السيد محمد الطالقاني
ان الرسالة الاسلامية تضمنت شعائر كثيرة كان لها الاثر الكبير في تحديد الهوية الحضارية للأُمة الإسلامية.
والشعائر الحسينية تعتبر من وسائل تلاحم الامة وتفعيل الروح الثورية للامة من خلال تثبيت أهداف نهضة الإمام الحسين عليه السلام وتثبيت مبدا الولاء والتبري وذلك من خلاال ارتباط تلك الشعائر بكربلاء والامام الحسين عليه السلام.
فاصبحت الشعائر الحـسينية قـضية إسـلامية أصـيلة وفريـضة مـن فرائض الإسلام ومدرسة في توازن شخصية الإمة الاسلامية وذلك بتجسيدها الاخلاص والتفاني للرسالة الاسلامية من خلال ارتباطها بالامام الحسين (ع) الذي ضرب اروع الامثلة في الحب والتفاني والاخلاص الالهي والذوبان في طاعة الله تعالى .
فكانت اهمية الشعائر الاسلامية هي في حفظ الرسالة الإسلاميّة الصحيحة واحيائها على مر العصور , وفي ذلك قال الامام الخميني قدس سره إنّ هذه الشعائر هي التي حفظت لنا الإسلام فيجب المحافظة على احيائها وعدم الإصغاء إلى أصوات المشكّكين أو المنحرفين أو الأعداء، فهذه المجالس هي شعائرنا الدّينيّة التي يجب أن نحافظ عليها. وهذه المجالس هي شعائر سياسيّة أيضاً ينبغي المحافظة عليها. ولا يغرّر بكم هؤلاء المتلاعبون بالأقلام ولا يستغفلكم هؤلاء الأشخاص ذوو الأسماء المختلفة والأهداف الانحرافيّة، فهم يريدون أن يأخذوا منكم كلّ شيء.
ومن هذه الشعائر التي تجسدت فيها كل القيم والمثل السامية والمبادىء الاسلامية الحقة هي زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام والتي تعتبر من أضخم المؤتمرات الإسلامية حيث يجتمع الناس فيها كاجتماعهم في مكة المكرمة فيلتقي فيه شمال العراق بجنوبه وتلتقي فيه الوفود من كل بقاع العالم وهم يهتفون (ياحسين ) هذا بلغته العربية، وذلك باللغة التركية، وثالث باللغة الفارسية، ورابع باللغة الاوردية .
ومن خلال هذه الزيارة المليونية اعطى الشعب العراقي للعالم اجمع رسالة مفادها إنه شعب متماسك وملتزم بقيم الحق والعدل والحب والإحسان تلك القيم الإلهية التي جسدتها واقعة الطف الأليمة فهو شعب معطاء ومضياف ومجاهد ، حيث يندر ان نجد شعباً يسعى كل ابنائه شيوخا وشبابا ونساءا في خدمة زوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام وبسخاء لا يوصف مع الدقة في تنظيم هذه الأمور دون حصول اية مشكلة تذكر
https://telegram.me/buratha