قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم " أم حسبتم أن تُتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون "هذه الآية الكريمة حددت ثلاثة دوائر يجب الالتزام بها بالنسبة للمؤمنين، وأي خلل في الالتزام عندئذ سيُشار الى سقوط هذا المؤمن في الاختبار والامتحان، في قوله تعالى "ام حسبتم ان تُتركوا" صحيح بعدها "ولما يعلم" لكن هناك شيء محذوف تقديره ام حسبتم ان تُتركوا ان تقولوا امنا ولما يعلم الله، بمعنى ان عملية الترك التي اشار اليها الله سبحانه وتعالى هي في قبال انه لتكونوا من اهل الايمان يجب ان تلتزموا بهذه الدوائر الثلاثة وأي اخلال في ذلك ستخرجون من هذا المسار، هذه الدوائر اذا اردنا ان نطبقها اجتماعياً على اوضاعنا المعاصرة او بلغتنا المعاصرة نقول هناك مشروع وبرنامج واجندة وهذه الأجندة هي الأصل، وقائد هذا المشروع والأجندة هي الحلقة الثانية، الله سبحانه وتعالى هو الاول الذي ينتمي اليه كل شيء في كل مشروع الهداية الربانية ويجب ان يولى كل شيء في هذا المشروع ضمن عقيدة الانسان المؤمن، ثم الممثل لله سبحانه وتعالى على هذه الارض هو خليفته ولذلك اعقب كلمة لفظ الجلالة او الحلقة الاولى بالحلقة الثانية وهي رسوله، الحديث هنا عن القائد لهذا المشروع في زمن رسول الله صلى الله عليه واله كان الرسول هو القائد وفي زمن الائمة صلوات الله وسلامه عليهم هم تحولوا الى أُولي الامر، وهناك الجماعة المؤمنة التي تمثل الحلقة الثالثة، وهذه الحلقات متصلة ببعضها بمعنى لا يمكن اخذ حلقة من دون بقية الحلقات ولا يوجد هناك مجتمع مؤمن للمشروع الالهي بدون الله سبحانه وتعالى وبدون الرسول الاكرم صلى الله عليه واله ولا هناك مشروع الهي بدون الرسول الذي يبلغ رسالات الله سبحانه وتعالى ويبلغ ما امره الله سبحانه وتعالى بإنباء الناس به وفق ضوابط تعليم الكتاب والحكمة وتزكية الناس، ثم هناك الجماعة المؤمنة وهذه الجماعة التي تتوخى طاعة الله سبحانه وتعالى وتتوخى طاعة الرسول الأعظم، هنا مسألة الطاعة ليست في حدود ضيقة كما في امتثالنا لله سبحانه وتعالى بعدم الكذب وما الى ذلك وانما الطاعة هنا مفهوم كبير جداً ومصاديقه كبيرة جداً في كل اوضاع المجتمع وليس بالضرورة هذا المصداق يكون له نص مباشر، وعلى سبيل المثال اذا اردنا الدخول الى العملية السياسية فان طاعة الله في داخل العملية السياسية يجب ان تُلازمنا داخل هذه العملية كذلك النواهي التي نهانا عنها، فلا يجوز التصرف كيفما اتفق لان طاعة الله تمتد الى كل ما يحياه الانسان في اي ساحة وفي اي مكان و زمان، هنا لكي يكون الموضوع شامل في ذهننا فإن الحديث عن طاعة الله سبحانه وتعالى قُسِّم دوماً في القران الكريم تارة الى قسمين من حيث الاصل وأخرى اُضيف له دائرة ثالثة هي تابعة الى الدائرة الثانية، القران الكريم دائماً يتحدث عن طاعة الله بعنوانه هو صاحب المشروع والرسول بعنوانه المؤتمن على هذا المشروع لكن في قوله تعالى "يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول" يضيف " واولي الامر منكم" وقد توصل الكثير من المفسرين بأن كلمة اولي الامر لا يمكن ان تتحدث عن أُناس عاديين لان طاعة هؤلاء هي كطاعة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالنتيجة حينما نُكلَّف بهذه الطاعة يجب ان تكون جهة اولي الامر معصومة والا لو امرونا بخطأ واتبعناهم لخالفنا الله سبحانه وتعالى وفي نفس الوقت اطعنا الله سبحانه وتعالى لأنه هو الذي امرنا بطاعتهم وبذلك سيكون العبد في عسر شديد، لذلك ما نفهمه من روايات اهل البيت ان طاعة اولي الامر متعلقة حصراً بالمعصوم صلوات الله وسلامه عليه، وما يقال عن اهل الحل والعقد ونخبة المجتمع وكل ما يقال خارج هذه الدائرة لا نؤمن به، ومن يتدبر القران الكريم لا يصل الا لهذه النتيجة في انه يجب ان يكون هؤلاء من اهل العصمة حتى يمكن لنا ان نطيعهم في كل ما يقولون.
* وفق ما ورد ستكون الدائرة الرئيسية الأولى لله سبحانه وتعالى والدائرة الثانية الرسول الاكرم وأُلي الامر جهة تابعة الى الرسول ولكن وُضِعَت طاعتها كطاعة رسول الله، باعتبار ان الله سبحانه وتعالى هو صاحب الدين والرسول هو المؤتمن على هذا الدين ولكن بطبيعة ان الرسول صلوات الله عليه وعلى اله له عمر محدود لذلك جُعِلَ هناك دائرة ثالثة تابعة للرسول وبتنصيص منه، اذن من هنا جاءت مسألة الامامة وتعاقب الائمة صلوات الله عليهم بل وامتداد الامامة الى اخر لحظة من لحظات الدنيا، بحيث ان قوله صلوات الله وسلامه عليه لولا الحجة لساخت الارض باهلها مبني على هذه القضية فالله امرنا بطاعته لكن حدد ولي الامر بعنوانه هو الذي يكون قائد لهذه الاطاعة وهو الذي يكون الاسوة في هذه الاطاعة، ولذلك لا يمكن للمجتمع في اي ناحية وفي اي ساحة وفي اي نشاط لا يمكن له ان يتصرف كيفما اتفق وانما يجب عليه ان يلتزم بمشروع ولي الامر وفي زماننا هذا هو الامام المعصوم صلوات الله وسلامه عليه صاحب العصر والزمان، لذلك حينما نريد ان نتحدث عن عشية الانتظار علينا ان نأتي بهذه الدوائر الثلاثة ونضعها امام اعيننا لتكون هي السبيل للاطمئنان باننا في دائرة حسن العاقبة وباننا في داخل الصراط المستقيم وباننا لم تتفرق بنا السبل، الروايات حدثتنا بمنطق مذهل ومثير ومحفز ومنبه والقدر المتيقن انها اثارت قضية الوليجة بعنوانها احد المخاطر الأساسية التي تواجه الانسان المؤمن المنتظِر لإمام زمانه، بتعبير الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه لابد من فتنة صماء صيلم، بمعنى فتن شديدة جداً تسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى لا يبقى من كان يشق الشعرة بشعرين، ومستوى الامتحان يكون بقدر قوله تعالى "ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم" وفي عشية الظهور تتنامى الامتحانات وان يُبتلى المجتمع بفتنة صماء صيلم هي من اختصاصات المجتمعات التي تقترب من زمن الامام صلوات الله وسلامه عليه، والبغية من هذه الأمور هي تصفية ولاءات الانسان وتأهيله بحيث لا يبقى في داخل قلبه اي ولائج الا للدوائر الثلاثة التي اشار اليها القران الكريم (المشروع وقائد المشروع والحاضنة والقاعدة الاجتماعية التي يقوم بها هذا المشروع)، المؤمنون بعنوانهم الحاضنة والقاعدة والمجتمع الذي يؤهل نفسه لكي يطبق ما جاء في المشروع ولكي يقيم امر المشروع الالهي عند الامام صلوات الله وسلامه عليه من اجل اسقاط كل ظلم وجور ومن اجل تحقيق العدل والقسط في ربوع العالم، هذا الظاهر الدنيوي لمشروع الامام صلوات الله وسلامه عليه على المستوى السياسي والاجتماعي وكل المستويات، وحالة حكم الامام بأن لا يبقى ظالم على وجه الارض وان يعم العدل كل الأرض، سبق ان قلنا ان العدل لا يمكن ان يقيمه مجتمع لا يعرف العدل ولا يمكن لعبد يتحدث عن العدل ومشروع العدالة وهو ليس بعادل او لم يمارس العدل وانما قلبه يجب ان يكون اتجاه احقاق الحق حتى وان كان هذا الحق هو ضد احواله شخصياً، اذن في حديث القران الكريم "ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة" حديث عن صفة ستُخرِج المؤمنين من دائرة الانتماء الى المشروع والى قيادة المشروع، حينما نتحدث عن الولاء للإمام صلوات الله وسلامه عليه لا نتحدث عن العواطف فحسب لان هناك مشروع عند الإمام صلوات الله وسلامه عليه يسعى باتجاهه ونحن مكلفون بتحقيق هذا المشروع بمقدار ما نتمكن وبمقدار ما يتعلق بتكليفنا الشرعي في تلك اللحظة حينها يمكن ان نقول باننا موالين للإمام صلوات الله عليه، اما الولاء مع ارتكاب الحرام او مع نطق او سماع الحرام فهذا الولاء ولاء اسمي لا يتحدث عن الانتماء الصادق والمجسِّد للمشروع الالهي او لمشروع الامام صلوات الله وسلامه عليه، عن الامام صلوات الله وسلامه عليه يقول "لابد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الرابع من ولدي تبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين كأني بهم شر ما يكونون وقد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين"، وعن الامام الباقر صلوات الله وسلامه عليه "إن حديثنا هذا تشمئز منه قلوب الرجال فمن أقر به فزيدوه ومن أنكره فذروه انه لابد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط فيها من كان يشق الشعرة بشعرتين حتى لا يبقى الا نحن وشيعتنا ".
* الخلاصة الاجتماعية للمشروع هي " حتى لا يبقى الا نحن وشيعتنا " لكن قبل هذه الخلاصة والنهاية هناك ابواب ومداخل ومضائق وما الى ذلك سوف يتساقط فيها الناس وسوف يُبتلون بما يخرجهم عن دائرة الايمان، حينما نتحدث عن الوليجة نسأل: أي وليجة يمكن ان تخرجنا من دائرة الايمان ومن دائرة المشروع المهدوي؟ لان الروايات اكدت على حالة الابتلاء والامتحان والغربلة وما الى ذلك فكل هذه المصطلحات وردت في الروايات وتؤكد ان المؤمن سيتعرض الى هذه الحالة حتى لا يبقى حسب التعبير الا نحن وشيعتنا او في تعبير اخر لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يقول حتى يبقى من لا شغل للسوس به، نحن اليوم نعتقد باننا في عشية الظهور الشريف ومن يتصور عدم وجود فتنة لتدينه عليه مراجعة نفسه لان الله سبحانه وتعالى جعل هذا الامر اختبار للإيمان والحديث يبين ان المؤمن في مثل هذه الاوضاع يكون كالقابض على جمرة النار، لذلك المتدين حسب درجته سيُبتلى بلاءً شديداً واذا نجح من هذا البلاء ربما يتأهل الى ان يصل الى المقام العظيم " حتى لا يبقى الا نحن وشيعتنا " هذه الولائج التي نتحدث عنها هي حالة في داخل القلب وليست داخل الفكر ولربما يصاغ منها فكراً او ثقافات لكن الاصل هي حركة في داخل القلب وهذه الحركة اما ان تأتي باتجاه التدين وباتجاه حالة الايمان فيتضاعف في قلب الانسان الولاء لله سبحانه وتعالى والولاء لرسول الله صلى الله عليه واله والولاء للمجتمع المؤمن في التعبير المبسط لأئمتنا صلوات الله وسلامه عليهم "اني سلم لمن سالمكم وعدو لمن عاداكم" وهذه هي خلاصة الوليجة في الجانب الإيماني، بمعنى سلمٌ لكل من والى الله سبحانه وتعالى ورسوله والمؤمنين، في المقابل هناك من اتجه الى غير الله وإن تحدّث عن الله والى غير رسول الله وإن تحدث عن رسول الله والى غير المجتمع الذي امر الله سبحانه وتعالى ورسوله بإنشائه على قيم ومفاهيم ومعايير وافكار هذا الدين وهذا المشروع، السؤال: ما الذي سيحصل لتتعرض قلوبنا لهذه الاهتزازات؟ حينما نقول بانها حركة قلوب فإنها قد تبدو في البداية صغيرة الى درجة دقيقة جداً كدبيب النمل الصغير على الصخرة الصماء ثم ينمو بحيث اذا وصل الانسان الى ارتكاب الموبقات لا يشعر بعمله لهذه الموبقات بل يشعر بعمل يرضى الله سبحانه وتعالى ورسوله كمثل الذين اقاموا الصلاة بعد قتل الامام الحسين صلوات الله عليه، قصتنا مع هذه القلوب تنشأ احياناً بسبب عوامل ذاتية والمشكلة الرئيسية في داخل قلب هذا الانسان اذا لم يقنع بما له واذا لم يتعفف عما ليس له، بمعنى اذا احتاج الانسان فاتجه بحاجته الى ان يخاف من قضية معينة او يهوى قضية معينة التي هي خارج المشروع في ذلك الوقت قلب هذا الانسان سيكون مهدد لأنه سيتبع سبل أخرى، بمعنى يبتدئ الانسان من داخل واقعه الذاتي قبل الدخول الى المجتمع باستحقاقات لنفسه من المنظر العالي او استحقاق الزعامة والوجاهة وكل الانانيات الاخرى التي تستوعب كل علاقاته الاجتماعية وكل نظرته الى المجتمع، في هذه الاثناء يدخل الى المجتمع وهو يحمل هذه الانا التي لم تُقمع حينها سيدخل المجتمع مع مجموعة عُقَد وإن كان صاحب منطق جميل لكن في داخله هناك قلب اسود قلب يريد الزعامة حتى وان كان يطأ على رقاب الناس او التعدي على اموال الناس او على اعراض الناس وما الى ذلك، وكلما توفرت فرصة تُستثمر ليس من اجل المشروع وانما من اجل نمو ورعاية هذه الأنانية الى ان يصبح هذا الانسان قائد عظيم ليقول انا ربكم الأعلى، اذن مشكلة الوليجة هي في هذه الانا فيُفترض ان تتبع الحلقات الثلاثة الله ورسوله والمؤمنين وفي تعبير الامام صلوات الله عليه سلم لمن سالمكم بعكس ذلك سيكون بالاتجاه الاخر الذي يقول انا ربكم الأعلى، بالنتيجة من يحب هذا المُتَسَلِّط لن ينظر الى حقيقة اعماله وانما سينظر الى نتائج الاعمال فاذا سرق السارق وبنى مسجداً بسرقته سيسمى متديناً بينما السرقة محرمة، وبسبب عين الرضا سيكون النظر باتجاه الاشياء التي تُجمِّل هذا الشخص، لذلك يجب اكتشاف اتجاه ذواتنا وانانياتنا وعدم الاستهانة بهذا الامر لأنه عصب القضايا، والاخطر في هذا الموضوع هو ان يترك الانسان انانيته دون تهذيب بل يجب ان تتحول من الأنانية الذاتية الى الأنانية الحضارية وهي دائرة الانتماء بمعنى لا يبقى في دائرة ذاته وانما يخرج الى من يسالم هذا الدين وهذا المشروع، اما منطق انا ربكم الاعلى سيُبقيه حبيس ذاته وسيُجلب كل المجتمع الى هذه الذات، بينما طريقة التهذيب الديني لأئمة اهل البيت صلوات الله عليهم لأصحابهم بأن يأخذوا هذه الانا ليوظفوها في داخل المشروع فيحولوها الى مفردة في داخل المشروع.
* اذن قصة الحب والبغض تبتدئ مع الانانيات او لأي سبب او أخر، لكن هذه الاحوال لو اتجهت الى الحب او البغض بدون شريعة الله سبحانه وتعالى وبدون الرسول صلى الله عليه واله او الضوابط التي اشار اليها الامام صلوات الله وسلامه عليه من دون ذلك عندئذ الحب والبعض سيكون في دائرة البطانات التي تعمل على اعاقة وجود الانسان في المجتمع المتدين، في قوله تعالى "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله" العِبرة ان هذا الولاء الذي نشأ من الأنانية ومن الحب يجب ان يكون مسخّر لله ولرسوله اما اذا دخل في هذه الولاءات شيء ضد الله سبحانه وتعالى وضد رسوله صلى الله عليه واله وضد المشروع عندئذ الولاء الاول مشكوك فيه لا شك والانسان متجه الى النفاق، لذلك علينا ان نراقب انفسنا وولاءاتنا وما الذي يدفعنا لنحب شخص معين؟ فيُفترض ان يكون الحب لهذه الدوائر الثلاثة اما ان نحب من يبغض الدين فهذا امر متناقض، ولو تحدثنا عن امر تطبيقي باعتبار الكثير مبتلى بهذه القضايا انه خلال هذه الفترة المتدينين متوزعين على اتجاهات سياسية واجتماعية متعددة ومتناقضة ومتصارعة ومتنافسة، فلو نظرنا الى هذا المتدين من خلال حالتين: مرة نمس بزعيمه ومرة نمس بدينه مع ملاحظة اتجاه حركة الولاء والغيرة فاذا اتجهت الى الدين فوضعه في سلامة اما اذا اتجهت الى الصراع من اجل الزعيم بعيداً عن دين الناس واحوالهم واعراضهم واموالهم ومصالحهم التي تمثل المجتمع المتدين المؤمن المأمورين بتشكيله فاذا اتجهت بهذا الاتجاه سيكون ولاء غير متدين، هذا المنطق الذي نعبّر عنه بالولائج الخطرة وذلك لوجود دفاعات عن جهة لا تمثل الحق بالضرورة او عواطف ومشاعر لا تنتمي الى الدين لأنها ستخالف القواعد الثلاثة الرئيسية وهي الله سبحانه وتعالى ورسوله وهو القائد وما يمثل هذا القائد على طول الزمن والمجتمع الذي يسير باتجاه المشروع، اما الان مع اقتراب مسألة الانتخابات وباعتبارها قصة مفاضلة رأي على رأي فسيتجه الناس الى نواحي متعددة قد تكون شكلية ومزاجية مع صراع وتشهير وتسقيط وكذب وتوظيف اموال لنصرة شخص لا علاقة له بالوضع الديني وكل غايته هي الحصول على منصب، خطابنا هنا الى الجيوش الالكترونية والى الإعلاميين والى من يتصور نفسه متدين ندعوه الى ان يعرض عمله على الحلال والحرام لان العمل لا يمكن ان يمثل التديُّن، وهذه هي الوليجة التي نتحدث عنها، في داخل الرواية التي اوردناها كأنَّ المتدينين من ناحية التجربة العملية يفقدون كل انواع الولاء لكل بطانة ووليجة اتخذوها سابقاً اذا كانت عشائر او شيوخ عشائر واحزاب وحركات وتجمعات ومنظمات وما الى ذلك، وفي عبارة تسقط كل بطانة ووليجة ما يوحي الى هذه القضية بان المؤمن الخالص سيُسقط كل ولاء لهذه الاتجاهات لان هؤلاء في تجربتهم وفي سلوكهم لم يثبتوا النموذج الذي يمثل الولاء للدوائر الثلاثة التي اشرنا اليها ولعله نفس المُعطى الذي تشير اليه الرواية الشريفة بانه كلهم سيحكمون حتى لا يبقى من يقول لو كان الامر لي لعدلت فالكل في تجربة العدالة سيتساقطون، مرة بسبب اخلاقياتهم وقطعاً هؤلاء خارج الدائرة ومرة بسبب الظروف وبسبب عدم الإعانة الاجتماعية كما حصل مع امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فهو من اعظم العادلين لكنه لم يستطيع تحقيق مشروع العدالة والسبب المجتمع وظرفه السياسي الذي لم يعينه، كذلك في وضعنا فإن المرجعية دعت ونصحت وأشارت ووجهت وما الى ذلك لكن ظروف المجتمع لم تساعد على ان يُطبَّق هذا الكلام، ما نريد ان نقوله اننا نسمع احاديث كثيرة لعلمائنا ومراجعنا وائمتنا تقول راقبوا قلوبكم وانفسكم او ما يعبر عنه الرسول صلى الله عليه واله وسلم حب الدنيا راس كل خطيئة، هذا الحب في داخلنا اذا لم نستأصله فإمكانية الانحراف من اسهل ما يكون ويمكن الانزلاق اذا كانت الفتن بهذا المستوى الذي يشير اليه الامام صلوات الله وسلامه عليه في قوله حتى يسقط من كان يشق الشعرة بشعرتين، عليه نحتاج عناية كبيرة في داخل قلوبنا وفي تربيتنا لأنفسنا لنكون من المرضيين عند الامام صلوات الله وسلامه عليه، والحمد لله أولا واخرا وصلاته وسلامه على رسوله وآله ابدا.
https://telegram.me/buratha