للإجابة على هذا التساؤل يجب توضيح ان الانسان يتشكل من ثلاث اجزاء، جزء منه فكر وما يصل فيه الى نتائج، والجزء الثاني هو الارادة والاعمال ، فيلاحظ في كثير من الاحيان ان ارادة واعمال الانسان تخالف ما يفكر به كما في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
وعليه من الذي يستطيع ان ينظم العلاقة بين الفكر وبين الارادة؟ حيث من الواضح ان هذه هي مشكلة الانبياء الكبرى بل مشكلة الهداية الربانية في عملية الانسجام ما بين الفكر والارادة، فالذي يربط ما بين الاثنين هو الجزء الثالث من الانسان وهو العاطفة والاحاسيس، فكلما تعمق الانسان بالحب والولاء اصبحت ارادته طوع فكره ، لذلك من يوالي هو بعد ذلك من سيصوغ الافعال، نلاحظ كل الزيارات تنحى منحى ايجاد شعور بالولاء وشعور بالبراءة ، لذا في قصة الامام الحسين عليه السلام ، حيث يُحمّل هذا الشعور بمشاعر الغضب والحب وبحجم المظلومية الشديدة للمُخاطَب ، لتربية العاطفة وزيادة زخمها وتشذيبها وتوجيهها ، وهي من اهم العوامل المطلوبة في عملية التغيير الذاتي والاجتماعي.
سماحة الشيخ جلال الدين الصغير
مقتطف من محاضرة براثا (الشعائر الحسينية وواجبات الانتظار المهدوي)
https://telegram.me/buratha