أحيت مؤسسة الامام علي (ع) في لندن ذكرى شهادة الإمام الباقر (ع) ومسلم بن عقيل (رضوان الله عليه)، وذلك بحضور ممثل المرجعية العليا السيد مرتضى الكشميري وثلة من رجال الدين وأبناء الجالية المسلمة.
وقد ابتدأ البرنامج بصلاتي المغرب والعشاء وبعدهما تليت ايات من الذكر الحكيم اعقبته كلمة توجيهية لفضيلة الدكتور الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق والتي تحدث فيها عن مقام اهل البيت (ع) ودورهم في نشر الوعي والثقافة المحمدية وحرصهم الشديد على وحدة المسلمين التي احوج ما نكون لها اليوم لارتفاع الاصوات المنكرة من هنا وهناك والتي يراد بها ضرب الوحدة الاسلامية بنشر الطائفية والتحريض، في حين يحاول الرجال المخلصون من العلماء وغيرهم صدها ومحاربتها وبث روح المحبة والتسامح بين المسلمين.
كما اشار فضيلته الى ان دور الائمة (ع) لم يكن منصبا على الاهتمام بالمسلمين فحسب، بل تعداه الى غيرهم من الاديان، واستشهد بقول الامام علي (ع) لمالك الاشتر “الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق”؛ وقد حرص الامام (ع) على تطبيق هذا المبدأ بنفسه في القضية التي ذكرها المؤرخون حينا مر ببعض ازقة الكوفة فوجد متسولا نصرانيا فهزه هذا المنظر، مما دعاه الى تعيين راتب له من بيت مال المسلمين واستحدث على اثره بعض الصناديق ومنها صندوق الضمان الاجتماعي الذي يتكفل برعاية مثل هذه الحالات وغيرها، حتى اصبحت اليوم منهجا لكثير من الدول المتقدمة، وما رعاية الدول الغربية للاجئين وغيرهم الا نماذج من هذا المنهج.
كما اكد على ان هدف ائمة اهل البيت (ع) من الحكم لم تكن السلطة والسيطرة بل الغرض هو الحث على الالتزام بنواميس الاسلام وتطبيق احكامه ورعاية حقوق المحتاجين والمستضعفين، وبهذا صرح الامام علي (ع) في قوله “اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ وَلَا الْتِمَاسَ شَيْءٍ مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ وَلَكِنْ لِنَرِدَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ ويأمن الظلومون من عبادك في بلادك وتقام المعطلة من حدودك..”.
مضيفا إن من هذا النص وغيره يتضح لنا ان الائمة لم يكونوا طلاب السلطة ولا حكم وان وصلت اليهم فيعتبرونها تكليفا لا تشريفا، خلافا لما نراه من طريقة حكام الدنيا وامرائها، فالبعض منهم يراها ملكا عضوضا لهم يتوارثونه واحدا بعد واحد، وبين هذا وذاك ضاعت حقوق العباد ونهبت البلاد.
https://telegram.me/buratha