سجاد العسكري
ها هي رياح كربلاء قد اقبلت بنسيم الحزن وحرارة الدموع , لتنتقل بنا الصور , من موقف الى موقف , ومن حال الى حال؛ لتاخذنا قرب لهيب نار.. فاذا بها خيمة زينب ...لتصمت الكلمات وتتحدث الدموع , وترتفع الايادي بدعاء الطم على الصدور, يا سيد الشهداء؟ مازال فكرك قائدا ؛ لينسج من كربلاء حشدا ومقاومة وشهداء ...
حقيقة الامر مهما تكلمنا عن كربلاء , واحداث عاشوراء ستبقى دون مستوى القضية التي خرج من اجلها الحسين واهل بيته واصحابه الاوفياء ؛ لكن دروس كربلاء لم تقف عند عصر فالهمت المختار الثقفي , والشهيد زيد بن علي ,والامام الخميني , لتجتمع كلها عند الحشد المقدس وسيدها العظيم وقائدها الامام السيستاني..والاصل كربلاء وسيد الشهداء ..فلو اجرينا مقاربة مابين مجريات الطف ومجريات الحشد المقدس سنلاحظ تقارب غير مسبوق في المواقف والاحداث ومحورية القيادة فمنها:
• تهديد الحسين ع وفرض احكام ظالمة للعامة من قبل الحكم الاموي الفاسد , وكذلك قيام الحشد المقدس جراء تهديد داعش للارض والعرض والمقدسات وقتل وسلب واغتصاب وقمع حريات العامة.
• الحسين ع خرج ومعه نساءه وابناءه واخوته واصحابه الاوفياء .., والحشد المقدس خرج الكبير والصغير الجد والاب والابن والنساء , والاصحاب والجيران بل حتى اخوة العقيدة من خارج العراق.
• الحسين ع التحق بركبه السني والشيعي الم يكن زهير بن القين عثماني الهوى..,لقد كان للاخوة السنة الشرفاء الدور المهم للوقوف مع اخوتهم في الحشد المقدس ولهم مواقف العز والشهادة.
• في ركب الحسين ع المسيحي وهب النصراني وعائلته .., التحق بالحشد الاخوة من المسيح وكان لهم تشكيل يقوده الاخ المجاهد ريان الكلداني.
• الشيخ الكبير حبيب بن مظاهر , والشاب علي الاكبر , والقاسم , والطفل الرضيع .., والحشد المقدس قدم الشيوخ والشباب حتى من لم يبلغ الحلم , وذبح الاطفال على يد داعش يزيد العصر .
• اصحاب الحسين تسابقوا دون الحسين ع واهل بيته .., والحشد المقدس تسابقوا يقودهم العلماء والسيد العظيم لنصرة المرجعية والمقدسات والعقيدة...
والكثير من المواقف المشتركة والاحداث التي تكررت مع الحشد المقدس , وهذه الوقائع كلها تدور في ميدان واحد هو العراق , كما ان ملحمة الحسين ع استقطبت جمع من المؤمنين من العرب وغيرهم من بلاد فارس والترك والروم , لتتكرر الموقف مع معركة الحشد المقدس فبادر اخوة العقيدة لنصرة اخوتهم وقائدهم , فاليد التي اعتدت على الحسين ع مازالت تلعن , ولها وصمة العار عبر الزمان , وهي نفس الايادي التي اعتدت على الحشدالمقدس ليكون اللعن من نصيبها ..., اما اليوم انتصر معسكر الحسين ع في حربه على داعش وحلفائه,لترفرف راية العباس شامختا ...
نعم كربلاء العصر وقعت فعندما نقول ( ياليتنا كنا معكم لنفوز فوزا عظيما) ففوزنا بنصرة عقيدة الحسين ع , وبالتفافنا حول المرجعية الرشيدة , وطاعتها , اهم الخطوات التي حسمت الفوزبالمعركة , ولنا اخوة مغرر بهم بالعودة الى الحق الواضح, و ننتظرهم في معسكر الحسين ع الذي استقبل الحر بن يزيد الرياحي بعدما تبينت له الحقائق ؟! لينسجم مزيج القائد والطف والحشد؛ ليؤلف قاعدة حسينية ملؤها العقيدة والجهاد, وشعارها بالامس انتصر الدم على السيف , واليوم انتصر الدم والسيف ؟!
https://telegram.me/buratha