حيدر الطائي
كتابُ الله العظيم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فقد أعلن فضل الإمام الحسين عليه السلام في إطار أهل البيت عليهم السلام وله في كتاب الله غنىً عن مدح المادحين ووصف الواصفين. وهذه بعض الآيات الناطقة في فضله.
الأولى: آية التطهير
قال تعالى: إنما يُريد اللهُ ليُذهِبَ عنكمُ الرجسَ أهلَ البيتِ ويُطهركم تطهيرا.
ولابد لنا من وقفةً قصيرة للبحث عن هذه الآية
أجمع المفسرون وثقات الرواة أن أهل البيت عليهم السلام هم خمسة أصحاب الكساء وهم: سيد الكائنات الرسول محمد ص.
وصنوه الجاري مجرى نفسه أمير المؤمنين عليه السلام وبضعته الطاهرة عديلةُ مريم بنت عمران سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام. التي يرضى اللهُ لرضاها ويغضبُ لغضبها
وريحانتا رسول الله من الدنيا سبطاه الشهيدان الحسن والحسين عليهم السلام. سيدا شبابِ أهل الجنة. والذرية المباركة من نسل الحسين المنصوص عليهم من قبل رسول الله. ولم يشاركهم أحدٌ من الصحابة وغيرهم في هذه الآية. ويدلُ على هذا الاختصاص مايلي.
أولا: إن أم سلمة رضي الله عنها قالت " نزلت هذه الآية في بيتي وفي بيت فاطمة وعلي والحسن والحسين فجللهم رسول الله بكساءٍ كان عليه ثم قال( اللهم هؤلاء أهلُ بيتي فأذهب عنهم الرجسَ وطهرهم تطهيرها وأخذ يكرر ذلك وام سلمة تسمع وترى فقالت: وأنا معكم يارسول الله؟ ورفعت الكساء لتدخل. فجذبه منها النبي وقال لها إنك على خير١
وهي حسب رواية أم سلمة تدلُ بوضوحٍ على الحصر بهم وامتيازهم عن غيرهم بهذه المأثرة المشرفة.
ثانيا: إن الرسول ص. قد سلك كلَ مسلكٍ في إعلان اختصاص الآية بهم. فقد روى عن ابن عباس قال(شهدت رسول الله ص.
سبعةُ أشهر يأتي كل يومٍ باب علي بن أبي طالب عند وقت كل صلاة فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلَ البيت إنما يُريد اللهُ ليُذهبَ عنكمُ الرجسَ أهلَ البيتِ ويُطهركم تطهيرا. الصلاة رحمكم الله كل يومٍ يعملُ ذلك خمس مرات)٢
وروى أنس بن مالك: إن النبي كان يمر ببيتِ فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول: الصلاة يااهل البيت. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.٣
وقد أكد النبي ص. اختصاص الآية بأهل بيته ونفاها عن غيرهم إرشادا للأمة. وإلزاما لها باتباعهم وتسليم قيادتها لهم.
يتبع في الحلقة الثانية..
_
مصادر البحث
١. المستدرك على الصحيحين ج٣ ص٤١٣و٤١٥/ وكتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة ج٣ص٦٠١و٦٠٢
٢. كتاب الدر المنثور للسيوطي ج ٥ص١٩٩
٣. كتاب أنساب الأشراف للبلاذري ج٢ص٣٥٣و٣٥٤/ وكتاب مجمع الزوائد ج٩ص١٦٧و١٦٩
https://telegram.me/buratha