نورية الإثنى عشر/ باحثة من البحرين
كان ولازال الدين الإسلامي المنطلق التربوي لهندسة الحياة الإنسانية بظل عالمية الإسلام المحمدي الأصيل ذلك الدين الذي انتشل الناس من الجاهلية العمياء إلى إشراقة فجرٍ أطل بنوره على أراضي القلوب فأضاء وفق أُطرٍ تعنونت بعنوان الإنسان المُتطلع للكمال المتجذرة فيه الروح الإيمانية المتعهدة بباطنها بالبحث الدائم عن مصدر ذلك الكمال الإيماني التطلعي الباطني بداخلها.
فارتضى لنفسه بالصعود إلى تلك المعرفة فطرق بابها فمد يده لطرق باب مدينة العلم باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ذلك الباب الناطق العارف بعظم جلالِ جلاله وكنوز مكنوزاته وقدرة قدراته وآيات آياته ودلائل دلائله وأدلته ذلك الباب الذي أذهب الله عنه الرجس وطهرهُ تطهيراً.
فمن هنا كان المنطلق بدنو ذلك الإنساني إلى التدرج بالوصول إلى معاني تجليات الله في هؤلاء الذين أذهب الله عنهم الرجس وتطهرهم تطهيراً فكانت الأعذوبة بكل شيء رأى فيه علياً جمال الله ذلك الإمام الذي تطابق قوله بفعله فكان الدرس والتوجيه والمثلُ الأعلى فالناظر إلى مجمل تفاصيل العبودية بحياة الأمير عليه السلام سيجد الإندكاك والفناء في ذات المحبوب فكان للحظة و الساعة والشهر والسنة والمناسبة لها فُضليات في قِبال القابليات التائقة للغرف والنهل من مفاهيم وعلل ومواضع ذلك العشق الرباني فكان بما كان عليه علياً عِلياً بعلوٍ من العلي الأعلى فأذهل العقول وأذابها بكيفية شرح المناجاة بينه وبين الله وتبيان معالم هندسة تنظيمية لحياة بأكملها عائدة على الإنية والغيرية بثمار علية جلية خارجة بحالة من "الصعق الجلالي" الباني للنفس بين بارئها الخارجة لتلاقي الأرواح بعدها لإظهار ثمرة السر بالعمل للعلن فبالليل خلوة وسراً وفي النهار عملاً جهراً وبذلك يكون سحق لكل متطلبات النفس الشهوية فأبعد من خلال المناجاة الإنية في قبال ما لدى العظيم ولرفع الحجب الظلمانية عن هذه النفس.
فللهندسة مخططاتها و أشكالها مضيفة للروح الإنسانية المنشودة إعطاء تلك القيمة للمعبود في تماهي لا نظير له لتنال بذلك ذروة الكمال فكان الدعاء هو الجوهر تلك الهندسة بجل معارفها الإلهية فكان لكمال الإنقطاع من بعد الصعق درجته المتدرجة في مدارج درجات التدرج المنقطع لله سبحانه... فكان كلام الإمام إمام الكلام أعذوبة بالحديث مع المولى الحق فكما يقول الإمام الخامنئي: "بأن المناجاة الشعبانية الشريفة تمثل كل فقرة من أولها إلى آخرها بحراً من المعرفة و كيفية مخاطبة الله".
فالسالك للمعرفة والخوض ببحرها لتوسعة السعة الوجودية الأثرية فعليه معرفة مضامين كل فقرة من فقراتها فلن يتم الوصول لمعرفة هذه المضامين من غير ترويض للنفس و تهذيبها و تعميق الصلة الروحية الإيمانية الغير منقطعة التذوق فاعطِ لنفسك تغذية روحية مليئة بالفيتامينات العالية... فبيدك هندسة نفسك بمعين لسان الأئمة الهداة المخرج لكل مفسدة العارف بنتائج المشروع الإلهي المخطط وصولاً لتحيق كمالية الإنسان الإنساني في ظل منظومة قيمية خلقية عنوانها: هندسة مهندس روحي حق عاملاً على تحشيد حشدٍ ناطق بمناجاة علي عليه السلام محركاً لها بكل الأشهر "فبذلك كانت المناجاة الشعبانية الروحية هندسة".
https://telegram.me/buratha