلق سراحه بعد ذلك وبقي تحت الاقامة الجبرية حتى توفي(قدس سره) عصر يوم السبت 8 صفر 1413هـ الموافق 8 آب 1992 ميلادية، و منعت السلطات الحاكمة أن يُقام له تشييع عام، وأجبرت أهله على دفنه ليلاً، فدفن في مقبرته الخاصة في جامع الخضراء في النجف الأشرف.
وقد ابّنه المرجع الاعلى السيد السيستاني (دام ظله) بقوله :«كان أعلى اللّه مقامه، نموذج السلف الصالح، بعبقريته الفذّة، ومواهبه الكثيرة، وملكاته الشريفة، التي أهلته لأن يعدّ في الطليعة من علماء الإمامية، الذين كرسوا حياتهم لنصرة الدين والمذهب).
رحم الله استاذنا ومرجعنا واعلى الله مقامه في عليين وحشره مع اجداده الطاهرين
https://telegram.me/buratha