بقلم:سامي جواد كاظم
هيبة الازهر قبل سنوات حسني مبارك سيما الاخيرة كانت اكثر احتراما وتقديرا من قبل كل المؤسسات الدينية، ولكن على ما يبدو ان الوهابية استطاعت ان تخترقها من خلال اساليبها المعروفة ونستدل بها بالمنطق وليس الدليل المادي بالرغم من ان هنالك مشايخ ازهرية ذكرت ارقام كبيرة من الاموال التي تدفعها الوهابية لمن يسير في ركبها من مشايخ الازهر.
تياران في الازهر يصولان ويجولان تيار الخطاب الازهري المعتدل وتيار الخطاب الوهابي الازهري العميل، ولو قرانا طروحاتهم من خلال مواقعهم او لقاءاتهم بوسائل الاعلام يتضح لنا جليا من هم اصحاب الخطاب المعتدل ومن هم اصحاب خطاب اخوان الوهابية.
واما شيخ الازهر فانه يتقلب حسب الظرف تارة مع هؤلاء واخرى مع اولئك، ففي الوقت الذي حضر مؤتمر غروزني وبارك به والقى بيانه الختامي وهو يعلم ما اقر هذا المؤتمر يعود بعد شهور ليستنكر المؤتمر وكانه يقول لقد استغفلت، ومرة اخرى يثني على الشيعة ويعود بعدها ليصرح ما يتفق والهوى الوهابي.
واما الازهريون فالبعض منهم يظهر من خلال البرامج التلفزيونية لاسيما تلك التي يديرها وائل الابراشي فيدلون بتصريحات تضحك الثكلى ولا اساس لها علمي بل نستغرب من ما يحملوه من شهادات ومناصب على سبيل المثال الدكتور عبد المنعم الذي ليس لديه الا تفاهات يرددها جهلة الوهابية ولا اساس لها بالكتب المعتبرة الامامية ومنها مثلا ان من عقائد الشيعة سب ابي بكر وعمر وعائشة، فلو كان مطلعا على تاريخهم لوجد ما يدعيه بحق الشيعة في كتبهم، اضف الى ذلك قوله ان مصر سنية فانه يؤكد على طائفيته وركاكة افكاره بحيث انها تهتز من اي معتقد امامي.
ومن التاريخ اتهم احمد امين المصري في كتابه ضحى الاسلام الشيعة اتهامات ما لها من مصادر موثقة، واثناء زيارته للنجف وبعد الترحيب والضيافة وانتهاء زيارته ساله احد علماء النجف عن مصدر ما ذكر في كتابه فاعتذر وقال قيل لي.
فانت يا دكتور عبد المنعم تحقق مما تقول وتاكد من المصادر.
ويخرج عباس شومان ليصرح بعدم ممانعته لو تسلمت امراة مشيخة الازهر.
بينما على الجانب الاخر تجد من المشايخ ما يعجبك قوله ومنهم مثلا الدكتور احمد كريمة صاحب الخطاب المعتدل والشيخ علي جمعة والشيخ نادي البدري والشيخ مصطفى سعفان الذين فيهم تتجسد الخطابات الاسلامية التي توحد المسلمين.
واخر ما لفت انتباهي ما قامت به كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "قراءة فى الفكر التكفيرى"، حاضر فيها الدكتور جمال فاروق، عميد الكلية، والدكتور حمد الله الصفتى عضو رابطة خريجى الأزهر، والدكتور محمد عبد الله فهمى المدرس بالكلية، في هذه الندوة شخصوا الفكر التكفيري ومنابعه واصوله ودعاته تشخيصا سليما ودقيقا واكدوا جملة وتفصيلا ما جاء بمؤتمر غروزني الرائع.
واما الشيخ ميزو فانه يتقلب على ثلاث جهات تارة علماني وتارة سلفي وتارة معتدل ولا وجهة ثابتة له حتى يمكن مناقشته فانه قريب جدا من التهريج.
مشيخة الازهر بحاجة الى غربلة والعودة الى الماضي التليد الذي يجمع المسلمين
https://telegram.me/buratha