حيدر العامري
"يا حبيبي يا حسين، نور عيني يا حسين، يا حسين، يا عباس، يا قطيع الكفين، يازينب يا رقية"
حينما تمشي للحسين فأنت ذاهب الى حسين الثورة ، ولكن حينما تخرج مطالبا بحقوقك فأنت ذاهب الى ثورة الحسين ، لذلك في الأولى تُدعم ، وفي الثانية تُسحق ! لأن الذي يهدد كيان الفاسدين هي ثورة الحسين وليس حسين الثورة.
شِعارات نصرخ بها، ونلهج بذكرها، وتلهب مشاعرنا وعواطفنا، حين السير تجاه كربلاء، بل وبمجرد ذكر الإمام الحسين وأهل بيته "عليهم السلام"؛ تقشعر الأبدان وتخشع النفوس؛ لكن! هل نحن مع الحسين؟! وهل نسير على نهجه؟ وهل نؤمن برسالة جده فعلاً، أم لدينا شعاراتنا وتباكينا وعواطفنا، أسمى من الإيمان بما إستشهد عليه الحسين ؟
إن ثورة الإمام الحسين "ع" ليست شعارات لاهبة أو لاهية أيها الإخوة؛ فالطف ثورة، إندلعت منذ 1338 عاماً ولم تنتهي آثارها وغاياتها، وكل ما نستطيع فعله : البكاء والتباكي ورفع الشعارات، ولا نطبق الهدف الحقيقي والأسمى، الذي أُستشهد لأجله الإمام الحسين.
ثار الإمام الحسين ضد الظلم، التكبر، الضلالة، وعلى جميع الحسينيين رفع رايات ولافتات طوال طريق يا حسين؛ تدين الظالمين والمتكبرين والمتسلطين، لأن رفع لافتتات وشعارات حسينية ثورية، ستحقق الغاية المنشودة ضد الفساد، الذي إنتفض عليه الإمام الحسين وأهله وأصحابه ومؤيديه.
بلا شك وربما دون قصد، غيّبنا كربلاء ! فالرايات التي تزين الطرقات والحسينيات بل وحتى مرقد الإمام الحسين، مطرزة بكلمتين ( يا حسين) ! والمعنى المعروف هو نداء ومخاطبة الإمام، أي نحن من نريد نصرة الإمام في دنيانا والشفاعة في آخرتنا؛ دون الإلتفاتة الى القيمة الحقيقية والغاية التي ثار لأجلها الحسين، علينا أن نطرز راياتنا ولافتاتنا بشعارات تناصر ثورة الحسين وتمددها؛ فالنكتب مثلاً : ( كونوا أحراراً في دنياكم ) و ( والله لا أعطيكم بيدي أعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد) ( إنما خرجت لطلب الإصلاح) .....الخ، فما موجود مجرد رايات عاطفية لا تمت للحسين بصلة فهل أنتم ملتفتون ؟
الذي ينفعنا هي أهداف وشعارات ثورة كربلاء، لا عواطف الآباء والأبناء ! فقد ظلمنا كربلاء، وما شعائرنا وشعاراتنا إلاّ عاطفية وراياتنا عاطفية ! أيها الأخوة .. شعارات الإمام الحسين "ع" ثورية ترفض الظلم، وتتحدى الظالمين، وهذا لا ينسجم مع الكثير منا، وربما يكون البعض منا لا يعلم !
للأسف لسان حال الأغلبية يقول : "لا نريد الحسين الذي يكلفنا التضحية؛ بل نريد الحسين الذي يطعمنا الأضحية" !!!
https://telegram.me/buratha