قال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة: "إن لنهضة الإمام الحسين عليه السلام جانبين: فكري عقدي ايدلوجي ومأساوي تراجيدي، كما السيد المسيح عليه السلام، وإن داعش لا يمثل الإسلام.
جاء ذلك لدى استقباله، أمس الاثنين، الأستاذ (بناشتبلر) أحد المستبصرين من ألمانيا، والأستاذة (سلمى كريم) من المغرب، وأوضح الشيخ عبد المهدي الكربلائي أن "الإمام الحسين عليه السلام قد ضحى من أجل المبدأ والعقيدة بنفسه وعياله وخيرة أصحابه ممن وفى ببيعته وثبت معه في الميدان".
وتابع: "وكل هؤلاء الأحبة قتلوا أمام عينه وبلغ الشر بالطرف الآخر إلى درجة أن يقتل الطفل الرضيع الذي عمره ستة أشهر. هذا الطفل ذبحوه أيضاً، وبعد مقتل الحسين عليه السلام، سبيت نساؤه.. سبي النساء لا يقل عن جريمة القتل وحشية".
وبين: إن "النساء وخاصة بنات الأنبياء ينبغي أن يتم تكريمهن، لا أن يسبين ويؤذين ويحملن على الجمال ثم السير بهن لمسافات طويلة والعرض امام الناس.تخيل لو أن زوجتك، أمك، أختك..توضع في سيارة ويطاف بهافي الأسواق والشوارع والأزقة وبين الناس.ليتصور كل واحد منا كم هي عظيمة هذه الجريمة؟!".
ولفت إلى أنه: "علينا اليوم أن نحافظ على مبادئ الإمام الحسين عليه السلام ونستذكر تضحياته في سبيل الدين ونحيي عاشوراء من جانبين: الأول التفاعل مع مأساته وبيان ظلامته وهو أمر مهم. والثاني هو جانب المبادئ وإذكاء جذوتها في النفوس وبقاؤها في الأجيال".
وفي سياق الربط بين ما جرى في التاريخ وما يجري الآن على الساحة العراقية قال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة: إن "هؤلاء الدواعشالمجرمين بكل معنى الكلمة من وقف اليوم بوجههم وتصدى لإجرامهم؟! واجههم محبو الحسين عليه السلام. نعم هؤلاء الموالون المؤمنون تصدوا للإرهاب نتيجة تفاعلهم مع الحسين عليه السلام من الناحيتين:المبدأية الفكرية والمأساويةالشعائرية. فترى الرجل البسيط الفقير الحال منهم يترك عائلته وأبناءه لا يجدون لقمة العيش ويذهب ليقاتل دفاعا عن الوطن وعن المقدسات".
وأضاف الكربلائي: "وأمثال هؤلاء الفقراء عشرات الآلاف وأحدهم رجل من مدينة الحلة قدم أبناءه الخمسة شهداءً، وهناك من يلتحق بالمعركة ليقاتل عشرة أيام ثم يعود عشرة أيام أخرى ليعمل على توفير لقمة العيش لعائلته ثم يعود للقتال وهكذا" مؤكدا: "إن هذه الروح وهذا الإصرار على التضحية في سبيل المبادئ جاءت من المجالس التي تقام لإحياء ذكرى الإمام الحسين عليه السلام".
وفي معرض الإجابة عن سؤال (بن اشتبلر)حول التكليف الخاص بالمثقفين والمتشيعين الغربيين إزاء ما يجري الآن في العراق قال الكربلائي: "عليكم أن توضحوا الصورة للناس هناك، بأن ما يجري في العراق ليس كما يحاول البعض تصويره على أنه صراع طائفي وقتال شيعي سني، وإنما هي حرب على الإرهاب الذي يطال الجميع بلا استثناء ويستهدف السنة والشيعة كليهما، فداعش يقتل كل من يخالفه بغض النظر عن لونه وجنسه وطائفته وديانته ومنطقته. بينوا للناس أن داعش لا يمت بصلة إلى أي دين فضلا عن الإسلام".
يشار إلى أن العشرات من المثقفين والكتاب والإعلاميين العرب والأجانب يتوافدون مع كل مناسبة دينية على مدينة كربلاء لزيارة العتبة الحسينية المقدسة والاطلاع على مجريات الأحداث في العراق والتعرف عن كثب على عقائد الشيعة ومناسباتهم وشعائرهمالدينية.
https://telegram.me/buratha