بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ *َوما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ *) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) ( 57 - سورة الذاريات )
مقدمة لتوضح الآية : لماذا قدم الله تعالى (الجن على الأنس)"وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون" ؟ قدم الله تعالى ذكر الإنس على الجن .. لأن الجن مخلوقون قبل الإنس قال تعالى :(والجان خلقناه من قبل من نار السموم) .. (والجان) أبا الجن وهو إبليس (خلقناه من قبل) (من نار السموم) هي نار لا دخان لها تنفذ من المسامات ..
يقول تعالى "والجان" اسم عبري الأصل هو (يوحَنان) ونلفظه "حَنَّة"... ومعناه:( الله الكريم، وباللاتينية معناها (الآلهة) واذا كان اسم جان مؤنث فان مذكره اسم جون عند الفرس اسم جونم يعني روحي .. الفرس جان عندهم هو الروح..جونم.. اذن ابليس مخلوق قبل ادم اذن خلقت فصيلة الجن قبل الانس ..
فإبليس خلق قبل آدم آخر الخلق ، فحسده إبليس على ما أعطاه الله من الكرامة ، فقال: أنا ناري ، وهذا طيني ، فكانت السجدة لأدم ، والطاعة لله تعالى ذكره ، فقال ( فاخرج منها فإنك رجيم ) عن ابن عباس ، قال : كان إبليس من الملائكة يقال لهم الجن ، خلقوا من نار السموم من بين الملائكة ،وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار .
****اما الملائكة :من أي شيء خُلقت الملائكة ....؟خلق الله الملائكة من نور، .. هذا النور لا نخوض لا نعرفه فهو مخلوق من نور الله تعالى(ومختلف عن نور ذاته). انظر الى الاختلاف..في القرآن (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا)كلنا نعلم أن ضوء الشمس هو ضوء انبعاثي أساسي ينبعث من كتلة الشمس , وليس ضوءاً مقتبساً جاء نتيجة انعكاس نجوم له أو كواكب او جهة اعطت الشمس ضوءَ . بينما ضوء القمر ضوء منعكس,ليس انبعاثي أو أساسي. نعلم أن في اللغة العربية فرق كبير بين الضياء والنور، وهذا ما يقع في إشكالية بين الذين لا يفرقون بين النور والضياء.
جاء في القرآن الكريم (الله نور السماوات والأرض) وليس ضوء,.. اذن :الشمس ضياء, والقمر نور, ينير في الليالي المظلمة، كالإضاءة بالشمع, أو ما يوقد به .{هذا يدلل إن الله تعالى خلق الملائكة من النور،.. ولكن الله ليس كمثله شيْ ...
ورد في دعاء النبي(ص) في الطائف حين ضربوه كان يدعو)(غير أن عافيتك أوسع ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ).
**** هناك أنوار أوضحها القران الكريم .: في قوله: (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) هنا النور حسي ومادي .. النور الحسي: هو ما يضيء في الليلة الظلماء،مثل نور القمر في الليالي البيض.... أما النور المعنوي: هو ما يستنار به في الأمور الفكرية..
النور المعنوي،هو نور العقول والأذهان،يعني مثل البصر والبصيرة هو الهداية المستمدة من الكتب السماوية، وحكم الأنبياء والأئمة وتعليم العلماء..
حتى العمى له نوعين .. اعمى البصر الذي فقد الرؤية تماما يسمى أعمى .. واخر عيونه صحيحة وسليمة ولكنه أعمى البصيرة .. : ومن كان في هذه أعمى أي في هذه الدنيا عن إبصار الحق . فهو في الآخرة أي في أمر الآخرة اعمى .......
في عام 1968 قرر المرجع الأعلى في العراق السيد محسن الحكيم (رحمه الله) السفر الى حج بيت الله الحرام فوجهت له ثلاث جهات الدعوة لنقله الى مكة .الأولى من المملكة السعودية بدعوة من الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ، خصص له طائرة خاصّة ،
والثانية من شاه إيران و خصص له طائرة .. والثالثة من طاهر يحيى رئيس وزراء العراق في أواخر حكم عبد الرحمن عارف .كان رأي بعض المشاورين أن يقبل السيد دعوة شاه إيران ، و بعضهم أن يقبل دعوة طاهر يحيى . ورأي بعضهم ومنهم السيد الصدر (رحمه الله) أن يقبل دعوة السعودية ، قال: هذه أول مرة ينفتح فيها الوهابية على مرجعية الشيعة . و أخيراً اختار السيد الحكيم السفر بطائرة الحكومة العراقية..
وجاء طاهر يحيى في توديعه من المطار ببغداد ،وحال وصول المرجع الأعظم الحكيم الى مكّة المكرّمة تشرّف ملك السعودية آنذاك فيصل بن عبد العزيز باستقباله وتهيئة مستلزمات الاستقبال المهيب بدعوة شخصيات من كل دول العالم تضم الزعامات الدينيّة البارزة ممن حضر الحج ذلك العام ... و فعلاً استقبله في مدخل القصر .كان بصحبته ولده المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم . بعد الترحاب و التهليل من الحاضرين جلس الملك فيصل و اجلس السيد الحكيم إلى يمينه .. وأشار للآخرين بالجلوس وبدأت وفود الامراء بالتوافد للسلام على الملك والسيد الحكيم .جاءت اللحظة الحاسمة حين دخل المجلس شيخ الوهابيّة الضرير عبد العزيز بن باز .كان سليط اللسان لا يقيم وزنا ً للأصول ولا حسن الضيافة فسلّم على الملك فيصل وتجاهل السيد الحكيم مصافحا باقي الجلوس مما اوجد جوّا مشحوناً بالصدمة للتصرّف الوقح .. و ما أن اتخذ بن باز مجلسه الى يسار الملك التفت اليه الملك فيصل معاتباً من ان السيد الحكيم ضيفه شخصيّاً الا ان بن باز بدا مصرّا على موقفه ...فعلا صوت الملك الذي بعبارات كرر فيها ان السيد ضيفي ... فقال بن باز هؤلاء رافضة يفسّرون القرآن بالباطن وهم بذلك مشركون وسط هذا الجو المشحون سكت الجالسون من رجال الدين والأمراء التفت الملك الى السيد الحكيم معتذرا من تصرّف بن باز ... فردّ السيّد الحكيم بعبارات يبين ان الأمر لا يستحق لا يستحق الاهتمام..
***فقال الملك فيصل ضاحكا في محاولة لترطيب الأجواء :سيدنا لقد ابتلينا بقصّة تفسير الشيعة للقرآن بالباطن خلاف الظاهر فما كان من السيد الا ان يجيب بصوت جهوري مخاطباً الملك فيصل :ان شيخكم عبد العزيز بن باز الضرير هو اوّل من يصيبه الضرر اذا ما فسّرنا القرآن بالظاهر كما يريد فرب العالمين يقول في محكم كتابه " وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سبيلا"..!!!!. ما أن سمع شيخ الوهابيّة الآية التي غمزه فيها السيد احمرّ وجهه وخرج غاضباً من المجلس دون وداع أحدا...فعم السكوت القاعة وقطع السكوت قهقهة الملك وقوله: أحسنتم سيّدنا أحسنتم والله أحسنتم !..
اذن النور الباطني هو البصيرة قال تعالى:﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ *)..
ـــــــــــــــــــــــــــ بعد هذه التوضيحات نرجع إلى نقطة مهمة في العبودية ...
هناك عبودية المحبة والانقياد والطاعة لله تعالى .. التي يتشرف بها العبد , التي وردت في قوله تعالى:"الله لطيف بعباده " {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً} .
هذه العبودية خاصة بالمؤمنين الذين يطيعون الله تعالى ، لا يشاركهم فيها الكفار ولا عامة الناس ..والناس يتفاوتون في هذه العبودية تفاوتاً كبيرا واضحا ..
كلما كان العبد محباً لله متبعاً لأوامره كان أكثر عبودية . وأعظم الناس تحقيقاً لهذا المقام هم الأنبياء والرسل ، وأعظمهم على الإطلاق نبينا محمد{ص} لهذا لم يرد ذكر أحد بوصف بالعبودية في القرآن إلا هو فقال سبحانه:( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ) ، وفي مقام الإسراء قال:( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) إلى غير ذلك من الآيات .
فالشرف كل الشرف في استكمال هذه العبودية وتحقيقها ولا يكون ذلك إلا بتمام الافتقار إلى الله تعالى ، وتمام الاستغناء عن الخلق ، وذلك لا يتأتى إلا بأن يجمع الإنسان بين محبة الله تعالى والخوف منه ورجاءِ فضله وثوابه .هذه العبودية الخاصة .. *****أما العبودية العامة : هذه لا يخرج عنها مخلوق وتسمى عبودية القهر فالخلق كلهم بهذا المعنى عبيد لله يجري فيهم حكمه ، و ينفذ فيهم قضاؤه .. ، لا يملك أحد لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا بإذن ربه ومالكه المتصرف فيه .هذه العبودية هي التي جاءت في قوله تعالى : ( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً )، وهذه العبودية لا تقتضي فضلاً ولا تشريفاًُ ، فمن أعرض عن العبودية الخاصة فهو مأسور مقهور فالخلق كلهم عبيد فمن لم يعبد الله باختياره فهو عبد له بالقهر والتذليل والغلبة .
*** ذكر الله الجن على الأنس فى سورة النمل(وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) ولكن سورة الإسراء قدم الأنس على الجن (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا).
الموضع فى سورة النمل يتطلب القوة فى الجند والجيش معروف بالقوة البدنية ان الجن أقوى من الأنس .. ولكن الموضع فى سورة الإسراء يتطلب الفصاحة والبيان والتحدي بأن يأتوا بمثل هذا القرآن ومعروف ان الأنس أفصح وأبين من الجن وان كان الجن يتكلمون .. ولو جاء الجن بآية من المستحيل ان يثق بها الأنس ..
ــــــــــــــ صفات العبودية : كتب نجيب محفوظ مقالا بعنوان ( إنهم يعشقون العبودية )!! قال :...ليس عجيباً أن فرعون ادعى الإلوهية إنما العجيب أن شعب مصر صدقوه) فما هو السبب ..؟ أن بعض الناس يستعذبون العبودية ويدافعون عنها (ولا يرون لهم وجودا إلا فيها) وقد حكى لنا التاريخ صورا متعددة من العبودية وكيف أن بعض الحكام استعبدوا شعوبهم في ظل دعاية إعلامية ضخمة كان يقودها غالبا رجال الدين ومن على شاكلتهم، مقتنعين بما يفعلونه تارة ومستفيدين منه تارة أخرى.
هذا بينه القرآن الكريم وفسره المفسرون ما يمكن تسميته بـ (الحالة الفرعونية)،كثيُر من الفراعنة دعوا الناس لعبادتهم، ومنهم من استعبد بني إسرائيل، ..كان يقول (أنا ربكم الأعلى)، وقاتل موسى (ع)عندما دعاه لعبادة الله وحده لكنه رفض. وأول من سانده ضد النبي موسى (ع) هم الكهنته والمقربون إليه، ساندوا فرعون وحاربوا موسى ..!
*** نقل التاريخ قصة رواها (سنوحي) طبيب فرعون: أن الفرعون ذات مرة أمر إخناتون أن يعطيه كل ما يملكه حتى زوجاته وبناته ..وقبل إخناتون لكنه طلب من الفرعون أن يبقي له داره وشيئا من المال يستعين به!!
فغضب الفرعون من طلبه وأمر بقطع يديه ورجليه ورميه ليموت في الشارع ليكون عبرة لغيره!! قال الطبيب عالجت الرجل وتمكنت من إنقاذ حياته ... لاحظت أنه كان يتمنى الانتقام من الفرعون ولو على يد غيره!!
من الصدف بعد فترة مات فرعون ,وحضر الطبيب سنوحي مراسم الدفن وكان الكهنة يلقون الخطب في تمجيد الفرعون ويثنون على عدله ورحمته بشعبه!! يقول سنوحي: سمعت الحاضرين يبكون ,وأحدهم يبكي أكثر منهم التفت لارى من هو ..فوجئت أنه إخناتون ذلك المعوق المبتور,لما رآني مأخوذا بما أراه منه قال بصوت مرتفع: لقد كان فرعون على حق فيما فعله بي لأنني لم أستجب إلى أوامره وهو الإله وهذا هو جزاء كل من يعصي الإله الذي خلقه ورزقه ...هؤلاء ضحية (أكاذيب الكهنة والإعلام وبعض رجال الدين من الأديان الأخرى والفنانين) أسلوب كذبهم وتأثيرهم على الناس جعلوهم يستعذبون العبودية ويتقبلونها بحب وتصفيق ..وهذا هو الدور الذي تقوم به الصحافة حاليا بمؤازرة رجال دين ومثقفين وتجار وغيرهم.حينما يريدون خلق صنما يحقق مصالحهم .
****ـــــ من اين جاءت فكرة العبودية عند العرب ...؟ لان العرب بالأساس تربية عشائرية لا يقبلون من يملي عليهم .. فكيف أصبحوا عبيد لغيرهم ...؟.
انتقلت فكرة العبودية للحاكم العربي أولا , من الفرس والهنود والصينيين ,كانت تلك الشعوب تقدس حكامها ولا تسمح مناقشتهم في أي أمر يريده وإلا تعرض للموت والهلاك، وكان رجال الدين في ذلك الوقت من الوثنيين ..يحذرون من من سطوة الحاكم باعتباره إلها أو جزءا من الإله، لذلك حرص حكام الدولتين الأموية والعباسية على تكريس تلك المفاهيم في شعوبهم ووجدوا من يعطيها الغطاء الديني والسياسي، وقد تجاهلواقوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم)، كما تجاهلوا الحرية التي أعطاها الله سبحانه للبشر جميعا حتى في الحرية الدينية، قال تعالى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)،من هنا نفهم بان أي نوع من أنواع العبودية لا يتفق مع قواعد الإسلام ويتنافى مع كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية التي كفلها له الدين .
**** ــــــــ الأوروبيون في القرن الخامس عشر عرفوا مبدأ العبودية للحاكم ؛ فظهر عندهم ما سمي بـ (الحق الإلهي) هذا الحق رعاه الكهنة ودافعوا عنه بقوة، وكرسوه ملوك أوروبا في استعباد لشعوبهم، ومن هؤلاء الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا، والملك تشارلز الأول ملك بريطانيا، فقد كان لهما سلطة مطلقة ولم يكن للشعب أي حق في مناقشتهما في أي شيء!! ولكن هذه العبودية انتهت بعد الثورة الفرنسية كما انتهت معها سلطة رجال الدين الكنيسة , الذين كانوا يمهدون للحكام ويسوغون لهم كل أنواع الظلم والاستبداد ويلبسونه لباس الدين والتقوى.
*** ذهب رجال الدين في أوروبا وذهبت معهم أكاذيبهم لكن إعلام العبودية في كل أنحاء العالم ( حل محل الكنيسة ,وقام بمهنة صنع شخصيات مقدسة لا تقبل النقد ولا المناقشة), إقنعوا الشعوب أن تلك الشخصيات الهية ومنقذة ,عليهم شكرهم فهم نعمة يجب القبول بها والرضا بكل فرح وسرور، ونجح الإعلام مرة هنا وأخفق هناك ..
*** الواضح أن المجتمعات التي تقبل بالعبودية هي مجتمعات لا حياة فيها،ميتة تتلذذ بالذلة ..عاجزة عن الدفاع عن نفسها , وتصل الى مرحلة تخاف ان تقول كلمة الحق ..فهؤلاء ليس لهم قدرة على العمل وبناء الأوطان . وإنما كل ما يمكنهم القيام به هو خدمة مصالحهم وتنفيذ مطالبهم والتسبيح بحمدهم!!
ـــــــــ ** جاء في أدبيات اليهود : كان موسى في الـ ٨٠ من عمره. قضى أربعين سنة بعيدا عن شعبه، الإسرائيليين الذين كانوا عبيدا في مصر. في سفر الخروج ٣:ص-١٢. يقول : وفي احد الأيام، فيما كان يرعى الماشية رأى عُلَّيقة تشتعل فيها نار، :معنى العليقة هو العلف: العليقة هو أية مادة تستخدم لتغذية الماشية فاقترب موسى ليتحقق من الامر. فوجئ حين كلَّمه صوت من وسط النار! دار حوار مطوَّل بين الله وموسى. أمر الله موسى المتردِّد ان يعود إلى مصر لينقذ الإسرائيليين من العبودية. وهذا يبين ان الله لا يرضى بالذل والعبودية .. فيرسل الأنبياء لتخليص الناس ..
*** العبودية والخباثة توأمان .... العبيد لم ينفعوا أنفسهم بعبوديتهم .. ولن ينفعوا حكامهم لان حبهم نفاق ويتركونهم في الظروف الحالكة .. كما حدث في العراق حين تخلى المصفقون عن صدام الذي ملئوا أذنه نعيقا بالروح بالدم نفديك يا صدام ..لهذا من مصلحة المجتمعات الحية الكريمة لو أرادت ان تعيش بكرامة وحرية ..أن تنفي خبثها وتحافظ على إنسانيتها وكرامتها ان تحول العبودية لله تعالى من دون الناس ..
*** لأذكر لك مثالا :.. الصفة البارزة التي تميّز بها الإمام (ع) أنّه من أعظم المسلمين إيماناً بالله تعالى، وأكثرهم معرفة به، وهو القائل: «لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا.ورد في مناجاته :(ع) «إلهي ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك». هذا منتهى الإيمان، كانت عبادته عبادة العارفين الأحرار لا عبادة التجار ولا عبادة العبيد،.. ونحن نقول : اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك .. فمعرفة الله والعبودية له هي قمة الحرية ..
{ ـــــ> كل الحلول التي تؤدي إلى الكرامة تقتضي الموت وربما الشهادة .. وكل الحلول التي تؤدي إلي العيش بدون كرامة تكون بالذل ..
..ــ من لم يذق مر التعلم ساعة.. يجرع ذل الجهل طوال حياته. وليس من سبيل الى تحرر الإنسان من أسر العبودية والذل إلا سبيل العبودية الصادقة لله عز وجل. من رضع من ثدي الذل دهراً.. رأي في الحرية خراباً وشراً} ..لذا من تحقق في قلبه درجة عاليه من العبودية لله تعالى من حقه أن يتفاخر يقول: (من مثلي وربُ العرش معبودي)
*** من هم العبيد ..؟ يقول تعالى {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله }{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} ...
*** مراتب العبودية: يقول الصادق(ع) :"الإيمان درجات وطبقات ومنازل، فمنه التام المنتهي تمامه ومنه الناقص البيّن نقصانه ومنه الراجح الزائد رجحاته".*كثيراً ما نقرأ الآية الكريمة "وما خلقت الإنسَ والجن إلا ليعبدون"
كثيرُ من يعتقد أن معناها أن الله خلقنا لنعبده بالصلاة والحج وغيرهما ظانين كلمة "يعبدون" هي "عبادة".فقط ..!! ليس الأمر كذلك، بل يعبدون" هي "عُبودية "عبودة"، أي أن الله خلقنا لنكون عبيداً، ومعناها في مفردات اللغة العربية ) ملك هو وآباؤه من قبل ، فكان عبدا لا يعرف غير الطاعة .. ونعتقد بالشرط .. ان الله سبحانه ليس بحاجة إلى عبادتنا، وإنما نحن محتاجون إلى عبوديتنا له، ولذلك جاء في الآيتين التاليتين من نفس السورة: "ما أريد منهم من زرقٍ وما أريد أن يطعمون. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"، معنى الآيتين أن عبادتنا لا تمثل طعاماً ولا رزقاً لله سبحانه وتعالى عن ذلك، بل نحن، الأذلاء الضعفاء،محتاجون لله ليرزقنا ويطمعنا.
**** اذن النداء جاء لتحريرنا من العبودية للبشر والشهوات ..فلو تشرفنا بهذه العقلية اننا فعلا عباد الله عبودية عبادة ..فان العبادة تأتي تحصيل حاصل، لان النداءات الالهية ليس في رفع الآذان فقط , فانت ترى الناس يتوجهون للصلاة حال رفع الاذان .. ويصومون حين يحل عليهم شهر رمضان .. ويحجون في موسم الحج .. هذه عبادة ولكن غير مستوفية للعبودية .. لان العبودية يجب ان تستوفي شروطها ..
إنْ تحققت العبودية في قلب المؤمن فسوف يطيع الله بكل مظهر من مظاهر حياته , ويحقق كل ما استطاع من العبادة. حتى لو لم يجد الوقت للعبادة لضيق الوقت عنده فعبوديته في نفسه وشعوره بعبوديته العبودة ..تكفيه عند الله... يذكر القران امثلة . لم يدخل سحرة فرعون الجنة لأنهم "عبدوا الله عبادةً صلاة وصوم "، إذ لم يمهلهم فرعون لذلك، بل دخلوا الجنة لأنهم "عبدوا الله عبودية/عبودة" بإعلانهم كلمة الإخلاص التي استقرت في قلوبهم ... ثم تجسدت في سجودهم لله .{ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} كان سبب قتلهم انهم امنوا .. يعني خرجوا من طاعته وعبوديته ..
هناك قصة عن المواقف : موقف لحبر يهودي اسمه مخيرق .. كان رجلًا غنيًا، كان يعرف رسول الله (ص) بصفته التي عندهم في التوراة، ويعلم صفاته وما يعلمه ... في يوم غزوة أحد صدح بالحق وكان يوم السبت، فقال لليهود: يا معشر اليهود، والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم حق، قالوا: إن اليوم يوم السبت، قال: لا سبت بعد اليوم. ثم أخذ سلاحه، وخرج مع رسول الله(ث) في أحد، وقاتل وأوصى قومه: إن قتلت هذا اليوم فمالي لمحمد، يصنع فيه ما أراه الله،فاستشهد ..فوقف عليه رسول الله(ص) وقال:مات "مخيريق خير يهود".مخيرق من اهل الجنة وان لم يصلي ركعتين .
هؤلاء الذين يعبدون الله بالعبودةً العبوديةً هم الذين يرثون الأرض،حسب تفسير الآية الكريمة:"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون".
*** مقابل العبودية الكبر وهو منافٍ للإسلام، وللعبودية لله. وتدلنا على الفرق بين العبادة والعبودية قصةُ الرجال الذي كان ملازما للرسول (ص) وأبلى بلاء حسناً في غزوة بدر . فلما سمع النبي (ص) ثناء الصحابة على صنيعه، قال لهم: هو من أهل النار.
تعجب الصحابة لذلك، وما كان من أحدهم إلا أن لازمه ليرى ماذا يصنع ذلك الرجل حتى يستحق النار، فرآه وقد جرح جرحاً بليغاً فأسند سيفه على الأرض وتحامل عليه فقتل نفسه منتحرا، فجاء ذلك الصحابي إلى الرسول (ص) وقال: أشهد أنك رسول الله، وقص عليه قصة الرجل، فقال(ص): "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة".
إذن التواضع هو معنى العبودية لله، وهو الإسلام، أي إسلام الأمر والنهي لرب العالمين، لكون الإنسان لا حول له ولا قوة، ولا قدر، ولا فضل، إلا ما أعطاه الله ليبتليه به. والتواضع هو الحل لنا، لكل مشكالنا، هو ما ينقصنا ونحن لا ندري؛ لا ندري أنه ينقصنا لأننا نجهل معناه، أو نسيناه، وما أنساناه إلا الشيطان.انه التواضع هو الحل لأنه جماع كل الفضائل، وبدونه تغدو كل الفضائل رياء وسمعة. عندما نتكلم عن التواضع لا نقصد مجرد "طيبة القلب والتبسط مع الناس" فحسب، بل نقصد الخضوع لله والذلة له،
التواضع مكانه القلب، وما تقوم به الجوارح من سلوك وتصرفات إنما هو تجليات جزئية له؛ وعندما نتكلم عن التواضع نقصد أن نكون عبيداً لله، بلا حول ولا قوة ولا قدر ولا فضل، وبالتالي فنحن جميعاً سواسية، لا يفتخر الرجل منا على المرأة، ولا الكبير على الصغير ، ولا يفتخر أي كان بمال، ولا جمال، ولا لون، ولا بلد، ولا حتى بالدين، لأنه ببساطة، لا يدري، مهما حَسُن عمله، هل هو من أن النار أو من أهل الجنة. ولكن لو رأيت فضلا للناس على بعضهم وهو ما يقره الناس بفضله إنما ذلك من الله .
*** الحب الاختياري :.. هم يحبهم الله لسجيتهم لشدة عبوديتهم لله .. عندما أراد الله تعالى عبداً يزيّن له شأنه بالصدق في الأقوال والأعمال ليفتح حصون خيبر. قال المصطفى (ص) "لأعطينّ الرايةَ رجلاً يُحبُّ اللهَ ورسولهَ، ويُحبُّه اللهُ ورسولُه يفتحُ اللهُ على يديه ليس بفرّار"، فتطاول لها الأصحاب، فقال النبي(ص)"ادعوا لي عليّاً" فالعبودية محبة وانقياد وطاعة يتشرف بها العبد فيعطيه الله بقدر نيته ..وردت في قوله تعالى(الله لطيف بعباده). وقوله : وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً ،هذه العبودية خاصة
*** أما العبودية العامة : هذه لا يخرج عنها مخلوق وتسمى عبودية القهر فالخلق كلهم بهذا المعنى عبيد لله يجري فيهم حكمه ، و ينفذ فيهم قضاؤه ، لا يملك أحد لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا بإذن ربه ومالكه المتصرف فيه . وهذه العبودية هي التي جاءت في مثل قوله تعالى : ( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً ) هذه العبودية لا تقتضي فضلاً ولا تشريفاُ ، فمن أعرض عن العبودية الخاصة فهو مأمور مقهور بالعبودية العامة فلا يخرج عنها بحال من الأحوال . فالخلق كلهم عبيد لله فمن لم يعبد الله باختياره فهو عبد له بالقهر والتذليل والغلبة .والمرض والشفاء والرزق ... الخ
*&*&*& :هل هناك مصادر غير شيعية دونت حديث الكساء ؟ حديث الكساء حديث متواتر تناقلته كتب الحديث و التفسير و التاريخ المصادر السُنية التي دونّت حديث الكساء 1 . (صحيح مسلم :ج 4 / 1883 ، حديث : 2424 ، طبعة : بيروت / لبنان) .و في مسند أحمد بن حنبل ، عن أم سلمة أن النبي ( ص ) كان في بيتها فأتت فاطمة بكساء فدخلت بها عليه فقال لها : إدعي زوجك و ابنيك ، قالت : فجاء علي و الحسن و الحسين فدخلوا عليه فجلسوا هو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري ـ قالت ـ و أنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عَزَّ و جَلَّ هذه الآية : ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها نحو السماء ثم قال :" اللهم إن هؤلاء أهلُ بيتي و خاصتي فأًذهِب عنهم الرجسَ ، و طَهِّرهم تطهيراً ".. . أحمد بن حنبل : المسند : 6 / 292 ، طبعة : بيروت . 2. ابن الأثير : أسد الغابة : 7 / 343 طبعة : بيروت . 3. ابن الصباغ المالكي : الفصول المهمة : 21 ، طبعة : بيروت .4. ابن المغازلي الشافعي : المناقب : 100 ، طبعة : بيروت . 5. ابن حجر : الإصابة : 4 / 568 ، طبعة : بيروت . 6. ابن حجر : الصواعق المحرقة : 143 ، طبعة : القاهرة . 7. ابن طلحة الشافعي : مطالب السؤول : 8 ، مخطوط . 8. ابن عبد ربه : الاستيعاب : 3 / 1100 ، طبعة : بيروت . 9. ابن عساكر : التاريخ ، ترجمة علي ( عليه السَّلام ) : 1 / 274 ، طبعة : بيروت ...
والقصة المشهورة بين الشامي والامام زين العابدين (ع) انبرى شيخ من أهل الشام قد ضللته الدعايات الكاذبة نحو الإمام زين العابدين (عليه السلام) و قد رفع عقيرته: الحمد للّه الذي أهلككم و أمكن الأمير منكم .و بصر به الإمام فرآه مخدوعا قد خفي عليه الحق و خدعه الإعلام الأموي فقال له: يا شيخ قرأت القرآن؟ . قال - بلى . - أقرأت قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}و قوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}وقوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى}.. انبهر الشيخ فقال بصوت خافت: نعم قرأت ذلك .قال له الإمام: نحن و اللّه القربى في هذه الآيات يا شيخ أقرأت قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]قال بلى .قال الامام نحن أهل البيت الذين خصهم اللّه بالتطهير .
سرت الرعدة في أوصال الشيخ و تمنى أن تكون الأرض قد وارته و لم يقل ذلك و قال للإمام: باللّه عليكم أنتم هم؟.وحق جدنا رسول اللّه (ص) انا لنحن هم من غير شك . فقال اللهم اني ابرء اليك منهم ...
الطفلة الحسين رقية (ع) .. فزت الطفلة اليتيمة وصوتها يبيد صم الصخر ويذوب الحديد
أريدن أبوي الضيغم الجيد .. جم دوب يا عمه المواعيد .... كلما يسمعنها البواجي تزيد .. وصلت الصيحة المجلس ايزيد ..نشدهم اشصاير حادث جديد .. أسمع بواجي يزلزل البيد
گالوله خدامه والعبيد .. طفلة حسين لعودها تريد .. قال لهم ارسلوا لها راس ابيها ..
جابوا وشافتهم من ابعيد .. صاحت هلا براسك يالعميد .. يهلال عزنه ابليلة العيد ....
ليش اگطعت بينه يصنديد .... والتمن عليها المفاديد ..
ما حسّبت أطب يحسين شامات .. ومن الطشت ريحة مسك شامات ...وشوف ابگتلك العدوان شامات ... من راسك يبن حامي الحميّه /
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha