عندما دخل “الدواعش” الى محافظتى نينوى وصلاح الدين ، واقترابوا من بغداد ، في حزيران / يونيو عام 2014 ، اصدر المتحدث باسمهم أبو محمد العدناني تسجيلا صوتيا ، دعا فيه “الدواعش” الى مواصلة “الزحف” نحو بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف ، متوعدا اهلها بالويل والثبور وعظائم الامور.
الغزو الداعشي للموصل وصلاح الدين ، ما كان ليقع حينها لولا وجود “دواعش السياسة” من الذين تسللوا بغطاء امريكي الى العملية السياسية في العراق ، ومهدوا وخلال سنوات ، الارضية ل“دواعش القتل” من البعثيين وايتام صدام ، لتنفيذ مخططهم باحتلال غرب العراق ، وهذا التواطؤ بين جناحي “الدواعش” ، هو الذي دفع العدناني الى ان يتجرأ ويهدد بغزو بغداد وكربلاء والنجف ، التي كانت من اهم اهداف الغزو “الداعشي” للعراق ، كما كشف عن ذلك العدناني في تسجيله الصوتي.
العدناني خاطب “الدواعش” في ذلك التسجيل الصوتي قائلا: “واصلوا زحفكم فانه ما حمي الوطيس بعد، فلن يحمى الا في بغداد وكربلاء والنجف فتحزموا وتجهزوا” .. “شمروا عن ساعد الجد ولا تتنازلوا عن شبر حررتموه ، وازحفوا الى بغداد ، فلنا فيها تصفية حساب ، صبحوهم على اسوارها لا تدعوهم يلتقطوا الانفاس” .. “حقا ان بيننا تصفية للحساب .. حساب ثقيل طويل، ولكن تصفية الحساب لن تكون في سامراء او بغداد، وانما في كربلاء والنجف وانتظروا انا معكم منتظرون“.
كان واضحا من خطاب ابو محمد العدناني ، ان هدف “الدواعش” ، لم يكن الموصل ولا تكريت ، بل ولا حتى سامراء او بغداد ، فهم كانوا عاقدين العزم على غزو كربلاء المقدسة والنجف الاشرف ، كما فعل اسلافهم من جيوش الوهابية السعودية من قبل ، ف“الدواعش” كانوا واثقين من انه ليس هناك من مانع يحول بينهم وبين تحقيق هدفهم هذا ، بعد انهيار الجيش العراقي في الموصل وصلاح الدين.
الامر الذي فاجأ “الدواعش” وافشل خططهم وأقبر اُمنيتهم ، كان وعي وحكمة المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد السيستاني ، الذي اصدر فتواه التاريخية بالجهاد الكفائي ضد “الدواعش” دفاعا عن المقدسات والاعراض ، فخرج الشعب العراقي من اقصاه الى اقصاه ، ملبيا فتوى سماحته ، وتطوع العراقيون بالملايين ، في قوات الحشد الشعبي ، وهي قوات لم تقبر امنية “الدواعش”فحسب ، بل اقبرت “الدواعش” انفسهم.
من بين الذين تم قبرهم من “الدواعش“هذه الايام ، كان صاحب التهديد بغزو كربلاء والنجف ، الارهابي ابو محمد العدناني ، واسمه الحقيقي طه صبحي فلاحة ، في منطقة حلب بسوريا ، وقُبرت معه امنيته ، وذاق قبل ان يهلك طعم الهزيمة على يد ابطال الحشد الشعبي في العراق الذين يتسابقون فيما بينهم لمطاردة الدواعش وتطهير ارض العراق من رجسهم.
شفقنا
https://telegram.me/buratha