خاطب المرجع الديني الكبير سماحة السيد محمد سعيد الحكيم ( مدّ ظله) الجموع المليونية المحتشدة في طريق الأحرار (نجف – كربلاء) والمتجهة صوب مدينة كربلاء المقدسة لأداء مراسم زيارة الأربعين لعام 1438 هـ ، بقوله “نفخر ونعتز بالمشاركين والمساهمين بهذه المسيرة (مسيرة الأربعين) التي تفضل سبحانه وتعالى بها على المؤمنين، بتوحيد كلمتهم وجمع شملهم وألغى الفوارق الاجتماعية والطبقية والمادية والعرقية والقومية فيما بينهم، ولم يبقى شيئا يجمعهم سوى الإيمان والولاء لأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين”.
مذكرا المؤمنين بالزيارة المأثورة لأبي عبد الله الحسين عليه السلام ” لَبَّيْكَ دَاعِيَ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغَاثَتِكَ وَ لِسَانِي عِنْدَ اسْتِنْصَارِكَ فَقَدْ أَجَابَكَ قَلْبِي وَ سَمْعِي وَ بَصَرِي سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا …”، فهذا التجمع يجمع المؤمنين من شرق الأرض وغربها من أجل ان ترى هذه الفئة تلك الفئة، ليتآزروا ويتعارفوا وحتى يعرف احدهم الآخر وما عند البعض الآخر من الشيء الحسن، ومن اجل التأكيد على الجانب الولائي والارتباط بالله سبحانه تعالى وبالنبي وبأهل بيته الكرام (عليهم السلام) وتذكيرهم دائما بالإيمان”.
مبينا سماحته بان هذه الأجواء الإيمانية بأنها ” مدرسة امدها شهر تقريبا، تنعكس على المشاركين فيها والذين يشاهدونها عبر الفضائيات بالمعاني السامية بان تكون مذكرة ومنبهة لهم بهذه النعمة التي يجب شكر الله سبحانه تعالى عليها، مستشهدا سماحته(مدّ ظله) بالآيات المشددة على ذلك بقوله تعالى ((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ثم قال تعالى وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين))، موضحاً (مدّ ظله) ان الله يهيئ أسباب للذكر وللتذكير وللتنبيه والإرشاد ورفع الغفلة عن الناس، فهذه النعمة لا تعوض ويجب أن نشكره تعالى عليها ولكي لا يسلبها عنا مرة أخرى”.
داعيا سماحة المرجع الديني الكبير (مدّ ظله) على المؤمنين المشاركين بالمسيرة وعموم الناس الآخرين إلى التوكل على الله تعالى والتوجه اليه والتأكيد على رعايته والخوف منه والرجاء منه، فالقرآن والرسول الأعظم والأئمة عليهم السلام يؤكدون على ذلك في قولهم وسيرتهم، وكان خواصهم وأصحابهم كذلك يسيرون على هذا النهج والذين أوصلوا مكارم الأخلاق لنا، فعلينا الاستفادة من ذلك، وان يكون لهذه المدرسة الأثر الواضح ليس موقتا وإنما يجب ان تنعكس هذه المسيرة وفوائدها في تعاملنا اليومي وعلى مدار العام، وان تكون هذه المناسبة فقط لتذكيرنا بذلك النهج القويم الذي خطها المعصومين عليهم السلام بدمائهم الزكية ومهجهم، وان لا ننسى هذه النعمة(التذكير) وان لا نغفل عنها ، مستشهدا بالآية الكريمة ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ))،
داعيا سماحته (مدّ ظله) في ختام خطابه للمؤمنين بان يتقبل الله تعالى أعمالهم ويصلح أحوالهم بأحسن حال وان يؤلف بين قلوبهم ويوحد كلمتهم وان تلغى كل الفوارق وان يحترم احدنا الآخر وجهة النظر الذي يحملها وان لا يهاجم احدنا الاخر وان نكون متحدين وغير منشقين ((وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) والعاقبة للتقوى وحسن المآب.
https://telegram.me/buratha