حيدر الطائي
أحاط النبي ص. أصحابه علمًا بمقتل ريحانته وسبطه واذاع ذلك بين المسلمين. حتى بات عندهم من الأمور المتيقنة التي لم يخالجهم فيها أدنى شك. وقد بكى النبي ص. أمر البكاء وافجعه في غير موطن على ماسيحلُ بريحانته من الخطوب والكوارث التي تذوب منها القلوب. وفيما يلي نعرض بعض تلك الأخبار.
الأول: روت السيدة أم سلمة قالت. (إن رسول الله اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو خاثر (مضطرب) دون ما رأيت به المرة الأولى. ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تُربةً حمراء وهو يُقبلها فقلت له. ماهذه التُربة يارسول الله؟
قال. ص. أخبرني جبرائيل ان ابني هذا _يعني الحسين_ يُقتلُ بأرضِ العراق. فقلت لجبرائيل: أرني تُربة الأرض التي يُقتل بها
فقال. فهذه تُربتها١)
الثاني: وروت أم سلمة قالت(كان النبي ص. جالسًا ذات يومٍ في بيتي فقال. لا يدخُلنَ عليّ أحدٌ. فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيجُ النبي ص. فإذا الحسين في حجره أو إلى جنبه
يمسحُ رأسه وهو يبكي فقلت له. والله ماعملت حتى دخل
فقال لي. إن جبرائيل كان معنا في البيت فقال اتُحِبّه؟
فقلتُ نعم
فقال. إن اُمتك ستقُتلُ هذا بأرضٍ يُقال لها كربلاء. فتناول جبرائيلُ من تُرابها فأرانيهِ٢)
الثالث: روت السيدة عائشة قالت( دخلَ الحسين بن علي على رسول الله ص. وهو يوحى إليه. فنزا على رسول الله وهو مُنكبٌ فقال له جبرائيل. اتُحبه يامحمد؟
قال ياجبرائيل وماليَ لا أحبُ ابني.
فقال جبرائيل. فإن اُمتكَ ستقتلهُ من بعدك. فمدّ جبرائيل يده فأتاه بتربةٍ بيضاء فقال. في هذه الأرض يُقتلُ ابنك هذا وأسمها الطف. فلما ذهب جبرائيل من عند رسول الله ص. والتُربةُ في يده وهو يبكي فقال. ياعائشة إن جبرائيل أخبرني أن ابني حُسينًا مقتولٌ في أرض الطف. وأن أمتي ستُفتنُ بعدي. ثم خرج إلى أصحابه وفيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي فبادروا إليه قائلين. مايُبكيكَ يارسول الله فقال. أخبرني جبرائيل ان ابني الحسين يُقتلُ بعدي بأرض الطف. وجاءني بهذه التُربة. وأخبرني أن فيها مضجعه٣) يُتبع في الحلقة الثانية..
_____
مصادر البحث
_____
١. المستدرك على الصحيحين ج٤ص٣٩٨
٢. كنز العمال ج١٢ص١٢٦
٣. ينابيع المودة ج٣ص١٠ و مجمع الزوائد ج٩ص١٨٧و١٨٨
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha