حيدر الطائي
تواترت الأخبار التي أُثرت عن النبي ص. في فضل ريحانته الإمام الحسين عليه السلام وهي تُحدد معالم شخصيته كما تحمل جانبًا كبيرًا من إهتمام الرسول ص. به وفيما يلي بعضٌ منها:
الاول: روى جابر بن عبد الله قال. قال رسول الله ص. ( من أراد أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظُر إلى
الحُسين بن علي١)
الثاني: قال رسول الله ص. ( حُسينٌ مني وأنا من حُسينٍ
أحبَ اللهُ من أحبَ حُسينًا. حُسينٌ سِبطٌ من الأسباط٢)
_
ودلل النبي ص. بهذا الحديث الشريف على مدى الصلة العميقة التي بينهُ وبينَ وليده. وأكبر الظن إنه لم يعنِ بقوله
" حسين مني" الرابطة النسبية التي بينه وبينه. وإنما عنى أمرًا آخر هو أدق وأعمق. فالحسين منه لأنه يحمل روحه وهديه. ويحملُ اتجاهاته العظيمة الهادفة إلى إصلاح الإنسان ورفع مستواه وتطوير وسائل حياته على أساس الإيمان بالله الذي يحملُ جميعَ مفاهيم الخير والسلام في الأرض. كما عنى عنه بقوله " وأنا من حسين" لمايبذلهُ السبط العظيم من التضحية والفداء في سبيل الدين. وماتؤديه تضحيته من الفعاليات الهائلة في تجديد رسالة الإسلام. وجعلها نابضة بالحياة على مر الأجيال الصاعدة. فكان النبي.ص. بذلك حقًا من الحسين ع. فهو المجدد لدينه. والمنقذ له من شر تلك الطغمة الحاكمة التي جهدت على محو الإسلام من خريطة هذا الكون. وإعادة مفاهيم الجاهلية وخرافاتها على مسرح الحياة. وقد نسف الإمام الحسين بنهضته أحلام الامويين وإعادة للإسلام نضامه وحياته. ورفع رايته عاليةً خفاقة في جميع الأجيال.
__
الثالث: روى عبد الله بن شداد عن أبيه قال. سجد رسول الله
سجدة اطالها حتى ظننا أنه حدث امرٌ أو أنه يوحى إليه. فسألناهُ عن ذلك فقال( كل ذلكَ لم يكن. ولكن ابني ارتحلني فكرهتُ أن اُعجِلَهُ حتى يقضي حاجتهُ٣)
_
هذه بعض الأخبار المختصرة التي أثرت عن النبي ص. في ريحانته وهي أوسمة شرف ومجدٌ قلدهُ بها إشعارًا منه بأن ظله وحقيقتهُ ستُمثل في هذا الطفل. وسيكون صورةٌ فذّةً لإنسانيته العُليا وأسراره العظمى.
__
مصادر البحث
١. الأنساب للسمعاني ج٣ص٤٧٦ وسير أعلام النبلاء ج٣ص٢٨٢و٢٨٣.
٢. مسند أحمد بن حنبل ج٥ ص١٨٢والحديث ١٧١١١/ والمستدرك على الصحيحين ج٣ص١٧٧ وأسد الغابة ج٤ص٧٤٩و٧٥٠.
٣. مجمع الزوائد ج٩ص٢.١ وذخائر العقبى ص١٤٣.
https://telegram.me/buratha