الصفحة الإسلامية

قبر في بعلبك وجسد غض وشجرة سرو!

2288 2019-03-11

أمل الياسري

 

لم تنتهِ واقعة كربلاء في العاشر من محرم الحرام، بإستشهاد الأمام الحسين (عليه السلام)، وأخيه أبي الفضل العباس، وأولاده، وإخوته، وأنصاره، (رضوانه تعالى عليهم)، بل أن الواقعة بدأت بنهاية، معركة إنتصار الدم على السيف، بشجاعة حيدرية وسط رؤوس طاهرة، كنهر لا ينضب من العطاء المستمر، في الإصرار والإقدام، إنها ملحمة مسير ركب السبايا الى الشام!

حكاية متفجرة من الألم والصبر، من كربلاء الى مجلس الطاغية يزيد عليه اللعنة، وكل حروفها تنطق بآه واحدة، لفقدان سبط بنت نبي الامة، (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، وفي مقدمة الركب الحسيني، الإمام زين العابدين، وعمته السيدة زينب (عليهما السلام)، في قصيدة لوعة تكسر خواطر الكلمات، وتقف خجلة من فعل الزمن اليزيدي الأسود، وزمرته الفاسدة!

ساقية تمر ببستان في منطقة بعلبك اللبنانية، فشكى صوت طاهر في منام لصاحب البستان، وتكرر المنام وهي تصرخ: حوّلها عن قبري، إنها تؤذيني، وبقربي غصن سرو زرعه أخي ليدل عليّ، فمياه الساقية آسنة، فأسرع الرجل الموالي الى أحد سادات آل النقيب، وقدم معه فحولوا مجرى الساقية، وحفروا مكان القبر، فإذا به جسد طفلة غضة طرية!

مزار مبارك يئن ألماً وشوقاً الى أهلها في كربلاء، والى عمتها في الشام، إنها طفلة الحسين خولة (عليها السلام) إستشهدت بعد سقوطها من ناقة هزيلة، ومرضت اليتيمة من الليالي الشاقة، التي أمضاها ركب الصمود الحسيني، فدفنها أخوها زين العابدين، ووضع الى جوارها غصن شجرة سرو، ليعرف قبرها الشريف، ما تزال نابضة بالحياة، رغم موت جذورها!

يا لثارات الحسين! أي دم في كربلاء سفكا! وأي جسد فيها دفنا! وأي بيت أمتحنه الباريء عز وجل، في مسيرة سبي تفرق فيها، أيتام الركب المحمدي الأسير، بين رقية الشام، وخولة بعلبك، ورضيع كربلاء، حتى رجوعهم الى فاطمة العليلة بالمدينة المنورة، فالسجاد بين قبور البقيع، إنها النفوس الراضية المرضية، أصلها في السماء، وفروعها في الأرض!

لقد غيرت شكل بكائها، وحولت مسيرة دموعها، وألمها، الى لوحة رثاء، وبقاء للكرامة الأبدية رغم غربتها، فأمست أميرة في بعلبك، وتكلمت قبتها، وشجرة سرو زرعت بجانبها، وهي تنبض بالشموخ الكربلائي، فما زالت مورقة مع مرور مئات السنين، ولها كرامات لا تعد ولا تحصى، فهي إبنة الشهيد، التي تبركت أرض بعلبك، بوجود جزء طاهر منه فيها!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك