الصفحة الإسلامية

هكذا تُخْدَمُ الشعوب..أيها السادة

2361 2018-09-02

عبد الكريم آل شيخ حمود

قراءة متأنية لأهم فقرة في عهد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لمالك الأشتر.

«وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك ! وقد استكفاك أمرهم ، وابتلاك بهم» – علي بن أبي طالب،
نهج البلاغة.

منذ أن خلق الله الخلق ، وأرسل الرسل والأنبياء،داعين الى عبادة الله الواحد الأحد
واتباع نهج الأنبياء والصالحين من خيرة خلقه،وهم أولياء الله،الذين أودع الله عندهم حفظ رسالة الانبياء ،في وضع الشيء في موضعه،وهو مايعرف عند أهل الكلام بالعدل ، هذا المفهوم تندرج تحته مصاديق عديدة،منها إعطاء كل ذي حق حقه،رفع الحيف والظلم عن الناس،أنصاف الرعية من قبل الحاكم أو ولي الأمر - سمه ماشئت - لتسود شريعة الله في عباده ولتعم حالة الأمن الإستقرار بين الناس.

الإمام أمير المؤمنين عليه السلام،في عهده لواليه على مصر مالك الأشتر النخعي رضوان الله تعالى عليه؛وضع دستورا الهياً يرسم الخطوط العريضة بين الحاكم والمحكوم ،وهو يصلح في كل زمان ومكان؛فوضع الرحمة والمحبة للرعية حجر الأساس في سلم تكليف الحاكم في تولي زمام الأمور؛واغلظ في أن يجعل الحاكم لنفسه سدا نفسياً بينه وبين المحكومين.
والذي يعرف في أبجديات الحكم (هيبة السلطان) او النظرية الميكافلية ،كما هو معروف.

الأمر الآخر الذي حذر منه أمير المؤمنين عليه السلام،هو التصرف بحقوق الناس وكأنها مُلك الحاكم يتصرف به كيف يشاء وأنا يشاء، فيغمط حق الناس ويوسع في دائرة ملذاته وشهواته ؛فيخمط مال الناس خمط البعير لنبتت الربيع.

فوصف الناس بصورة كليه عامه في عهده لأي حاكم ،الى صنفين:
الصنف الأول
الذين يتفقون مع الحاكم في الدين والعقيدة فاعطاهم صفة الإخوة؛لانها متلازمة مع الدين لاتنفك عنه.
والصنف الثاني
هم أبناء الإنسانية عامة حتى لو أختلف مع الحاكم بالدين ، أو مايعرف بأهل الذمة من أهل الكتاب ، وكذا من لادين لهم يدينون به.
في الفقرة الأخيرة من كلام الإمام عليه السلام،هي أن يستشعر الحاكم العفو والصفح عن الخطأ والزلل الذي يصدر من الرعية،الذي به يمكن أن يمتحن به سعة صدر الحاكم أمام المحكومين ،فهم بشر يخطئون ويصيبون وتعتريهم حالات التهاون والخطل،كما يعتري الحاكم نفس الحالات ،فينظر لما فوقة ومنزلته التي هيه تكليف الهي وليس تشريف،فهو يحتاج ويحاكم ويخاصم ويقف موقف المذنب المقصر أمام جبار السماوات والأرض.

ما أحوج متولي أمر الناس في عصرنا الحاضر، الى الإستئناس بهذا الكلام عالي المضمون والمحتوى الإلهي الذي كتب بيراع إمام العدل وسيد الأوصياء،ليكون حجة على كل من يتولى أمر الناس مهما علت أو تدنت منزلته.
فسلام على أمير المؤمنين ،واضع أعظم نظرية للحكم التي حددت العلاقة بين الحاكم والمحكوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك