الصفحة الإسلامية

هل كانت الكوفة شيعية إبان معركة الطف؟!


قاسم العجرش

بدأً لابد من القول أنه إذا بلغ المجتمع حالة اختلط فيها الحق بالباطل وصور له الباطل في صورة الحق، فما الذي تنتجه هذه الحالة؟

إن حضور الامة ونصرتها شرطان اساسيان للإنتصار على الباطل، وهما اللذان غابا في صحراء كربلاء، فالإمامة حضرت يوم عاشوراء في أرض كربلاء بكل ثقلها، ولقد جاء الحسين الى كربلاء بكل ثقله، اهله ونسائه واصحابه واطفاله وارسل الرسل والكتب الى من يتوقع منه ان يكون في موقع المناصرة..

 حضرت الامامة بكل ثقلها في الساحة، فمن الذي غاب عنها؟

كان الغائب هم الذين كان لابد لهم ان ينصروا الامامة، ولذلك بقي الامام الحسين فريدا يوم عاشوراء ينادي: هل من ناصر ينصرنا؟

ما تقدم نعده مدخلا صحيحا لما نحاول به مقاربة ما كتبه السيد صلاح شبر في مقالته الموسومة (هل كانت الكوفة شيعية أيام مقتل الإمام الحسين..؟ ) الجذور الأجتماعية لمجتمع الكوفة إبان واقعة الطف، كمدخل للإجابة عن سؤاله الآنف، الذي تحول الى مقالة حاول فيها أن يخلص الى نتيجة مؤداها؛ أن " معارضتهم تلك لم تنطلق من السبب الديني الإيديولوجي, وإنما من رغبة الكوفة بالاستقلال عن الشام" .

وكمحاولة تبين صحة ما توصل اليه السيد شبر من عدمه ، نبحث في هذا الجذر الذي أتخذه موئلا لإفتراضه، ثم سنتوصل الى صحة الفرضية من عدمها.

أنشأت الكوفة سنة 17 للهجرة لتكون قاعدة ومعسكراً للجيش الإسلامي، وأصبحت معسكرا تدريبيا لجند الفتوحات الإسلامية. وكان الكوفيين يشار اليهم على أنهم جنود الجيوش الفاتحة، وبمساعدتهم فتحت فارس والروم.

في بداية التمصير سكن الكوفة عدة قبائل هي:كنانة وحلفاؤهم. قضاعة وغسان، وبجيلة، وخثعم، وكندة، وحضرموت. وكانت السيادة في هذا الحي لعشيرتين: بجيلة تحت إمرة جرير بن عبد الله البجلي، وكندة تحت إمرة الأشعث بن قيس. ثم مذحج، وحِميـَر، وهمدان وهي قبائل يمانية. وتميم و أسد، وغطفان، ومحارب، ونميـر، من بكر بن وائل، وتغلب ومعظمهم من ربيعة. واياد، وعك، وعبد القيس، والحمراء.وطي.

وقيل ان الحمراء كانوا حلفاء عبد القيس، وهم أربعة آلاف جندي من الفرس تحت أمرة قائد يلقب بـ (ديلم).

وقد عرفوا باسم (حمر الديلم). ويعتقد بانهم كانوا من شراذم جيش الفرس الذين التجئوا إلى سعد بن ابي وقاص بعد معركة القادسية، وتحالفوا مع عبد القيس.وكان لهم دور في مقاتلة الحسين (ع) في كربلاء.

غير ان سجل المعركة لا يظهر اسماءً فارسية لقادة. ويمكن إرجاع ذلك إلى أحد احتمالين.

الأول: أن يكونوا جنوداً عاديين لم يكن لهم دور قيادي.

الثاني: أنهم قد أبدلوا أسماءهم إلى أسماء عربية من أجل الاندماج في مجتمع الكوفة، وهو إحتمال أضعف من الذي سبقه، لأن عهد الناس بالإسلام حديث.

نشير الى أنه في عهد الإمام علي (ع) (36-40 للهجرة) تغير تقسيم الكوفة، واصبح على الترتيب التالي:

1- همدان، وحمير.

2- مذحج واشعر، وطي.

3- قيس وعبس، وذبيان وعبد القيس.

4- كندة وحضرموت وقضاعة ومهرة.

5- الأزد، وبجيلة، وخثعم، والأنصار.

6- بكر وتغلب، وبقية بطون ربيعة عدا عبد القيس.

7- قريش وكنانة، وأسد، وتميم وظنـّة.

وبقي الأمر على هذا التقسيم الى أن ولي أمارة الكوفة زياد بن أبيه سنة 50 للهجرة من قبل معاوية،

فتغير التقسيم، واصبحت الكوفة، كشقيقتها البصرة، أربعة أرباع:

الربع الأول: أهل العالية (كنانة وحلفاؤهم).

الربع الثاني: تميم وهمدان.

الربع الثالث: ربيعة وبكر وكندة.

الربع الرابع: مذحج وأسد.

وحاول النظام الجديد دمج قبائل متناحرة مثل: همدان (من أتباع أهل البيت عليهم السلام) مع تميم، تحت أمرة من كانت بنو أمية تراه موالياً لها. ودمج أسد ذو الميول الشيعية مع مذحج. وحرمت القبائل الموالية لأهل البيت من أدنى الإمتيازات.

فكانت قبائل قيس تعاني شظف العيش، بينما كان عطاء قبائل اليمن (مذحج وحمير) جزيلاً. وكان معاوية يعتمد على القبائل اليمانية مثل: عك، والسكاسك، والسكون، وغسان وغيرها. وعلى هذا استقر التقسيم الحربي العسكري في الكوفة , وكان له رؤساء يعرفون برؤساء الأرباع.

وهذا التنظيم هو الذي قاتل الأمام الحسين (ع) في كربلاء.

ومجتمع عسكري كمجتمع الكوفة كانت تحركه عوامل منها:

1- كم الأفواه والإرهاب السياسي، وقد حاول ولاة الكوفة المتعاقبين: الوليد بن عقبة بن ابي معيط، وسعيد بن العاص، وزياد بن سمية، والنعمان بن بشير، وعبيد الله بن زياد

سحق كل شعور موالٍ لأهل البيت (ع). وأجبروا الناس على قبول أجور هي فتات موائد اسيادهم. وحاول عبيد الله بن زياد، والي الكوفة من قبل يزيد، وباستخدام شتى اساليب الإرهاب والإرعاب، تجنيد أهل الكوفة من أجل محاربة الحسين (ع). وقد صدق الفرزدق عندما قال: (قلوبهم معك واسيافهم عليك).

2- زيادة العطاء المالي لشريحة من الناس كان عاملاً من عوامل تغيير الاتجاه الفكري عندهم. وقد استخدم الأمويون ذلك كسياسة كلية في مواجهة اعدائهم. وقد ذكرنا آنفاً انهم كانوا يزيدون في العطاء للقبائل اليمانية في الكوفة، بينما كانوا يحرمون قبائل اخرى من عطائها. وكانوا قد لوحوا مرات عديدة بزيادة عطاء من يحارب الحسين (ع).

3- تأجيج العصبية القبلية بين القبائل العربية، وإثارة إحن الجاهلية واحقادها. ومنها النـزاع حول رياسة كندة وربيعة. فقد كان الأشعث بن قيس الكندي رئيساً عليها. فعزله الإمام علي (ع)، ودفع الرئاسة الى حسان بن مخدوج من ربيعة. فلما بلغ معاوية ذلك أغرى أحد شعراء كندة ليقول شعراً يهيـّج به الأشعث وقومه.

فقام الشاعر بمدح الأشعث وقومه، وهجاء حسان وربيعة.

ولكن قبائل اليمن فطنت الى ما كان يبغيه معاوية، فردت على لسان شرع بن هانئ: (يا أهل اليمن ما يريد صاحبكم إلا أن يفرق بينكم وبين ربيعة)(1).

ومع ذلك بقي الأشعث معادياً لأهل البيت (ع) ومحارباً.

4- ان عشرين سنة من حكم معاوية كان قد أفسد على الناس أذواقهم في معرفة الحلال والحرام، وحرمة الركون الى الظالم، وأمات قلوبهم في مودة ذرية رسول الله (ص).يقول ابن ابي الحديد المعتزلي شارحاً وضع العراق أيام معاوية:

(وكان أشد الناس بلاءً حينئذٍ أهل الكوفة، لكثرة من بها من شيعة علي (ع)، فاستعمل عليهم زياد بن سمية، وضم إليه البصرة. فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي (ع)، فقتلهم تحت كل حجر ومدر، وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسمل العيون، وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم، وشردهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم...

وكتب:... من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم (يعني أهل البيت عليهم السلام) فنكلوا به واهدموا داره.

فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه بالعراق. ولا سيما بالكوفة، حتى أن الرجل من شيعة علي (ع) ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته، فيلقي إليه سراً، ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمن عليه....فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي (ع)، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبق أحدٌ من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه أو طريد في الأرض)(2).

وهذا النص التاريخي يفسر جانباً من جوانب علة خذلان أهل الكوفة للإمام الحسين (ع) سنة 60 للهجرة.

فهم حديثي عهد بمعاوية الذي أذاقهم مرارة التقتيل والتعذيب وقطع الأرزاق.

نشير ايضا الى أنعدد الكتب التي وصلت من الكوفة إلى الإمام الحسين عليه السلام في مكة تدعوه فيها إلى القدوم هي (12000) كتاباً (وفقا لنقل الشيخ المفيد).

وقد بلغ عدد من بايع مسلم بن عقيل في الكوفة (18000) أو (25000)؛ وقيل (40000) شخصاً.

وبلغ عدد جيش الكوفة القادم لقتال الإمام الحسين عليه السلام (33000) شخصاً. وكان عددهم في المرة الأولى 22000.  ولم يكن عدد الموالي في الكوفة ليزيد عن 4000 شخص، لا يحمل السلاح منهم أكثر من عشرهم في اعلى التقديرات، لطبيعة المجتمع الإزدرائية لغير العرب.

الذي يظهر من كلمات المؤرّخين، والنظر في أخبار الرواة، والتأمّل في مجريات الأُمور والحوادث الواقعة: أنّ أهل الكوفة في زمن أمير المؤمنين عليه السلام والحسـنين عليهما السلام لم يكونوا شيعةً لأهل البيت، بل كان الطابع العامّ عليهم حبّ الشيخين واحترامهما والمتابعـة لهما... بل حتّى في القرن الثالث، عصر مشايخ البخاري ومسلم، من أهل الكوفة، الموصوفين بالتشـيّع، فعندما نرجع إلى تراجمهم ونسـبر أحوالهم وأخبارهم، نراهم يحترمون الشيخين، وإنّما كانوا يتكلّمون في عثمان، وبعضهم أو كثير منهم يقدّم عليّـاً على عثمان ويقولون بأفضليّته عليه... وهذا لا ينافي وجود جمع من المحدّثين قيل بتراجمهم «يسـبّ الشـيخين»... لكنّهم كانوا قليلين ويعيشون في تقـيّـة.

لكنّ الذي يعنينا الآن هو معرفة أحوال الكوفة في زمن الإمام عليّ والحسـنين عليهم السلام... فإنّـا لا نشكّ في عدم كون أكثرهم شيعةً بالمعنى الصحيـح...

ومن الشواهد على ذلك: الخبر التالي، عن سلمة بن كهيل، قال:

«جالسـت المسـيّب بن نجبة الفزاري في هذا المسجد عشرين سنة وناس من الشيعة كثير، فما سمعت أحداً منهم يتكلّم في أحد من أصحاب رسـول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم إلاّ بخير، وما كان الكلام إلاّ في عليّ وعثمان»(1).

فإنّ «المسيّب بن نجبة» أحد قادة التوّابين، وعداده في الشيعة، ولكنّ الشيعة الحقيقيّين كانوا أقليّة، ولذا كانوا يعيشون في تقيّة.

بل إنّ أهل الكوفة لم يكونوا مطيعين للإمام أمير المؤمنين في زمانه كوليّ للأمر يجب إطاعته وامتثال أوامره.. كأيّ حاكم آخر من حكّام المسلمين.. حتّى في حكم جزئي...

إنّ الّذين عملوا بحكم عمر بالنافلة في شهر رمضان ولم يسألوه عن وجه هذا الحكم الذي لم تنزل فيه آية في كـتاب الله ولا فيه سُـنّة من رسـول الله... لم يسلّموا للإمام عليه السلام لمّا نهاهم عن تلك الصلاة، بل قاموا معترضين عليه، معلنين مخالفته ينادون: «وا سُـنّة عمراه» مع أنّ نفس الدليل القائم عندهم على وجوب متابعة عمر يدلّ على وجوب متابعة عليّ، وإذا كان عمر من الخلفاء الراشدين، فعليٌّ كذلك، وإذا كانوا بايعوا عمر على السمع والطاعة، فقد بايعوا عليّـاً على ذلك أيضاً...

وهذه واحدة من القضايا... وهي قضية فرعيّة...!!

يقول أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه: «قد عملتِ الولاةُ قبلي أعمالا خالفوا فيها رسولَ الله صلّى الله عليه وآله، متعمّدين لخلافه، ناقضين لعهده، مغيّرين لسُـنّته، ولو حملتُ الناس على تركها وحوّلتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله، لتفرّق عنّي جندي حتّى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الّذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عزّ وجلّ وسُـنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله... إذاً لتفـرّقوا عنّي.

والله، لقد أمرتُ الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلاّ في فريضة، وأعلمتهم أنّ اجتماعهم في النوافل بدعة، فتنادى بعض أهل عسكري ممّن يقاتل معي: يا أهل الإسلام! غُيّرت سُـنّة عمر، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوّعاً، ولقد خفت أنْ يثوروا في ناحية جانب عسكري.

ما لقيتُ من هذه الأُمّة من الفرقة وطاعة أئمّة الضلالة والدعاة إلى النـار؟!»(2).

ويلاحظ: أنّ الإمام عليه السلام يخشى من تفرّق جنده ـ والمفروض أن يكون الجند أطوع للإمام من غيرهم ـ فيما إذا أراد تحويل السنن المبتدعة إلى ما كانت عليه في عهد رسول الله، فكيف لو أراد أنْ يحملهم على مرّ الحقّ؟!

وصريح كلامه عليه السلام قلّة الشـيعة الّذين عرفوا فضله وفرض إمامتـه...

وإذا كان هذا حال القوم مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، فما ظنّك بحالهم مع الإمام السـبط الأكبر... ولا سيّما مع دسائس معاوية فيهم...

أضف إلى ذلك... فرقة الخوارج التي حدثت في أُخريات أيّام أمير المؤمنين عليه السلام، فإنّ هذه الفرقة كانت في ذلك العهد تتحرّك في صالح بني أُميّة وتعمل في خدمتهم، وعلى يدها استشهد الإمام الحسـن عليه السلام.

وسـيأتي الكلام على دورهم في اسـتشهاد الإمام الحسـين عليه السلام.

وعلى الجملة، فإنّ المجتمع الكوفي في ذلك الوقت كان يتكوّن في الأعمّ الأغلب من الفئات التالية:

1 ـ الشــيعة

فلا ريب في وجود جماعة من شخصيات الشـيعة الموالين لأهل البيت عليهم السلام في الكوفـة... من أمثال:

سليمان بن صرد;

المختار بن أبي عبيـد;

حبيب بن مظاهر;

مسلم بن عوسجة;

هاني بن عروة;

والأصبغ بن نباتة...

2 ـ الحـزب الأُموي

وهؤلاء أيضاً كانوا جماعةً من أشراف الكوفة، كالّذين كتبوا إلى يزيد يشكونه في أمر «النعمان بن بشير»، وقد عبَّر عنهم يزيد في كتابه إلى ابن زياد بـ «شـيعتي»، وكالّذين تعاونوا مع ابن زياد في القضاء على مسلم بن عقيـل وأصحابه; فمن رجال الحزب الأُموي في الكوفة:

حصين بن نمير;

محمّـد بن الأشعث بن قيـس;

عزرة بن قيـس;

كـثير بن شهاب;

القعقاع بن شور الذهلي;

خالد بن عرفة;

أبو بردة بن أبي موسى الأشعري;

عبيـد الله بن عبّـاس السلمي;

سمرة بن جندب;

يزيد بن الحارث;

أسماء بن خارجة;

حجّار بن أبجر;

شمر بن ذي الجوشن;

بكر بن حمران الأحمري.

لقد كان هؤلاء وغيرهم حول ابن زياد، وهم الّذين جعلوا يخذّلون الناس عن مسلم عليه السلام، وعلى أيديهم تمّ القضاء عليه وعلى أصحابه، وكان لهم دور في حشد الناس لحرب الإمام عليه السلام، ثمّ خرجوا يقودون الجيوش لحربـه.

وقد كان جماعة من هؤلاء عيوناً ليزيد; كمسلم بن سعيد الحضرمي، وعمارة بن عقبة(3)، وعبيـد الله الحضرمي(4)، ومسلم بن عمرو الباهلي.

وقد جاء أنّ الرجل الأخير ـ مسلم بن عمرو الباهلي ـ قد خاطب مسلم بن عقيل قائلا له: «أنا من عرف الحقّ إذ أنكرته، ونصح لإمامه إذ غشـشـته، وسمع وأطاع إذ عصيته وخالفته»(5).

وفي «تاريخ دمشق» ومختصره: «كان عظيم القدر عند يزيد...»(6).

3 ـ الخوارج

وهؤلاء كانوا كـثرةً أيضاً، وفيهم جماعة من الأشراف; ولذا لمّا خطب ابن زياد في أوّل خطبة له في الكوفة، أمر بأن تُكتب له أسماؤهم، ولعلّ من أشهرهم: «الأشعث بن قيس» و «شبث بن ربعي» و «عمرو بن حريث».

مما تقدم نجد أن الأساس الذي بنى عليه السيد شبر إفتراضه ثم نتيجته، إفتراض هاو، لم يستند إلا على جزء يسير من المعلومات المتوفرة عن الواقع الأجتماعي آنئذ، فجاء مبتورا مكتفيا بفكرة "الإستقلال" عن الشام، دون النظر في الأسس القبلية والإجتماعية والأقتصادية، فضلا عن الأساس الأيدولوجي الذي نفاه تماما.

ثم نجد أنه تمسك بـ (عقدة) عدم ولاء الموالي، متناسيا أن هؤلاء لم يكونوا فئة موحدة الموقف إزاء الأحداث، وأنهم شأنهم شأن القبائل العربية، كانوا مشتتي الموقف،إضافة الى أنهم لم يكونوا فئة سائدة في المجتمع الكوفي، وكانت جل الأعمال التي يتعاطونها هي أعمال الخدمة وغيرها من الأعمال التي يأنف العرب"الأسياد" تعاطيها.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

(1) مختصر تاريخ دمشق 23 / 315 رقم 280.

(2) الكافي 8 / 59 و 62 ـ 63 ح 21.

(3) انظر: الأخبار الطوال: 231.

(4) فهو أحد الّذين شهدوا زوراً على حُجر بن عديّ; راجع الصفحة 97.

(5) تاريخ الطبري 3 / 290، البداية والنهاية 8 / 127; وقد تقـدّم في الصفحة 263; فراجـع!

(6) تاريخ دمشق 58 / 114 رقم 7426، مختصر تاريخ دمشق 24 / 295 رقم 266.

(7) تنقيح المقال 1 / 149، وانظر: بصائر الدرجات: 326 ح 15، الخصال: 644 ح 26، الخرائج والجرائح 1 / 225 ـ 226 ح 70.

(8) تنقيح المقال 2 / 80، وانظر: الإصابة 3 / 376 رقم 3959، معجم رجال الحـديث 10 / 14 رقم 5687.

(9) التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ 4 / 266 ـ 267 رقم 2755.

والحَـرُوريّـة: فرقة من الخوارج تُنسـب إلى «حَـرُوراء» وقيل: «حَـرَوْراء»، وهـو قرية أو موضع بظاهر الكوفة، على ميلين منها، نزل به الخوارج، وكان أوّل اجتماعهم بها.

انظر: معجم البلدان 2 / 283 رقم 3629، لسان العرب 3 / 120 مادّة «حرر».

 

(10) تنقيح المقال 2 / 327، وانظر: أُسد الغابة 3 / 710 رقم 3896، الاسـتيعاب 3 / 1172 رقم 1906، الإصابة 4 / 616 رقم 5812، معجم رجال الحـديث 14 / 92 رقم 8891 و ج 20 / 107 ـ 109.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك