قيس المهندس
عادة هناك ثلاثة نظريات في مثل هذه الاوقات فالبعض يرى ان من الضروري انتزاع الحقوق بالثورة والانتفاضة والمقاومة وما الى ذلك من مصطلحات والبعض الاخر يرى نظرية الهدوء واغتنام الفرص لتامين المطالب بما يسمح به الظرف وهناك من يرى التماهي في عالم الانظمة وركوب موجتها ومسايرتها في كل ما تفعل فما الذي يفكر فيه الاحباب في المجموعة اي خيار هو المطلوب؟
سأعرض للأمر برؤية سياسية تارة، ومن منطق الروايات تارة اخرى.
شيعة اهل البيت ع لديهم معدلا جيدا من الغيرة على مذهبهم واخوانهم في المذهب وهذا الامر عنصر قوة بحد ذاته رغم اننا قد نختلف في تشخيص اتجاه هذه الغيرة،
لتفكيك هذه العقدة، ننظر لموقعنا تارة من داخل ذاتنا، وامكانياتنا وقياداتنا وقدراتنا، واخرى من خارج الذات الى خريطة من يعادي، وخياراته ومن لا يهتم وخياراته، ومن لا هذا ولا ذاك وخياراته، هذه الطريقة في تصوري؛ هي التي بإمكانها ان تعطينا تصورا افضل، لطبيعة الطريق الذي يجب ان نسلكه، ويجب في البداية ان نتفق على حالة تمايز تجعلنا مرهوبين من قبل الاخرين ورهبتهم تعطينا وتعطيهم خيارات كثيرة.
في مناطق الشيعة نفط وغاز وموانئ العالم، وهذه في الوقت الذي هي رحمة فإنها نقمة في نفس الوقت، والنظرة الى شيعة المناطق، لا تختلف بين الكويت والبحرين والسعودية، الا بمقدار الموقف من هذا الامتياز، لذلك يجب ان لا نبني نظرياتنا على الظرف الراهن، فهذا الظرف يتغير، وذكاء الشيعة وفرصهم في استغلال الفرص المتاحة واستثمارها، لان القدرة على صناعة بدائل وتغيير خرائط؛ لن يتأتى بسهولة، نقطة الامتياز النفطية، جعلت الموضوع الشيعي يتعدى الشأن المحلي تارة، وتارة موضع قمع او بحبوحة تارة اخرى.
البحرين على سبيل المثال؛ ليست قضية بحرينية خاصة بالبحرين، وانما هي مشكلة في بقعة استراتيجية عالميا، ولذلك ما يجري فيها، يجب ان يراقب من هذا البعد اولا، ومن جهة تأثير ذلك على دول الخليج، وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي، وتأثير ذلك على المعادلة الاقليمية، فشيعة البحرين لو انتفضوا جميعا ضد النظام الحاكم، يبقى المنظار الاستراتيجي يعتبرهم ثمرة ايرانية شاءوا ام ابوا المعادلة.
ينبغي هنا ان لا يحسب الاخوة في البحرين، حسابا للغلبة الديموغرافية حاليا، لأنهم ليسوا وحدهم ولا يمكن لنواصب المنطقة، ان يدعوهم يستثمرون ذلك، فسيغرق هؤلاء الملاعين البحرين بأكثرية مصنوعة، حتى لو من سكان الاسكيمو! فالأمور المصيرية حينما ندفع بها، سنصل الى خيارات حافة الهاوية او الهاوية نفسها.
بناء على كل ذلك، فان الخيار الثوري الانقلابي في بلدان الخليج، ولشيعة الخليج خيارا ضارا جدا، لان مقومات ذلك غير متوفرة تماما، وعلى شيعة البحرين؛ من الذين تصوروا ان بإمكانهم ان يوجدوا نموذجا ثوريا بحرينيا مقاتلا، ان لا ينساقوا وراء الاحلام الكاذبة لما يسمى بالربيع العربي، فوضعهم مختلف وسيتألب عليهم الجميع، ولكن يبدو ان العاطفة اخذت بهم، وقُدمت لهم خيارات خاطئة.
عموما لو تأملنا في نموذج القديح والعنود، لوجدنا صورة مختلفة وقدمت لنا خيارات غير مسبوقة، ولا مترقبة، في قبال ما رأيناه من خيارات الدالوة، او خيارات بعض شباب العوامية، فلكل حدث ستنطلق مجموعة من الخيارات، لو تم الاستفادة منها بوعي، لأمكن للشيعة ان يقودوا امورهم بخير تام وبلا قلق، ولو تم اغفال ذلك فان الخيارات، قد تمنح للعدو على حسابنا.
المواضيع في تفاصيلها؛ تحتاج الى كلام كثير وتفاصيل كثيرة، ولكن الامر يجب ان يحسب بطريقة واعية، فمثلا الان السعودية، في ازمة حقيقية مع داعش، ولديها مشكلتها مع التقهقر الاقليمي امام ايران، ولديها مشكلة قيادة السنة مع قطر وتركيا، وهذه يمكن للوعي المنضبط الشيعي، ان لا يدخل بين اسنان عجلة هذا الصراع، بل بالعكس عليه ان يبعد نفسه عن اي حدث، من شانه ان يجر المتصارعين بأجمعهم، ليتوحدوا ضده، ولقد كانت ممارسة القديح والعنود مثالية جدا في رسم الخط المطلوب، فلا حالة عواطف غير منضبطة ولا حالة انفلات غير مبالية، وقد نختلف في شان المجلس العلمائي، فهو مع انه قد لا يمكن الحصول على ذلك ابدا، ولو وجد قد يوجد مجالس علمائية مضادة، وسيؤلب الامور اكثر ولقد رأيتم حادثة القصيم، كيف ان البيت المهاجم القصيمي، هوجم من قبل الشرطة، ولكنهم كانوا يعيرونهم بفارق التعامل مع الشيعة، ومن وجهة نظري اعتقد ان مجلس وجهاء اقدر على التعامل مع البدو، من مجلس علماء سيهابونه سلفا وسيحذرون منه مسبقا.
بالنسبة للكويت هناك صراع خفي يجري خلف الكواليس بين ال الصباح وبين ال سعود وغالبية مشكلة البدون تتعلق بهذا الصراع وخيارات ال الصباح وقطر أقرب الى الشيعة منها الى ال سعود وكل ما تحتاجه شيعة الكويت الى تكاتف جاد بين رأسمالها ووجهائها وعلمائها بالقدر المعقول.
بحمد الله وضع عمان وشيعته بخير كبير والامارات تبقى تلعب على مفارقاتها الاقليمية وحركة رساميلها ومخاوفها من ال سعود طبعا ما تحدث به سماحة السيد دام ظله بشأن الحشد هو امر عراقي صرف نعم لمن يمتلك قدرات الدعم المالي او الاعلامي او المعنوي فان الواجب أكبر من الحدود وعابر لهذه التسميات فكل الشيعة في قارب واحد.
عودا على بدء في موضوع البحرين اعتقد بسلامة حركة الشيخ علي السلمان وفريقه ووقوع الضرر يستدعي التحرك لتلافي ما هو أكبر منه ولذلك حماية التحرك مطلوب جدا بالنسبة للوضع الخليجي الشيعي في وقت الانتظار فمع ان الروايات لم تشر الا الى امرين أساسيين:
الأول: وجود حشد شيعي موالي للإمام عج في المدينة اي بعد الظهور الشريف وقبل الخروج الا انه سيقمع بشدة بمجيئ السفياني واحسب ان هذا الحشد سيكون له سيطرة من نوع ما على بعض الأوضاع.
والثاني ان هناك عشرة الاف مؤمن سيلتحقون بالإمام فور اعلان الخروج الشريف الا ان ذلك مدعاة لعدة امور قسم منها تتعلق بتربية الذات وتطوير القابليات وقسم منها تتعلق بالترابط مع المركز الشيعي يمانيا ام خراسانيا وقسم منها يتعلق بالتعلم على الانضباط في الملمات والمحن وراء المرجعية وقسم منها يتعلق بالتعلم على نكران الذات لا سيما في المال من اجل المشروع الشيعي بمصاديق اولوياته وهكذا اعتذر لو أني أطلت والسلام عليكم ورحمة الله.
https://telegram.me/buratha