لسنا لوحدنا نعتقد ببزوغ شمس الانسانية والعدل والمحبة والسلام الثاني عشر من أنوار الهداية الربانية ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجراً وفساداً وإنحرافاً عن حقيقة الدين القويم دين المحبة والرأفة والمودة والتعايش السلمي، بل أن الاعتقاد بهذا المنقذ والمصلح الكبير لدى البشرية أمر بدأ منذ أن وطأت أقدام أبينا آدم عليه السلام الأرض وحتى رسالة الخاتم من الانبياء والمرسلين الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ليكشف عنه بصراحة ووضوح لا يدع لأدنى شك لدى العقول البشرية إلا من أعمى الله سبحانه وتعالى قلبه قبل بصره حيث اتفق العلماء والرواة والمحدثون أن عدد الآيات النازلة في شأن الامام المهدي (ع) هي (132) آية؛ وهو المشهود اليوم في عالمنا الحاضر بما تقوم به الجماعات التكفيرية والسلفية القاسطة المارقة المنافقة المدعومة ببترودولارات السعودية وأخواتها من أجرام وإراقة للدماء والعبث بالعالم الاسلامي فساداً استمراراً لمسيرة إنحراف وتزييف أصحاب"سقيفة بني ساعدة"، وخدمة لمخطط بني صهيون في الاسلاموفوبيا في سائر البلدان العالمية .
جميع الاديان السماوية والمدارس والطوائف العقائدية متفقة على وجود المنقذ للبشرية من الظلم والأضطهاد في آخر الزمان، كما أعتبرت الطوائف الأسلامية الاخرى ظهور الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذي نعيش هذه الأيام ذكرى مولده المبارك والميمون، من المسلمات العقائدية حيث ملئت كتب الحديث بأخبار ظهوره مما دفع بالمنحرفين الى الاتجاه نحو التشكيك في تأريخ ولادته المباركة وطول عمره الشريف، وهنا يكمن بيت القصيد الذي يعبث فيه المنحرفون لكن الدلائل على صحة تاريخ الولادة الميمونة هذا رغم انه جاء في كبار كتب العامة قبل الخاصة حتى تجاوز عدد كبار علماء المسلمين من السنة الذين أتفقوا على ذلك بأكثر من 125 عالماً مؤرخاً وراويا .
الايمان بفكرة انتظار قدوم منجي البشرية ومنقذها هو من أكثر وأشد الأفكار انتشاراً بين بني الانسان كافة لأنه یستند الى فطرة التطلع للكمال بأشمل صوره، أي أنها تعبّر عن حاجة فطرية، ولذلك فتحققها حتمي; لأن الفطرة لا تطلب ماهو غير موجود كما هو معلوم. حيث يقول الفيلسوف الاسلامي الكبير الشهيد السيد محمد باقر الصدر /قدس سره/: "ليس المهدي (عليه السلام) تجسيداً لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب، بل هو عنوانٌ لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وصياغة لإلهام فطري أدرك الناس من خلاله ـ على تنوع عقائدهم ووسائلهم الى الغيب ـ أن للانسانية يوماً موعوداً على الأرض تحقق فيه رسالات السماء مغزاها الكبير وهدفها النهائي، وتجد فيه المسيرة المكدودة للإنسان على مرِّ التأريخ استقرارها وطمأنينتها بعد عناء طويل".
الكثير من الرواة والمؤرخين والعلماء شددوا على حقيقة ولادة الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف في 15 شعبان سنة 255 للهجرة وهو حيّ يرزق حتى يومنا هذا.. حيث لا يسع لهذا المقال القصير أن يأتي ولا لوقتنا اليسير مقدرة، على ذكرهم جميعاً بل وجدنا أن ننقل جزءاً يسيراً من ذلك لتبيين حقيقة الشمس وأتضاح صورة الهداية السماوية لدى الذين لا يزالون يجهلونها ولم يتسع الوقت لأن يدركوها بمجملها .
فقد ذكر أبن الاثير الجزري عز الدين في "الكامل في التاريخ"، وابن خلكان "وفيات الاعيان"، والذهبي "العبر من خبر من غبر"3/ 31، ومؤمن بن حسن الشبلنجي الشافعي "نور الابصار" 186، و"تاريخ دولة الاسلام"، و"سيرة اعلام النبلاء" 13/ 119ـ الترجمة رقم 60، و"تاريخ دولة الاسلام"، و"سيرة اعلام النبلاء"، وابن الوردي في ذيل تتمة المختصر المعروف بـ"تاريخ ابن الوردي"، واحمد بن حجر الهيثمي الشافعي "الصواعق المحرقة"، والشبراوي الشافعي "الاتحاف بحب الاشراف" ص 68، وخير الدين الذكلي "الاعلام" ح6 ص 80، والجويني الحموئي الشافعي "فرائد السمطين" 2 / 337، ونور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي المعروف بابن الصباغ "الفصول المهمة" ص237 - الباب 12، والامام محمد بن يوسف أبو عبد الله الكَنجي الشافعي في "كفاية الطالب" جزء "البيان في أخبار صاحب الزمان"، ومحمد بن طلحة الحلبي الشافعي "مطالب السؤول في مناقب آل الرسول" 79:2 الباب 12، وعبد الوهاب بن احمد الشعراني الشافعي "اليواقيت " و"الجواهر" ذكر أشراط الساعة، والملا علي بن حسام الدين الهندي "البرهان في علامات مهدي آخر الزمان" و"تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان"، ومحيي الدين بن العربي "الفتوحات المكية"، باب 366 في المبحث 65، والحافظ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي في "العرف الوردي في أخبارالمهدي"، والامام ابن حجر الهيتمي المكي في "القول المختصر في علامات المهدي المنتظر"، والملا علي بن سلطان القاري الهروي "المشرب الوردي في مذهب المهدي"، والشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي في "فوائد الفكر في الامام المهدي المنتظر"، وجلال الدين السيوطي في "رسالته: احياء الميت بفضائل اهل البيت (ع)"، وشمس الدين محمد بن طولون الحنفي مؤرخ دمشق "الائمة الاثنا عشر" ص 117، وأحمد بن يوسف ابو العباس القرماني الحنفي "اخبار الدول وآثار الاول" ص 353 الفصل 11، وسليمان بن ابراهيم المعروف بالقندوزي الحنفي "ينابيع المودة" ج3 /114 في اخر الباب 79، والامام عبد الرزاق بن هشام الصنعاني في "المصنف" حيث أفرد باباً بعنوان (باب المهدي) .
ونقل ذلك ايضاً الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني في"صفة المهدي"، والامام جلال الدين يوسف بن يحيى بن على المقدسي الشافعي "عقد الدرر في أخبار المنتظر"، والعلامة ابن بريدة "العواصم عن الفتن القواصم"، وعبد الله بن محمد المطيري الشافعي "الرياض الزاهرة"، والامام الحافظ أبو جعفر العقيلي "الضعفاء"، والامام البربهاري "شرح السنة"، والحافظ أبو الحسن الآبري في كتاب "مناقب الشافعي"، والحافظ ابن حجر "تهذيب التهذيب "عن الامام البيهقي، والامام السفاريني "لوامع الأنوار البهية"، وسبط ابن الجوزي الحنفي "تذكرة الخواص" ص363، والشبراوي الشافعي "الإتحاف بحب الأشراف"، والفضل بن روزبهان "ابطال الباطل".
وكذلك ذكره الحافظ محمد بن محمد الحنفي النقشبندي في "فصل الخطاب"، والشبلنجي الشافعي "نور الأبصار"، وابن خلكان "وفيات الأعيان"، وابن الخشاب "تاريخ مواليد الأئمة"، وعبد الحق الدهلوي "رسالته في أحوال الأئمة"، ومحمد أمين البغدادي السويدي "سبائك الذهب"، والمؤرخ ابن الوردي "تاريخه"، ومحمد بن هارون ابوبكر الروياني "المسند"(مخطوط)، وابو نعيم الاصبهاني "الاربعين حديثا في المهدي"، واحمد بن الحسين البيهقي " شعب الايمان"، والخوارزمي الحنفي "مقتل الامام الحسين (ع)، وسراج الدين الرفاعي في "صحاح الأخبار"، وكمال الدين محمد بن طلحة الشافعي "مطالبالسؤول"، ونور الدين على بن محمد بن الصباغ المالكي "الفصولالمهمة"، والشاه ولي اللّه احمد بن عبد الرحيم الدهلوي الحنفي "المسلسلات المعروف بالفضل المبين"... وآخرين غيرهم .
https://telegram.me/buratha