يوافق 17 من شهر صفر المظفر ذكرى استشهاد الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع)، فبهذه المناسبة الأليمة نذكر بعض أخباره عليه السلام:
روى محمد بن الحسن الصفّار عن يعقوب بن يزيد عن أيوب بن نوح، قلت للإمام الرضا علیه السلام: إنّا نرجو أن تكون صاحب هذا الأمر، وأن يُسديه الله ُ إليكَ من غير سيف، فقد بويع لكَ وضُربت الدراهم باسمكَ، فقال علیه السلام:
ما منّا أحدٌ اختلفت إليه الكتب، وسَئل عن المسائل، وأشارت إليه الأصابعُ وحملت إليه الأموال إلا اُغتيل أو مات على فراشهِ حتى يبعث الله عز وجل بهذا الأمر رجلاً خفي المولد والمنشأ غير خفيّ في نسبهِ [1].
وروى علي بن إبراهيم عن أبيه عن الريّان بن الصلت، قلت للإمام الرضا علیه السلام: أنت صاحب هذا الأمر ؟ فقال: نعم أنا صاحبُهُ، ولكنّي لست بالذي أملأها قسطاً وعدلا، فإنه يظهر في سن الشيوخ ومنظر الشُبّان [2] ويقصد بذلك الإمام المهدي (عج)، وكذلك حينما سئل علیه السلام عن القائم من آل البيت عليهم السلام فقال علیه السلام:
هو الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماء، يطَهّر الله ُ به الأرض من كل جور ويقدّسها من كلّ ظلم، وهو صاحب الغيبة، فإذا أشرقت الأرض بنوره، وضع ميزان العدل بين الناس، وهو الذي يُنادي به منادٍ يسمعه جميع أهل الأرض:
ألا أن حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإنّ الحقّ معه وفيه وهو قول الله فيه ( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)[3].
وعن أبي الصلت الهروي قال: لما أنشد دعبل الخزاعي قصيدته التائيه الرائعه فيقول دعبل: لمّا أنشدتها للإمام الرضا علیه السلام وانتهيت إلى قولي:
خروجُ إمام لا محالــة خارج ٍ يقـوم علـى اسم اللهِ والبـركاتِ
يمـيّز فينـا كل حـقّ وباطـل ويجزي على النعماء والنقماتِ
يقول دعبل: فبكى الإمام الرضا علیه السلام بكاءاً شديداً وقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري مَن هو هذا الإمام وحتى يقوم؟
قلت لـه: لا يا مولاي. فقال علیه السلام: يا دعبل الإمام من بعدي إبني محمد وبعده ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه القائم المنتظر في غيبته المُطاع في ظهوره، ولو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا [4].
وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبي الصلت الهروي قال: كان الإمام الرضا علیه السلام يكلّم الناس بلغاتهم، وكان والله أفصح الناس لساناً، وأعلمهم بكل لسان ولغة.
ويقول الهروي: قلت لـه يا مولاي إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها فقال علیه السلام: يا أبا الصلت، أنا حجّة ُ الله على خلقه، وما كان الله ليتخذ حجّة ً على قوم وهو لا يعرف لغتهم. أو ما بلغكَ قول جدّي أمير المؤمنين علیه السلام: أوتينا فصل الخطاب. وهو فصل الخطاب إلا معرفة اللغات.
وروى الحسن بن علي بن فضال عنه علیه السلام: أنّه قال له رجل من أهل خراسان: إنّي رأيت جدّك رسول الله (ص) في المنام، وقال لي(ص): كيف أنتم اذا دُفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي وغُيبَ في ثراكم نجمي، فقال الإمام الرضا علیه السلام: إني أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيّكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني، وهو يعرف ما أوجب الله تعالى من حقي وطاعتي، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومَنْ كُنّا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين[5].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ـ ج5 ص361 / كمال الدين وص269 كفاية الأثر.
[2] ـ ج2 ص240 / اعلام الورى.
[3] ـ سورة الشعراء، آية: 4.
[4] ـ ج2 ص265 / أعلام الورى، للطبرسي.
[5] ـ ج2 ص71 / أعلام الورى، للطبرسي.
https://telegram.me/buratha