يشير المؤرخون الى ظاهرة مهمة للغاية في حديث ابن الجوزي في كتابه المنتظم عن الايام الاولى لاستيلاء الامراء البويهيين على الحكم، يتحدث عن اول عاشوراء يمر على شيعة بغداد من بعد استيلاء البويهيين على السلطة، يقول خرج الرجال في اليوم العاشر يلطمون وخرجت النساء ملطخة بالطين تضرب على رؤوسها وتخمش وجوهها، وهذه اول اشارة تأريخية ربما الى طبيعة التصرف في اجواء الحرية،
لا شك ان هذه الامور ليست بنت ساعتها ولاشك بوجود خلفيات زمانية لها قبل ذلك ولكن كبروز وخروج اجتماعي لم يحصل هذا الامر الا في عهد البويهيين، ويؤكد لنا هذا الامر ان طبيعة الإشعار بقضية الامام الحسين صلوات الله عليه انما يجري في وقت الهدوء الاجتماعي وفي اجواء البحبوحة الامنية، بعد ذلك نجد ان كل احداث الفتنة التي اجراها الحنابلة في زمن العباسيين ضد الشيعة في بغداد كانت بسبب يوم عاشوراء وممارسات الشيعة في ذلك اليوم ،
ويبدو من بعض الاشارات ان امر هذه الشعائر لم تكن متعلقة بالعراق فقط كما يذكر كتاب المدائح النبوية في الادب العربي للدكتور زكي مبارك من مواليد القرن التاسع عشر ،يذكر ذكرياته في القاهرة ويتحدث عن موكب التطبير ومجالس النواح والصراخ وموكب الامام الحسين صلوات الله عليه الذي كان يجول في شوارع القاهرة،
وهذا يعطينا اشارة بان الشيعة كانوا يتوجهون لهذا الامر في كل مكان وليس في مكان واحد، والحديث عن التطبير في القاهرة في تلك الفترة يفند الكثير من الاقاويل التي طرحها المؤرخ اليهودي بعنوان كيف جاء التطبير الى العراق خصوصاً انه يتحدث في مرحلة لاحقة لوقت التطبير في القاهرة .
https://telegram.me/buratha