الصفحة الإسلامية

الامام الحسن العسكري (ع).. إشراقة وضاءة لإنقاذ الأمة من أوحال الجاهلية

6288 2017-12-27

 

يعتبر الدين الاسلامي الحنيف شؤون قيادة الأمة من مهام الامامة، ومن هذا المنطلق نجد أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) من الامام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين(ع) وحتى الامام الحسن العسكري(ع) حملوا لواء المعارَضة للسلطات الطاغية والفرعونية الحاكمة، ونادوا بالعمل في كتاب الله عزوجل وسُنَّة النبي(ص). 

كما انهم عليهم السلام اتَّخذوا أساليب مختَلفة لمواجهة الانحرافات التي اجتاحت الأمة الاسلامية وسعوا كثيرا من أجل احياء القيم الحقيقية للاسلام المحمدي الاصيل وقدموا الغالي والنفيس وتحملوا أشق المعاناة كالملاحقة، والسجون، والقتل، والتنكيل والاسر وغيرها من أجل ذلك. 

الامام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام الذي نعيش اليوم الثامن من ربيع الثاني ذكرى ولادته، هو أيضاً وعلى خطى آبائه الكرام عانى ذات المعاناة في طريق ارشاد الامة ومكافحة الظلم والانحراف والعمل على ابقاء الرسالة المحمدية قائمة ما بقي الدهر. 

انفرد عليه السلام دون غيره من الأئمة الهداة من أهل البيت عليهم السلام أجمعين في حمله لعبء اعداد الأمة لعصر الغيبة وامامة ولده الامام المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف في وقت قصير جداً وظروف بالغة الخطورة وقمع دموي للحكام العاباسيين الطغاة آنذاك. 

عاصر الامام الحسن العسكري(ع) فترة حرجة من الصراع مع السلطة العباسية، تميزت بتراخي قبضة الخلافة على السلطة، وتصعيد الضغط والتضييق على الامام المعصوم (ع) وقاعدته الشعبية، لخوفها من تعلق الناس به. لهذا، عاش(ع) تجربةً مريرةً مليئةً بالمعاناة، كانت تهدف الى عزله عن الناس، والحد من أي نشاط قد يقوم به. حيث أن الحياة السياسية للدولة العباسية منذ خلافة المنصور وحتى خلافة المعتمد كانت قائمة على أساس القمع والإرهاب بصورة عامة، وللعلويين بصورة خاصة. 

عاصر الامام الحسن العسكري(ع) مجتمعاً تسوده حياة البذخ واللهو في قصور الخلفاء العباسيين وانصارهم واعوانهم، يقابله في الوقت نفسه مجتمع العلويين وانصارهم حيث تسوده حالات الفقر، والجوع، والمرض، والارهاب، كما هو الحال في الكثير من البلاد الاسلامية اليوم. 

فكان من الطبيعي أن يتصدى الامام الحسن بن علي الهادي(ع) لسياسة السلطة المستبدة والطاغية لحكام بني العباس والتي عمدت خلال حكم سلطة المعتز، والمهتدي، والمعتمد، الى اتباع سياسة التضييق على الامام (ع) ومواجهته. 

وفي ظل تلك الظروف العصيبة كانت هناك مهام أساسية اخرى تنتظر الامام(ع) باعتباره حلقة الوصل بين عصري الحضور والغيبة بكل ما يزخران به من خصائص وسمات، الأمر الذي دفع بسلطة بني العباس الى اتخاذ اجراءات مراوغة تجاه الامام العسكري(ع) تضليلاً للامة حيث اقدموا على تقريب الامام(ع) من البلاط والتظاهر باكرامه في العلن فيما زادوا من المراقبة الشديدة والمستمرة لكل أحوال الامام(ع)، الى جانب الايعاز باتخاذ الصرامة في مواجهة الامام العسكري(ع) إذا تطلّب الأمر ذلك مثل سجنه أو مداهمة بيته أو اغتياله عليه السلام. 

رغم كل تلك المعاناة المريرة بذل الامام العسكري تبعاً لوالده الامام الهادي (عليهما السلام) جهدا مضاعفا لتخفيف اثار اعداد الأمة للغيبة وتذليل عقباتها على مختلف الصعد فكرياً وذهنياً ونفسياً وروحياً وفي وقت قصير جدّاً من امامته القصيرة جداً (ما بين سنة 254الى سنة260للهجرة) حيث اقام نظام الوكلاء اولئك الذين كان قد عيّنهم لشيعته في مختلف مناطق تواجد شيعته. فكانوا حلقة وصل قوية ومناسبة ويشكّلون عاملاً نفسيّاً ليشعر أتباع أهل البيت باستمرار الارتباط بالإمام وإمكان طرح الأسئلة عليه وتلقي الأجوبة منه. فكان هذا الارتباط غير المباشر كافياً لتقليل أثر الصدمة النفسية التي تحدثها الغيبة لشيعة الامام (عليه السلام). 

وهكذا تمّ الاعداد الخاص من قبل الامام الحسن العسكري(ع) للشيعة ليستقبلوا عصر الغيبة بصدر رحب واستعداد يتلاءم مع مقتضيات الايمان بالله عز وجل وبرسوله (ص) وبالأئمة الكرام (ع) وبقضية الامام الموعود (عجل الله تعالى فرجه الشريف) العالمية والتي تشكل الطريق الوحيد لانقاذ المجتمع الانساني من أوحال الجاهلية التي لا يزال يعيشها. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك