أرسى العباس أبن الامام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهما السلام صرح البطولة والتضحية والفداء والاباء بكل ما لهذه الكلمات من معانِ عندما قدم الغالي والنفيس وجسد مقطع الأوصال بين يدي أخيه الأمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء عام 60 للهجرة النبوية الشريفة، فداءاً لإعلاء كلمة الله عزوجل وترسيخ الحق والحقيقة وإبقاء رايتها ترفرف عالية في ربوع المعمورة .
فقد أضحت مدرسة العباس (ع) والذي يصادف اليوم الرابع من شعبان المعظم ذكرى ميلاده المبارك، منهاجاً وضاءاً ومشعلاً منيراً لدرب المضحين والمقاومين والمنتفضين الأحرار في وجه الطغاة والظالمين والفراعنة وكبح جماحهم ومطامعهم وإجرامهم طيلة القرون الماضية وستبقى شوكة في عيونهم مادامت الدنيا قائمة.
لا بد لنا أن نستذكر كيف أتخذ الأباة والمضحين طول التأريخ من إحياء ذكرى هذه المدرسة الوضاءة والمشرقة منهاجاً في طريق كفاحهم الطويل والمرير مع الطغاة والحكام الديكتاتوريين هنا وهناك وقدموا الغالي والنفيس من أجل حرية الانسان ورفض إستعباده واستحماره.
لقد كان العباس عليه السلام رمز البطولة والتضحية والفداء وقدوة النصر والاقدام والنجدة والولاء ومعجزة الامام علي عليه السلام لنصرة واثبات الحق الحسيني الالهي ، ومجمعاً للفضائل، وملاذاً للخصال الحسنة الشمائل وكان ذا قوة روحية هائلة، وطبيعة بنائه الجسدي تخدم قوته المعنوية والروحية.. فامتزجت فيه قوة الروح وقوة الجسد، وأضيفت إليهما النخوة الهاشمية، والشجاعة الحيدرية، والقوة الالهية، والايمان الحسيني، والأخوة الصادقة ،والطاعة والولاء، والعزة والكرامة، والحرية والرفعة .. وهو أبن خير القوم وأولهم ايماناً وسيد الوصيين وأشجعهم يقيناً وبصيرة وقوة وأفداهم بنفسه عن رسول الله (ص) أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
وإقتداءً بمدرسة العزة والإباء والتضحية والفداء العباس عليه السلام هرع الشباب المؤمن للدفاع عن مقدسات المسلمين وشرفهم وعزتهم وحياض بلدانهم في مقارعة ومحاربة الارهاب التكفيري الوهابي السعودي العثماني في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، ذلك الذي يعيث في الأرض الفساد ويشق عصى المسلمين وينتهك مقدساتهم وأعراضهم، ويقف بوجه نار حقد وطغيان وإجرام حكام الجاهلية ودعاة حقدهم ومطبلي شهواتهم الدموية في إراقة دماء الأمة، دون ريبة أو خوف يستقبل الشهادة ضاحكاً مبتسماً مقتدياً بسيده ومراده ومولاه العباس بن علي (ع) .
فما أروع الشموخ والسمو والعظمة إذا کانت من صنع الايمان بالخالق المتعال وصاغتها عقيدة السماء ونهج الأنبياء والأوصياء والأئمة المعصومين الهداة وأهل بيتهم الأباة عليهم السلام أجمعين لتبقى شامخة مرفوعة الرأس يشهدها التأريخ ويستشهد بها محققة عزة وكرامة وشموخ البشرية ومحققة رسالة السماء.
https://telegram.me/buratha